“إنباء” يقدّم النص الحرفي لكلام الزهار: ليس لنا مشكلة مع حزب الله.. ونقدّر دوره
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس الدكتور محمود الزهار أن لاخلاف بين حماس وحزب الله مقدراً الدور الذي لعبه الحزب في دعم المقاومة الفلسطينية.
كلام الزهار جاء في مقابلة بثتها قناة الميادين مساء أمس وتناول فيها مختلف المسائل المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وفيما يلي نص الجزء المتعلق بموضوع السلاح والعلاقة مع سوريا وإيران وحزب الله في المقابلة، في تفريغ خاص بـ “موقع إنباء الإخباري”:
– هناك كلام تقولون فيه نحن تلقينا السلاح من إيران وانتم تجاهرون بذلك،وهناك نظرة غير ودية من بعض الدول العربية تجاه إيران، ألا تخشون من انعكاسات ذلك على علاقة حماس مع بعض الدول العربية؟
* هناك بعض الأنظمة العربية لو ولعنا أيدينا شمع لنضيء لهم لما رضوا عنا، وهذه قضية معروفة. نحن منسجمون تماما مع سياستنا السابقة على مدار السنين الماضية، نحن لسنا طرف مع فريق عربي ضد طرف أخر في المشكلات العربية الداخلية، ونحن نطلب من الجميع أن يعطونا بدون ثمن، وهذه المعادلة بسيطة، من يعطينا مال ويعطينا سلاح لاستمرار برنامج المقاومة نحن نقبل منه بشرط أن لا يطلب منا ولا يأخذ حتى موقف داعم له، نشكره ولكن لا ندعمه في الخلافات السياسية مع أي طرف أخر، سواء خلافات محلية أو خلافات بين دولة ودولة أخرى، هذه النقطة الأولى.
ثانيا أنا لا ادخل معه في إشكاليات، ليست معركتنا معركة عربية عربية، معركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي كل من يعطينا سلاح بدون شروط نأخذه، كل من يعطينا مال بدون شروط نأخذه. وهم يعرفون (الذين يعطوننا) أن أيادينا نقية، نحن لا نسرق المال، هذا المال وقف يأتي، هذا للبناء يبنى به، هذا لمساعدة الناس يساعد به، هذا للكتائب المسلحة نعطيها، وبالتالي من يريد ان يتعامل بهذه المعادلة معنا اهلا وسهلا، وهو شريك لنا، وله الفضل من بعد الله تعالى في انتصاراتنا.
واذا كان شخص آخر أو جهة تريد ان تعطينا لنصبح جزء من المحور ونستخدم ديكور سياسي للمزايدة على الآخرين، نحن لسنا في هذه اللعبة.
– دكتور، كان لافتا ان رئيس المكتب السياسي لخركة حماس الدكتور خالد مشعل تحدث بنفس الاتجاه واشاد بالدعم الايراني، ولكن على مدى السنوات الماضية كان لسوريا ايضا، كما اعرف، قدمت دعما ربما معنويا وماليا وسياسيا وربما غير ذلك، واللافت ان هذه المرة خلت التصريحات من أي اشادة بالدور السوري، رغم انه منذ أكثر من عقد من الزمن كنتم في سوريا ومع سوريا؟
* يا اخي نحن نقدر لكل ـ مش دولة مثل سوريا ـ لكل بني ادم في ارجاء الدنيا قدم لنا، نسأل الله تبارك وتعالى له القبول. لكن المشكلة نحن كما قلنا قبل دقيقة وقبل ان تسألني هذا السؤال نحن لا نريد ان تنحرف بوصلة الجهاد ضد الاحتلال الى خلافات داخلية عربية او اسلامية او غيرها. يلاحظ حتى هذه اللحظة، حتى لا تنحرف سياستنا في الخارج، رغم اننا نتألم كثيرا من اغتيالات العدو لنا في البلاد العلربية وغير العربية ، الا اننا حافظنا على المعركة داخل فلسطين حتى لا ندخل في اشكاليات عربية عربية او عربية اسلامية او غيرها، ولذلك نحن نقدر لايران دورها ونقدر لسوريا دورها ونقدر للسودان دوره ونقدر للشعوب العربية وخصوصا في الدول الخليجية وغيرها، لانها دعمت الفقراء ودعمت المؤسسات وبعضها دعم بالسلاح. لكن اتركونا بعيدا حتى لا تنحرف بوصلتنا ونضعف قوتنا في صراعات داخلية كما فعلت منظمة التحرير سابقا في ايلول في الاردن، وبعد ذلك في لبنان في حروب لا حصر لها داخلية. نحن حافظنا على ايدينا نقية، ان لا تراق نقطة دم بريئة الا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي .
– دكتور محمود ذكرت عدد من الدول والشعوب والمواقف، ماذا عن العلاقة مع حزب الله؟ اسامة حمدان مسؤول الشؤون العربية في حركة حماس يقر بوجود بعض الجمود في العلاقة مع حزب الله وذلك بسبب الموقف او النظرة من الوضع السوري.
* أولا: ليس لنا مشكلة مع حزب الله حقيقة، ونقدر لحزب الله دوره، ولكن لا نريد ان ننحرف- كما قلت لك- اذا اختلفنا مع أي طرف اخر او اتفقنا معه لا يجب ان يؤثر ذلك على برنامج المقاومة. حزب الله مشروع لبناني صرف موجود في هذه المنطقة له علاقات دولية ككل التنظيمات وكل القوى الموجودة في المنطقة. نقدر له دوره في الدفاع عن الاراضي اللبنانية وطرد الاحتلال.. ولكن هل مشكلتنا نحن حزب الله؟ يعني ماذا يؤثر علينا حزب الله الآن؟ اذا بدأ حزب الله يؤثر على وضعنا ويضعف موقفنا في برنامج المقاومة ساعتها يكون لا بد من حل هذه الاشكالية، ليس بصراع ولكن باتفاق، وذلك يكون بتوافق. وبالتالي اقول لك نحن نتجنب هذه الصراعات الهامشية المعطلة لبرنامجنا.
– انت تدعو الى تجاوز هذا الجمود مع الحزب، خصوصا انه يدعم القضية الفلسطينية؟
* نحن نريد ونسعى الى افضل علاقات بيننا وبين كل القوى المقاومة، ليس فقط في فلسطين ولكن خارجها، بين كل القوى المقاومة للاحتلال الاسرائيلي، ليس فقط في المنطقة العربية ولكن في العالم الاسلامي والغربي كله. هذه سياسة عامة وواضحة وهي الانجح والاسلم بالنسبة لنا.
– يعني كما تعرف دكتور محمود، موقف حزب الله من القضية الفلسطينية معروف، ولكن وقوفه الدائم الى جانب القضية ودعوته الى نصرة القضية الفلسطينية كما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالسلاح وليس فقط بالتضامن والوفود الزائرة الى غزة تستثير حياله العديد من الانتقادات ومع ذلك الحزب يواصل وقوفه وتبنيه للقضية الفلسطينية في هذا الظرف بالذات، الا تعتقد انه يمكن لكما انتم والحزب ان تلعبا دورا ما- بفعل العلاقة الميدانية التي تربط بينكما ـ في تخفيف الانقسام السائد على الساحة العربية؟
*الانقسام في الساحة العربية قبل وجود حزب الله وقبل وجود حماس، الانقسام في الساحة العربية ليس بسبب وجود حزب الله او بسبب حماس. الانقسام بسبب وجود النفوذ الغربي او الاجنبي في هذه المنطقة، سواء كان احتلالا او باحتلال الارادة (احتلال الارض والارادة ) وبالتالي هذه القضية طارئة. ما في مشكلة بيننا وبين حزب الله. حزب الله يدافع عن ارض لبنانية تم احتلالها حتى طرد الاحتلال، وليس عنده مشكلة مع الاحتلال الا لانه الاحتلال بارضه، فاذا تم الاعتداء على حزب الله أن يرد.
أما نحن أرضنا كل أرضنا مستباحة، وبالتالي نحن نريد من حزب الله ومن غير حزب الله أن يقف معنا لتحرير أرضنا. عندما يتم تحرير أرضنا وتصبح عندنا دولة ندخل في لعبة المنطقة.
ـ ألم يقف معكم حزب الله في الماضي؟ تقول يجب أن يقف معنا الحزب..
* لا تؤول كلامي. أنا أقول لك ليس لنا مشكلة مع حزب الله بأي صورة من الصور. لا نتنافس على أرض ولا نتنافس على سلطة واحدة في منطقة واحدة كما بيننا وبين فتح. وبالتالي نريد من حزب الله أن يدعم كل برنامج المقاومة. يا أخي عندك الجولان محتلة، لا بد أن تتكاتف كل الدول العربية لتحرير الجولان. احتلال القدس واحتلال الجولان وأي شبر من الأرض العربية والإسلامية هو مسؤولية كل إنسان مسلم من أندونيسيا إلى موريتانيا غرباً. وبالتالي لماذا ندخل هذه القضية ونحرفها في صراعات وهمية.
ليس بيننا وبين حزب الله صراعات ولا خلافات. قد نختلف بالرؤية في قضية معينة في زمن معين، ولكن ليس بيننا وبينه صراع.