إيران.. عين وقلب
صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح:
كان التبرّع السخي الذي وجهته الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري، والذي تم تسليمه قبل أيام في دار إيران بعمّان، السفارة الفيروزية، لممثل الهلال الأحمر الاردني، تعبيراً جلياً عن متابعة العيون الايرانية وقلب ايران الكبير لشعوب المنطقة، في الناحية الإنسانية، وفصلاً واضحاً ما بين الشعب السوري الذي وقع ضحية الغدر الإرهابي والرجعي الأعرابي والأمريكي الإسرائيلي، والجماعات المسلحة الفالتة مِن عِقالها، العاملة ذبحاً بالسوريين والعرب عموماً، لتنفيذ مآرب بعض الجهات الدولية والخليجية والحركة الصهيونية الدولية.
السفير الايراني، الدكتور مصطفى زادة، كان واضحاً في تصريحاته خلال حفل تسليم المساعدات، فقد وضع السفير النقاط على الحروف: یجب الفصل بین الشعب السوري وبين المجموعات المسلحة، وبمعنی آخر، یجب الفصل بین جماهیر الشعب وأحزاب ترید الاصلاحات السلمية، ومجموعات مسلحة جاء عدد کبیر منها، وفقاً لتقاریر الامم المتحدة، الی سوریة عبر الدول الاجنبية. فمن هذا المنطلق لا یمكن تسمية إجراءات المجموعات المسلحة بثورة الشعب السوري، وبصريح العبارة إن التفجیرات الانتحاریة التي تحدث في الشوارع والاسواق لا تمت للثورة بصلة. كما ان استمرار الحرب لا یُلحق الضرر بالشعب السوري فحسب، بل ویُعرّض المنطقة بأكملها للازمة، فكل مَن یتعاطف مع الشعب السوري یجب أن یکون اولی مطالبه وقف إطلاق النار، تحت رقابة الامم المتحدة، أما الذي یرفض التهدئة فهو لیس متعاطفا مع الشعب السوري… وناشد السفير: دعونا نتکاتف یداً بید حتی یتوصل الشعب السوری الی تطلعاته المشروعة عبر الطرق السلمية.
“الأزمة”، هي العنوان المؤلم للمنطقة الأوسطية حالياً، وقد تشكّلت بفِعل التكالب الأمريكي الإسرائيلي الأعرابي على الأرض السورية، ومحاولة تفتيتها، لكن هذه الأزمة التي بدأت بالإضمحلال والانتهاء وصارت الحقيقة تنقشع فأصاب “الحلاق” ثورات الناتو، سوف تنتقل من سورية الصمود والوطنية الى الدول الأخرى المتربصة بسورية والمتآمرة على الامتين العربية والاسلامية، لتُقيم في أوساط قادتها المرتهنين للأجنبي أزمة عميقة تتجلى بداياتها حالياً، ستذيقهم عذابات لا حصر لها، فينقلب، مجدّداً، “الولد على أبوه”، والزوجة على زوجها، والكل على الكل في قمة هرم السلطة، بعدما عَصَرت الامبرياليتين الامريكية العالمية والاسرائيلية الاوسطية الحكام المتآمرين كحبة الليمون، فقربت ساعة قذفهم الى مزابل جهنم، بعدما انتهى دورهم المرسوم وهزلت قواهم، واضمحلت عقولهم وأصابهم الرعّاش على أرض البطولة والفداء السورية التي يستمر يَقودُها وسيبقى يصونها بشار الاسد رغماً عنهم.
أعود للجمهورية الإسلامية الإيرانية الناهضة، فهذه الدولة التي نفضت عن نفسها غبار الجان وقاذورات الصهيونية، واستجمعت قواها الجماهيرية لطرد الرجعية والصهيونية وتكنيس أراضيها، ونصرة الأمة وفلسطين، تعمل على تكتيل شعبها لإرسال معونات محسوسة الى أصقاع العالم، ورياح المعمورة، وتتمتع شعوب بلدان كثيرة بمساعداتها ليس خلال الحروب والمواجهات فحسب، بل وفي غضبات الطبيعة أيضاً، وهي دولة كبرى قادرة على إنهاض الدول الأخرى من عثراتها بمساهماتها الملموسة، لذا أنظر الى تصريحات وزير السياحة الاردني مؤخراً، بعدم وجود اعتراض لديه على قدوم السياح من إيران للاردن، كنقلة نوعية مهمة في السياسة السياحية الاردنية لاستثمار طاقات ايران لصالح الاردن ليتجاوز بعض أزماته الاقتصادية المزمنة، تشير الى ان عيون الايرانيين الفاحصة وقلوبهم الدافئة تتسع لكل المتطلعين إليهم طلباً للتعاون وتذليل العقبات.
* كاتب سياسي وصحفي.