إيران هي مركز ثقل إعلام المقاومة / إغلاق مواقع إعلام المقاومة يعكس فاعليتها
وكالة أنباء مهر-
القسم العربي:
أقامت وكالة مهر للأنباء ندوة اعلامية تحت عنوان “ضرورة تطوير الاعلام المقاوم”، وتم التأكيد في هذه الندوة على ضرورة ولزوم تطوير خطاب المقاومة الإعلامي بما يتناسب مع التحولات والتهديدات في المنطقة.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر تجديد الخطاب الاعلامي وإدارة المواجهة “نعوّل على هذا المؤتمر وعلى نقاشاته ونتائجه في معركتنا الاعلامية التي هي جزء جوهري من المعركة الكبرى والمواجهة الشاملة”.
ورأى السيد نصر الله ان أهمية تطوير وتجديد الخطاب الاعلامي ايضا من الواضحات والآن بالتحديد سواء من حيث المبدأ وهذه سُنة الحياة كي لا يكون هناك اي جمود، وايضا سواء من حيث أدوات المواجهة، وكما نطور أدوات المواجهة العسكرية والامنية والسياسية يجب ان تتطور المواجهة الاعلامية لانها جزء أصيل في المعركة، ويجب ان نطور الخطاب لمواكبة التطور في الساحات الاخرى لان الاعلام هو الذي يبين ما يجري في الميادين الاخرى السياسية والعسكرية والامنية.
وقال السيد حسن ان الحاجة ملحة ايضا لتطوير الخطاب الاعلامي نتيجة ما مرّ على ساحتنا من عواصف شديدة الاثر ومن أهدافها ان تضييع فلسطين التي كادت ان تنسى لولا صمود المقاومة وهذا المحور بمواجهة الفتنة الكبرى، ويجب التجديد ايضا بسبب صمود محور المقاومة وانتصاره خلال الـ10 سنوات في مختلف الجبهات، فعندما نقول صمود محور المقاومة نشير الى انه قدم كم هائل من الشهداء والجرحى والتضحيات ومعارك الوجود، ولفت الى انه من جملة الدواعي لتجديد الخطاب الاعلامي هو انتصار المقاومة الفلسطينية المدوي في معركة سيف القدس وما فرضته من معادلات جديدة، وأكد ان المعركة مستمرة بل هي في تصاعد وامام مخاطر ومعادلات جديدة.
وفي هذا الشأن اقامت وكالة مهر للأنباء ندوة اعلامية تحت عنوان “ضرورة تطوير الاعلام المقاوم” مع الخبير في شؤون غرب اسيا الدكتور “صدر الحسيني”، وحضر مجموعة كبيرة من الاعلاميين والصحفيين هذه الندوة الاعلامية وتفاعلوا مع هذا المؤتمر، كما غطت وسائل إعلام خارجية وداخلية ( قناة سانا – قناة الفرات – الاتجاه – اذاعة الحوار الايرانية – قناة المسيرة – قناة العهد – يو نيوز ) هذا المؤتمر وسلطت الضوء على جزئيات الندوة الاعلامية.
الاعلام المقاوم يشكل اهمية كبيرة لايران / إغلاق مواقع إعلام المقاومة يعكس فاعليتها
وأكد رئیس تحریر قسم الاخبار الدولية في وکالة مهر للانباء “مهدي عزيزي”، أنه لولا إعلام المقاومة لما نقلت انتصارات وإنجازات محور المقاومة للجمهور ولكنا قد خسرنا كل هذه الانتصارات.
وأضاف: “الحقيقة أنه خلال العقدين الماضيين، وخاصة بعد حرب الـ 33 يوما عام 2006، بالإضافة إلى مراقبة التوازن الميداني بين محور المقاومة وأعدائه. في الوقت الحاضر، هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتقوية ورفع مستوى الخطاب الإعلامي المقاوم.
هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتقوية ورفع مستوى الخطاب الإعلامي المقاوم
وتابع: “إن أهمية تأثير إعلام محور المقاومة وصدقه في نقل الحقائق والوقائع كان قاسيا على اعداء محور المقاومة، فأقدمت وزارة الخزانة الأمريكية على حجبت الشبكات والمواقع الإلكترونية التابعة لمحور المقاومة”. كما حدث لقناة المنار، حيث قاموا بقصف المبنى خلال حرب 33 يوما. ورغم كل هذا، فإن إعلام المقاومة الآن في وضع جيد للغاية.
وأوضح الخبير في شؤون غرب اسيا الدكتور “صدر الحسيني”، وجهات نظره حول ضرورة رفع مستوى الخطاب الإعلامي للمقاومة. وقال في هذا الصدد: “نحن نواجه حاليا حربا إعلامية شاملة من قبل إمبراطورية الإعلام الدولية تحت إدارة الصهيونية العالمية”. حققت وسائل الإعلام المقاومة تقدما ملحوظا خلال العقدين الماضيين، خاصة منذ حرب 33 يوما.
وأضاف الحسيني: “في بداية حرب الـ 33 يوما وفي الأيام الأولى من هذه الحرب، استهدف الكيان الصهيوني بناء قناة المنار”. في ذلك الوقت كانت المنار هي قناة المقاومة الوحيدة. ومع ذلك، في أقل من دقيقتين تمكنت الشبكة من البدء في اظهار حقائق الحرب مرة أخرى وإيصال هذه الحقائق إلى الرأي العام في المنطقة والعالم.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية: إن تجربة حرب الـ 33 يوماً والهجوم الصهيوني على مبنى قناة المنار تسببا في اكتساب محور المقاومة خبرة كبيرة في مجال المواجهة الإعلامية للعدو. ومن جهة، أدركت المقاومة إمكاناتها الهائلة في المجال الإعلامي، ومن جهة أخرى، تبين لمحور المقاومة أن إعلامها يواجه عداوة شرسة من الصهاينة وحلفائهم.
واستطرد قائلا: “حاليا أكثر من 128 شبكة تعمل في مجال المقاومة”. أما بالنسبة للوكالات الإخبارية والمواقع الإلكترونية التابعة للمقاومة، إنها لا تعد ولا تحصى، فيمكننا القول بالتأكيد إنها كثيرة جدا. اليوم نرى أن شبكات المقاومة المختلفة تقوم بايصال الحقائق للجميع في أقصر وقت ممكن وتضعها بين يدي الرأي العام في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
أدت تجارب المقاومة في حرب الـ 33 يوما إلى عودة إعلام المقاومة في حرب الـ 12 يوما إلى قوتها السابقة قريبا واستئناف اظهار حقائق الحرب
وذكر الحسيني: “في حرب الـ 12 يوما ضد فلسطين، رأينا أن مباني وسائل الإعلام المقاومة تعرضت لهجوم من قبل الكيان الصهيوني الغاشم”، وأدت تجارب المقاومة في حرب الـ 33 يوما إلى عودة إعلام المقاومة في حرب الـ 12 يوما إلى قوتها السابقة قريبا واستئناف اظهار حقائق الحرب. لذلك استمر انقطاع شبكات ومواقع المقاومة في حرب الـ 12 يوما بضع دقائق فقط.
وأكد الخبير في الشؤون الإقليمية: “اوصلتنا التجارب السابقة إلى نتيجة أن المواجهة الإعلامية ليست طريقاً باتجاه واحد، ولم يعد بإمكانهم تشويه الحقائق كما يريدون، او تحريف الرأي العام عن الواقع؛ وهذا يُعدّ نجاح لوسائل الإعلام المقاوم.
وقال الحسيني: “السيد حسن نصرالله أدلى بتصريحات وخطب عديدة حول الإعلام المقاوم للمقاومة خلال العقدين الماضيين، لكن الأمين العام لحزب الله في لبنان خصص وقتا طويلا للحديث عن إعلام المقاومة يظهر أهمية من هذه القضية “. حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الأمين العام لحزب الله في لبنان مطولاً عن رفع مستوى خطاب المقاومة الإعلامية.
وأضاف: “من الواضح أن القضايا التي أثارها السيد حسن نصرالله وكذلك النقاط التي اشار ايها آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بخصوص الإعلام وإعلام المقاومة، يجب أن تكون خارطة طريق لهذه الوسائل الإعلامية”. فخلال حرب الـ 12 يوما رأينا أن إعلام المقاومة كان قادرا على نقل حقائق الحرب للعالم.
وقال الحسيني “حقيقة أننا نشهد تظاهرات في الولايات المتحدة وبريطانيا دعما للمضطهدين انجاز صنعه إعلام المقاومة”. ينبغي القول إن إعلام المقاومة مثّل مركز المقاومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
قال صدر الحسيني ان حقيقة أننا نشهد تظاهرات في الولايات المتحدة وبريطانيا دعما للمضطهدين انجاز صنعه إعلام المقاومة
وفي إشارة إلى التطورات في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، قال الخبير في الشؤون الإقليمية: “خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كان الجو في أفغانستان مضطربا للغاية”. في بداية الهروب العسكري الأمريكي في أفغانستان، حاولت الإمبراطورية الإعلامية لنظام الهيمنة جاهدة تشويه الحقائق في هذا الصدد، لكنها فشلت في النهاية في تحقيق هذا الهدف بسبب الدور الفاعل للاعلام المقاوم في نقل الحقائق.
وأضاف: “أريد أن أشير إلى الموضوع المهم للغاية وهو أن حرب الإمبراطورية الإعلامية على نظام الهيمنة والإعلام القائم على المقاومة ليست كاملة ولن تتوقف أبدا”. هذه الحرب بدأت للتو، أدرك الأمريكيون والصهاينة مؤخرا أن وسائل الإعلام التابعة لمحور المقاومة تتمتع بدرجة عالية من التأثير، لقد أدركوا للتو مدى تأثير إعلام المقاومة على الرأي العام.
وتابع الصدر الحسيني: “خلال فترة حكم” دونالد ترامب “في الولايات المتحدة، شهدنا إغلاق 92 موقعا تابعا للمقاومة. ومع ذلك، فقد استعادت هذه المواقع قدرتها على نقل الحقائق في أقصر وقت ممكن، كما نرى الآن أن جو بايدن قد اتخذ نفس المسار الذي سلكه ترامب.
الأمريكيون والصهاينة مؤخرا أن وسائل الإعلام التابعة لمحور المقاومة أدركوا للتو مدى تأثير إعلام المقاومة على الرأي العام
وتابع: “على الرغم من وصول بايدن إلى السلطة بشعارات حرية التعبير وحرية الفكر وحرية الوصول إلى المعلومات والديمقراطية، إلا أنه تبنى سياسات ترامب تجاه وسائل الإعلام المقاومة”. ما هو سبب هذه المشكلة؟ والسبب في ذلك أنه مثل ترامب، لم يكن لديه خيار سوى مواجهة ومواجهة ومواجهة إعلام المقاومة. هذا انتصار وانجاز لاعلام المقاومة.
وكما أوضح خبير الشؤون الإقليمية في قناة “المسيرة” اليمنية “علي الجعفر”: لم يمض وقت طويل بعد عدوان التحالف السعودي على الشعب اليمني حتى بدأت قناة المسيرة عملها واظهرت حقائق هذه الحرب غير المتكافئة للرأي العام. في ذلك الوقت، لم يكن أحد يعتقد أن المسيرة ستكون قادرة على مواجهة الإمبراطورية الإعلامية لنظام الهيمنة ضد اليمنيين. في حين ان قناة المسيرة نقلت حقائق الحرب بشكل جيد ودافعت عن حقوق اليمنيين.
وتابع “على الجعفر” في هذا الصدد: “يمكن القول اليوم بقوة أن قناة المسيرة تزود الجمهور بأكثر الأخبار والصور ومقاطع الفيديو والتقارير ودقة عن الحرب الغير متكافئة في اليمن”. وتبث أحداث الحرب التي استمرت 6 سنوات في اليمن.
وقال: “السؤال الآن هو من هو المسؤول بشكل رئيسي عن الإعلام في الدول العربية ومن يديره؟” إن دولارات النفط السعودية هي التي تدير العديد من هذه الوسائط، دولارات النفط السعودية تنفق حتى لا تتحدث وسائل الإعلام والشبكات العربية عن نجاحات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة. وأضاف أن الدولارات النفطية السعودية تنفق لمعاداه شبكات ووسائل الإعلام الإيرانية. ولطالما كان هذا الأمر على جدول أعمال الإعلام السعودي الإماراتي.
وقال صدر الحسيني: “صرح السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان مرارا وتكرارا، بأن مبالغ ضخمة تم إنفاقها للتأثير على وسائل الإعلام والشبكات العربية”. حتى أنه سخر من انفاقهم الجنوني، لكن المقاومة في المنطقة أصبحت أقوى.
عقد اللقاءات المتخصصة في هذا المجال “الاعلام المقاوم” يمكن أن يحول نقاط ضعف الإعلام المقاوم إلى نقاط قوة
وقال الخبير الإقليمي: “إذا أردنا أن نشير إلى بعض نقاط الضعف في إعلام المقاومة، فربما يكون من نقاط الضعف عدم معرفة هذه الوسائل ببعضها البعض”. يمكن لعقد اجتماعات مثل الاجتماع الحالي في وكالة مهر للأنباء أن يساعد في ان يكون بداية تصحيح بعض نقاط الضعف هذه والقضاء عليها. إن عقد اللقاءات المتخصصة في هذا المجال يمكن أن يحول نقاط ضعف الإعلام المقاوم إلى نقاط قوة.
وقال أيضا: يجب أن نولي اهتماما خاصا لثلاث قضايا في مجال الإعلام:
القضية الأولى؛ ثقة إعلام المقاومة، وهذا يعني أن على إعلام المقاومة أن يكون لديه ثقة بالنفس.
القضية الثانية؛ التعرف على ضعف إعلام العدو. نحن بحاجة إلى معرفة أن وسائل الإعلام المعادية لديها أيضا العديد من نقاط الضعف، ويجب استغلال نقاط الضعف هذه على أكمل وجه.
القضية الثالثة؛ هو العداء. وهذا يعني أن العدو يسعى دائما إلى تشويه الحقائق من خلال الإمبراطورية الإعلامية لنظام الهيمنة. في هذه الحالة، على وسائل الإعلام المقاومة واجب منع تشويه الحقائق من خلال تغطية الأخبار والأحداث بشكل واضح وسريع.
وأكد صدر الحسيني: إن أوامر الامام الخميني وتصريحات السيد حسن نصر الله وضعت خارطة طريق لوسائل الإعلام المقاومة.
وأخيراً أود أن أذكر بعض العبارات من تصريحات قائد الثورة عن الإعلام وأهميته ودوره وواجباته: اليوم هو عالم الإعلام والدعاية والتفسير. أمامك اليوم إمبراطورية الأخبار لأعداء العالم الإسلامي، والتي غالبا ما يسيطر عليها الصهاينة. اليوم، هناك طريق سريع أحادي الاتجاه للأخبار والتحليلات من وسائل الإعلام إلى الرأي العام العالمي – بما في ذلك الرأي العام للدول العربية والإسلامية والمسلمين أنفسهم. لاتجه الصهاينة منذ البداية إلى الأخبار ووسائل الإعلام الدعائية، وكانت إحدى سياساتهم هي السيطرة على وسائل الإعلام الدعائية في العالم.