إنفجار الرويس ألحق خسائر مادية تصل إلى ما يقارب 50 مليون دولار
صحيفة اللواء اللبنانية ـ
بلقيس عبد الرضا:
أيام مضت على انفجار الرويس في منطقة الضاحية الجنوبية، أيام قليلة لم تتجل بعدها حقيقة ما جرى في ذلك اليوم وتلك الساعة، على بعد أمتار من الانفجار الأول، دوي الإنفجار الثاني، الأكبر حجماً والأكثر ضرراً من سابقه.
هذا التفجير الاستثنائي في توقيته وزمانه ومكانه، أحدث انقلاباً نوعياً في قيمة الخسائر المادية التي سببها، فبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح والتي لا تقدر بثمن، الخسائر المادية لا تعد ولا تحصى، فشارع الرويس يعد من أكثر الشوارع إزدحاماً لناحية المحال التجارية المتنوعة في حجم أعمالها.
ولذا فإن الخسائر المادية نتيجة ما حصل تصل الى مئات ملايين الدولارات، ناهيك عن الخسائر في الشقق السكنية والأبنية الآيلة للسقوط، بالإضافة إلى الخسائر في البني التحتية.
من جديد الاقتصاد اللبناني في عين العاصفة الأمنية فإلى أي حد سيستطيع أن يصمد في وجه هذه العواصف؟
في شارع لا يتعدى بعض الأمتار وقع انفجار هزّ الأبنية ومن يقطنها، أحرق المحال التجارية ومن يعمل بداخلها، حطم الزجاج وفجر السيارات وأحدث أضراراً لا تعد ولا تحصى في البنى التحتية لهذه المنطقة التي لم يمض ست سنوات على إعادة إعمارها بعد العدوان الإسرائيلي عام 1996 في هذا الشارع والذي يعد من أكثر شوارع الضاحية الجنوبية تجارياً، تكبد خسائر في واجهات المحال تصل قيمتها إلى أكثر من 100 ألف دولار أميركي إذ وبحسب أحد التجار في هذا الشارع عصام فاعور فإن خسائر الواجهات الزجاجية للمطاعم والمحال التجارية تقدر ما بين 5 الاف دولار إلى 7 آلاف دولار أميركي، وبمعدل وجود أكثر من 50 محلاً تجارياً في هذا الشارع، منها 20٪ قد تعرضت واجهته الزجاجية للإنهيار يصل تصليح هذه الواجهات إلى ما يفوق 100 ألف دولار، بالاضافة إلى ذلك يقول فاعور: «ان الأضرار داخل المحال التجارية خاصة المطاعم والسناك وغيرها من المحال التجارية المجهزة لبيع الطعام والشراب تكبدت خسائر ما لا يقل عن 7 آلاف دولار لناحية تلف جميع البضائع وبلغة الأرقام فإن ما يقارب 20 إلى 25 محلا تجاريا مواجها للسيارة المفخخة أصيب بدمار كامل، بالاضافة إلى تضرر المحال التجارية البعيدة نسبياً عن مكان الانفجار.
أما بالنسبة إلى الأبنية، فهناك 6 أبنية متضررة بشكل كبير في حين هناك 3 أبنية يتوجب بحسب المهندسين الذين عاينوا الأضرار أن يعاد بناءها من جديد. وتكلفة إعادة بناء أي من هذه الأبنية بحسب المساحات التي كانت عليها لا يقل عن مليون دولار تقريباً.
هذه الخسائر المادية التي تكبدتها المنطقة في ذلك اليوم تساهم بشكل كبير في ضرب الاقتصاد بعدة طرق مباشرة وغير مباشرة.
أضرار من نوع آخر
الأضرار التي سببها الإنفجار في تلك المنطقة لم تقتصر على زهق أرواح بريئة، وحتى الحديث عن خسائر اقتصادية وأضرار مادية، فهناك خسائر من نوع آخر يتكبدها الأطباء والمهندسون والمحامون الذي يعملون في هذا الشارع، إذ أن خسارة المعلومات عند هؤلاء لا تعوض بثمن فقد أوضح المحامي خليل إدريس في حديث خاص لـ«اللــواء» ان الإنفجار الذي وقع عشية الخميس الماضي، سبب في أحداث أضرار مادية كبيرة، إلا أن هناك خسائر من نوع آخر لا تقل أهمية عن الخسائر المادية، إذ وبحسب ادريس فإن تلف ملفات الموكلين لديه تعني خسائر كبيرة في حجم أعماله، إذ أن الوثائق الموجودة لديه للموكلين تعني مئات الآلاف من الدولارات وتلف أي وثيقة تعني خسائر كبيرة لا يمكن تعويضها.
من جهة أخرى لفت المهندس يوسف طعام في حديث خاص لـ«اللــواء» إلى ان الانفجار الذي ضرب الضاحية الجنوبية في الأيام الماضية، ألحق أضراراً في مكاتب الهندسة الواقعة في الشارع مشيراً الي انه خلال حرب تموز تمكننا من أخذ أهم الخرائط والملفات خوفاً من تلفها أو إحراقها، أما اليوم فالإنفجار الذي ضرب الشارع لم يمكننا من أخذ أي من الوثائق المهمة، لذا خسارة هذه الوثائق تعني خسارة كبيرة لا يمكن إحصاءها.