إنها بلاد الشام أيها الأغبياء
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
الولايات المتحدة الأمريكية تدور حول نفسها، وهي بسبب غرورها تظن أنها تدور حول العالم، لا تريد أن تصدّق أن نجمها آخذ في الأفول، وأن ما تبقى منه لم يعد يرهب أحداً.
أزبدت وأرعدت، هدّدت وتوعدّت، لا تريد أن تسمع لا صوت عقل ولا صوت منطق، بسطت عنجهيتها، وظنت أن هذه العنجهية تكفيها وقاء!… لم تحسب حساب تغيّر الأزمنة، ولا تريد أن ترى إلا زمانها المنقرض.
لو نظرت إلى الوراء قليلاً، يوم احتشدت هي وكل من دار في فلكها يمجّد بمجدها المهترىء، يوم اجتمعوا لسحق ثلة قليلة من المجاهدين الأبرار، وصارعت مع من معها في عدوان تموز 2006 ستعرف عندها لمن كانت الهزيمة.
لا يريدون أن يعتبروا، يظنون أنهم غيروا قواعد اللعبة لصالحهم، من خلال افتعال الفتن، لم يدركوا أن المرابطين الثابتين في محور المقاومة أيضاً لهم تكتيكهم، ولهم لعبتهم، ويدركون جيداً مسار الأمور.
كل ما حاولت أن تسربه عن ضربتها المحتملة، أرادت من خلاله أن تبعد الحلفاء عن سوريا، لعلها تستطيع أن تستفرد بها، حتى يأتي لكل دوره على حدة!
إنها السياسة الغبية الحمقاء، رفعوا لهجة التصعيد إلى الذروة، فوجدوا في المقابل عيناً حمراء، تنظر إليهم وتقول نحن في الإنتظار، نحن حلف واحد، وسنبقى حلفاً واحداً بإذن الله، ولن ندير خدّنا لأي صفعة محتملة، لأن من يصفع عليه أن يستعد لركلة قوية تغير وجه المنطقة، ووجه التاريخ.
حلف المقاومة ينتظر حرباً حاسمة مع الذين لا يريدون أن يروا إلا أنفسهم، إنها حرب وجودية، ولن يسمح هذا الحلف بتغيير المعادلة.
إن أردتموها حرباً فنحن لها، والجنون سيفتك بأصحابه أولاً وآخراً.
ويلات الحروب لم تعد تخيفنا، والأفضل لكم أن تنظروا إلى ربيبتكم إسرائيل التي تفعلون كل شيء كرمى لعيونها، أن تنظروا إلى رعب سكانها الذين هرعوا إلى تحصين الملاجئ وإلى إقتناء الأقنعة، وإلى الرعب الذي يعشعش في صدور قاطنيها ومستوطنيها. أما نحن، فصدورنا مفتوحة، لأننا كالأشجار، نموت ونحن واقفين، ننتصر بالشهادة كما ننتصر بالحياة.
هي حرب نستعد لها منذ زمن، ننتظر حدوثها في أي وقت، دون خوف أو وجل. نحن أصحاب الحق، وليس من شيمنا الإستسلام، وعند الإمتحان يكرم المرء أو يهان، ولطالما أكرمنا الله بالإنتصارات، وسيكرمنا بالإنتصار الذي سيعيد الحق إلى أصحابه، وسيولّي فيه العدو مهزوماً مندحراً بإذن الله.
ربما تعودتم على الخيبة في السنوات الأخيرة، ولكن خيبتكم مع حلف المقاومة، لن تكون كباقي الخيبات، ستكون خيبة بطعم آخرن وبلون آخر، فإن قررتم الجنون، نحن بالإنتظار.
من اللهجة التصعيدية إلى التذبذب، وربما إلى الإنحسار، وربما إلى الجنون، وفي كلا الحالتين أنتم خاسرون بإذن الله تعالى.
بداية الإنحسار ظهرت اليوم عبر وسائل إعلامهم عندما توجه البعض إلى أوباما بالسؤال: إذا ردّت سوريا على ضربتكم “المحدودة” ماذا أنتم فاعلون؟”
فهو مع من معه يستطيع توقيت البداية، أما النهاية لم يكن يوماً صانعها، والأعمال بخواتيمها..
وتراجع بريطاني “يجب أن يكون هنالك قرار من الأمم المتحدة” وهذا غير متوفر لا حالياً ولا مستقبلاً..
صورة مأساوية أقرب إلى المهزلة، هذا كل ما استطاعت أن ترسمه السياسة الأمريكية الفاشلة، ولا بدّ لهم من تجرّع مرارة المأساة.
فهم من طبخ السم، وهم من سيتجرع مرارته، على مبدأ المثل القائل: “طبّاخ السم آكله”
عسى أن يعتبروا!