إنقلاب أميركي على إتفاق الترسيم فهل تأخذنا أميركا الى الحرب؟؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
برأي مصدر سياسي لبناني مقرب من مصادر القرار في قوى محور “الم قا و مة” فان ما يحصل اليوم في الشارع اللبناني من قطع للطرقات وحرق للمصارف، ليس سوى صورة مصغرة لحلقات مسلسل الفوضى الذي تُحضر له واشنطن منذ العام 2019 للبنان وفقا لمخطط وضعته اسرائيل وعملت ادارات كل من أوباما ثم ترامب ثم بايدن على تبني تنفيذه.
وكان من المفترض ان هذا المخطط قد توقف وفشلت خطواته بعد صمود سورية ايران العراق وروسيا في مواجهة حروب واشنطن من حرب 2006 الى حرب داعش على العراقيين وسورية الى حروب اميركا بواسطة اوكرانيا على الروس بهدف اسقاط روسيا تدجين الصين وايران. لكن الاميركي ما إن يفشل بخطة حتى يواصل بخطط بديلة متكلا على تقاعس مقاوميه علهم يتعبون او تتعب شعوبهم فتستسلم. لذا جاء اتفاق الترسيم كنتيجة لتوازن قوى عسكرية دفعت الاسرائيلي والاميركي الى التفكير في خيارات الحرب او اللاحرب فتنازلوا بانجاز الترسيم مقابل وقف الاميركيين لرضوخهم الكامل لخطط الاسرائيليين في لبنان والتي تقوم اساسا على احداث انهيار مالي واقتصادي يحول كل المؤسسات الحكومية الى حطام فيسقط لبنان بمن فيه في فوضى سببها المجاعة الفعلية بكافة صعوباتها بعد توقيف كل اصناف الاستيراد والتصدير واغلاق البنوك وتحطيم البنك المركزي والجيش وقوى الامن فلا يبقى سوى شعب جائع يقاتل بمواجهة م ق ا ومة تتهمها اميركا وعملاء اسرائيل في لبنان بأنها من تسبب بالانهيار والمجاعة.
يتابع المصدر السياسي المطلع في حديثه لمراسلة وكالة انباء اسيا في بيروت فيقول:كان يفترض ان الترسيم وضع نقطة النهاية للحروب الاقتصادية على لبنان وتعهد الفرنسيين بضمانة حسن تنفيذ الالتزامات الاميركية فيما يخص عدد من الامور المفترض ان تنفذها حكومات لبنان منذ عقود لكن الاميركيين يمنعونها واولها اصلاح وضع الكهرباء واصلاح علاقات لبنان بجهات مستعدة لمساعدته اقتصاديا وانمائيا وعلى رأسها الصين وروسيا وايران فيجري رفع الفيتو الاميركي وتتقبل الحكومة مساعدات تلك الدول للبنان فيجري حل ملف الاستيراد والادوية والبنية التحتية والنفط والكهرباء بما يعيد الدولة الى مستوى مقبول من الفاعلية وفي المقابل يجري تمويل كل ذلك من استثمارات على حساب عائدات الطاقة المستقبلية من بحر لبنان.
تراجع الفرنسيون عن ضماناتهم وتراجع الاميركيون عن التزاماتهم وارسل ماكرون مندوبا وعد بحل موضوع العرقلة الاميركية لكنه طالب بتنازلات اضافية في ملف الرئاسة واضعا اسم احد المراجع غير المدنية للرئاسة كشرط اميركي اولي يليه وضع اسم مندوب سابق للبنان في منظمة دولية في رئاسة الحكومة كشرط ثانٍ لتنفيذ الالتزامات الاميركية.
الرد جاء صاعقا على مسامع الفرنسي الزائر في الاسبوع الماضي، حيث قيل له ما قاله السيد ح سن ن ص ر ال ل ه في الخطاب يوم الخميس السادس عشر من فبراير/شباط، حين اعلن ان الفوضى عندنا فوضى في اسرائيل والحراك الاميركي عندنا سيواجه بحراك عسكري مقاتل ضد اسرائيل وانه عند تنفيذ شركات فرنسية قطرية ايطالية لالتزاماتها في التنقيب في بحر لبنان يعني توقف الانتاج من كاريش. فالى اين ستأخذنا اميركا بعد انقلابها على شروط تنفيذ اتفاق الترسيم ومن هم جنود اسرائيل في لبنان؟؟
المصدر الشديد الصلة بالجهات المقررة في قوى معادية لاميركا في لبنان يفسر الاوضاع فيقول:كل جهة تتلاعب بالدولار وترفع اسعاره وتغلق البنوك حيناً بعلمها او دون علمها تنفذ مخططات اسرائيل بتمويل اميركي او خليجي. وكل جماعة توجه اللوم للضحية وتتهمها بالتسبب بالازمات المالية في لبنان هي عميلة لاسرائيل لان المسبب معروف وهو العمل الاميركي الدؤوب على محاصرة لبنان لصالح اسرائيل.
يتابع المصدر في حديث لوكالة انباء اسيا فيقول:
كل جهة تمول قطّاع الطرق الذين ينزلون بالاجرة ومقابل المال لقطع الطرقات على المواطنين هم عملاء لاسرائيل وينفذون مخططاتها والرد لن يكون عليهم فقط ، بل عليهم وعلى الاميركيين والاسرائيليين.
وبحسب المصدر: ان الهدف من تسريب خبر عن وجود توجه لدى الخزانة الاميركية إلى فرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتهمة مساعدة مموّلين لحزب ال له، هو رمي كرة نار الانهيار الاقتصادي في حضن الحزب، وتحميله مسؤولية أفعال سلامة وانهيار العملة الوطنية في حين ان سلامة في منصبه بسبب فيتو اميركي على استبداله منذ العام 2005، فحكومة السنيورة لم تجروء على تبديله ولا بعدها حكومات ميقاتي وسلام وسعد الحريري ولا حتى حكومة اللون الواحد – المشترك مع ممثلي الاميركيين المباشرين في حكومة حسان دياب لم يستطيعوا استبدال رياض سلامة بسبب وحيد ولا شيء غيره وهو الفيتو الاميركي على ازاحة رياض وكان القرار الاميركي حاسما. او يكون سلامة في حاكمية مصرف لبنان والا فمصرف لبنان سيوضع على العقوبات الاميركية بسبب تغطيته لاعمال بنكي الجمال واللبناني الكندي وبمفعول رجعي. وكان من الواضح الان ان هدف الاشاعات الحالية هو اطلاق يد المنظمات العميلة للاميركيين في الشارع بوجه الحزب، في حلقة ما قبل الاخيرة من اكتمال مسلسل الفوضى.
يتابع المصدر: ان الادارة الاميركية ابلغت عبر وكلائها في لبنان والجمعيات المدنية التي تتستر تحت مسميات عدة الى البدء في تحريك الشارع، واثارة الفوضى في كل مكان، بحجة تردي الاوضاع الاقتصادية وفلتان سعر الدولار.
وتؤكد المصادر ان هدف تل ابيب قبل واشنطن هو الحصول على ما تريده في السياسة بعدما فشلت عن تحقيقه عسكرياً بالقضاء على الحزب وسحب سلاحه من يده.
قرار الانقلاب الذي اتخذته واشنطن وتل ابيب يستند على جيوش لا عنفية في لبنان تعمل معهم تتمثل في منظمات يمولونها وفي سياسيين عملاء لهم وفي احزاب سبب استمرارها قائم لانهم يعيشون على فتات الدعم الاميركي الاسرائيلي.
لهذا خطاب أمين عام الحزب اليوم ليس مفاجئأ للاميركيين لكنه يعكس جدية ما سيحصل في حال تابع الاميركيين انقلابهم.
وهو الإنذار الاول الذي يتعلق بتهديد استمرار اسرائيل في استخراج الغاز من حقل كاريش مقابل التسويف والتباطؤ بالعمل في لبنان، واكد المصدر ان الحزب لن يسمح لإسرائيل بالاستمرار باستخراج النفط من كاريش، وهذا معنى كلمته التي قال فيها: “إذا بدك تجوعنا منقتلك”.
وأكد على ضرورة تسريع العمل في استخراج النفط والغاز، داعياً لبنان إلى قبول المساعدات الإيرانية والقبول بالاستثمارات الصينية والروسية، وبحال قرر لبنان ذلك فإن الأميركيين سيوافقون على هذا الأمر وسيتعاطون بواقعية. داعياً اللبنانيين إلى عدم الرضوخ لرفض السفيرة الأميركية: “لا تخضعوا عندما ترفع السفيرة الأميركية في وجهكم حواجبها”.
الإنذار الثاني، يتعلق بتهديد الأميركيين والإسرائيليين بإلحاق الخسائر بهم في حال عملوا على نشر الفوضى في لبنان، بفعل الضغوط المالية والاقتصادية.
أما الإنذار الثالث، فهو أن لا أحد في الخارج سيتمكن من فرض انتخاب رئيس على اللبنانيين، داعياً إلى الحوار بين الأفرقاء للوصول إلى صيغة تفاهم.
تأكيدات ن ص ر ا ل ل ل ه أنه في حال كان الأميركيون وجماعتهم يخططون للفوضى وانهيار البلد، فأنا أقول لهم أنتم ستخسرون كل شيء في لبنان، وأنتم خططتم لشيء مشابه في الماضي وخسرتم. هي تهديدات جدية وهو يعلم ان الاميركيين يأخذونه على محمل الجد وسوف يتراجعون والا فان رسائل أمنية ستصل الى الاسرائيليين وستكون أشد وضوحاً.