“إنجازات” أمنية كبيرة ضربت شبكات التخريب ثمرة تنسيق بين جهازين و”حزب الله”
صحيفة النهار اللبنانية ـ
ابراهيم بيرم:
بات العقل الأمني لـ”حزب الله” يمتلك في الآونة الاخيرة رصيداً من “الانجازات” الأمنية القياسية وكمية كبيرة من الوقائع والمعطيات والاسرار المذهلة عن شبكات التخريب أو تلك التي يمكن أن تنفذ عمليات أو مهمات تخريبية لاحقاً، الى درجة ان ثمة من يقول ان هذا العقل نجح في انزال “ضربة” كبرى في الخلايا والمجموعات الارهابية ستؤثر على عملها وحركتها بشكل كبير.
الامر لم يكن ممكناً بالنسبة الى الحزب لولا انه دخل في خطة تنسيق أمني واضحة وموثوق بها مع جهازين أمنيين رسميين هما مخابرات الجيش وجهاز الأمن العام.
جهود الاطراف الثلاثة متعاونة ومنسقة نجحت الى حد بعيد وفي وقت قصير وفق مصادر الحزب في فكفكة كل الشبكات والخلايا التي نفذت عمليات:
– تفجير العبوات المفخخة على طريق شتورا – المصنع.
– تفجير العبوات على أوتوستراد زحلة – بعلبك.
– العبوات التي استهدفت حواجز الجيش ومواقعه عند مدخل الهرمل.
– ضبط عدد لا يستهان به من المجموعات والخلايا الصغيرة التي اعتادت التسلل عبر جرود عرسال من سوريا وإليها.
– صار الطريق المفضي الى عرسال تحت الرقابة الدقيقة، مما أحبط العديد من الهجمات التخريبية ونقل الاسلحة وارسال المسلحين الى سوريا ومنها.
– ضبط أكثر من 5 سيارات محمّلة بالاسلحة والذخائر والقذائف في أماكن متعددة من البقاع والشمال.
– ولعل الضربة الكبرى التي تلقتها المجموعات التخريبية كانت كشف سيارة الناعمة المحملة بالعبوات والاسلحة.
– واذا كانت المصادفة والاخطاء هي التي أدت الى كشف خلية داريا في اقليم الخروب، فقد تم لاحقاً رصد امتدادات هذه الخلية ومصادرها وضبطها.
– كشف الجزء الاكبر من ملابسات عملية اطلاق الصاروخين على الضاحية الجنوبية في أيار الماضي، وامتدادات المنفذين من مخيم برج البراجنة الى مخيم الرشيدية حيث الضغوط ما زالت متواصلة لتسليم علاء ياسين من مخيم الرشيدية عبر الاتصالات مع حركة “حماس” التي هو أحد كوادرها.
– الانجاز الأبرز والأسرع تمثل في اكتشاف المجموعة اللبنانية – الفلسطينية التي اطلقت الصواريخ الاربعة قبل أيام قليلة من منطقة حوش بسما بالقرب من صور في اتجاه الاراضي المحتلة بهدف استدراج رد اسرائيلي من شأنه أن “يخربط” الاوضاع ويخلط الاوراق في ساحة “حزب الله” الداخلية.
– أُبلغت قيادات في الفصائل الفلسطينية في كل المخيمات في بيروت والجنوب بأن عليها واجب المساهمة في الحيلولة دون تحول هذه المخيمات بؤراً وملاذات آمنة للمجموعات التخريبية، تخرج من هذه المخيمات أو تعود للاختباء فيها أو “تتموّن” وتتذخر منها.
– وبحسب بعض المعلومات الاولية تكونت لدى الأجهزة الأمنية كمية من المعلومات والوقائع عن اسرار تفجيري بئر العبد والرويس في الضاحية الجنوبية، ولن يفرج عن هذه المعلومات والوقائع لأن قسماً منها ينتظر استكمال جلاء ملابساته والقسم الآخر يتصل بمواجهة المجموعات التخريبية المشاركة في الإعداد والتنفيذ.
وبحسب المعطيات فإن عملية ملاحقة المشتبه فيهم من سوريين معارضين ولبنانيين مستمرة وقد ضيّق الخناق عليهم فاضطر بعضهم الى الاختباء فيما يحاول بعضهم الآخر الفرار الى الخارج.
– نجح الجهاز الأمني للحزب بعد عملية التفجير الارهابية في الرويس في تنفيذ سلسلة اجراءات وتدابير مشددة حول الضاحية الجنوبية وعلى مداخلها الرئيسية والفرعية، من شأنها فعلاً أن ترد على نحو كبير على التحدي الأمني الجديد، عبر منع وصول السيارات المفخخة وجعل عمليات التخريب أمراً محفوفاً بالمخاطر وصعباً جداً، لا سيما انه صار لدى جهاز الأمن في الحزب لوائح وكميات كبيرة من المعلومات عن المجموعات الارهابية.
وفي كل الأحوال يبدو واضحاً ان الحزب يتصرف على اساس انه نفَّذ هجمة أمنية وقائية محكمة أظهرت لمن يعنيهم الأمر أنه استوعب آثار الضربتين اللتين وجهتا إليه في الضاحية من جهة، وانه نجح في القبض على زمام الأمور الأمنية وبات يمتلك قاعدة بيانات وخبرات متراكمة.
ووفق المصادر فإن ثمة خلاصات واستنتاجات اساسية تكوّنت لدى الأطراف الثلاثة بعد “رحلة” الرصد والملاحقة الشاقة والدقيقة لهذه المجموعات والخلايا التخريبية، أبرزها ان هذه المجموعات تعمل بشكل “جزر منعزلة”. وفي المقابل فإن الحزب مرتاح الى مسار التعاون والتنسيق والتناغم الأمني القائم بين جهازه الأمني والجهازين الأمنيين الرسميين (اي المخابرات والامن العام) وهو تنسيق غير محصور في حيز جغرافي.
وأبعد من هذا التنسيق القائم على ثقة متبادلة، كان الموقف المتقدم والواعي الذي أدلى به قائد الجيش العماد جان قهوجي في الآونة الاخيرة، والذي تحدث فيه عن ان الجيش يرصد منذ زمن غير قصير مجموعات تخريبية نجحت في التسلل الى الداخل اللبناني بغية القيام بمهمات تخريبية، وان هذه المجموعات لا تقصد بعملها منطقة بعينها او فئة لبنانية بذاتها بل هدفها الأساسي تخريب الأمن وتعطيل الاستقرار. فهذا الموقف الذي أتى من اعلى رتبة عسكرية لبنانية وضع النقاط على الحروف ودحض الكثير من المواقف التي عملت ما في وسعها لاعطاء انطباع فحواه ان التخريب والإرهاب لم يتسللا الى الداخل اللبناني إلا بعدما قرر “حزب الله” الدخول في مواجهات الداخل السوري.