إلى سماحة قائد المقاومة السيد حسن نصر الله
موقع بانوراما الشرق الأوسط ـ
الشيخ جابر مسلماني:
إليكم وأنا واحدٌ من هذه الأمّة التي تنظمها عمامتكم،وعباءتكم دثار آلامها وأوجاعها ،أنتم يا سيد المقاومة الفجر الذي سطع عند آخر لحظة من إنهيارها وخمودها واستقالتها ، عبرتم في آفاقها شمساً ثانية ،تلك التي يرفض العمالقة كما التاريخ وطبائع الأشياء أن تغيب وأن ينحدر قرصها السابح الأعلى في غياهب الأفول والترنح والانكسار والتلاشي.
يا سيد المقاومة ،وسيد الوطن العربي العابر للكيانات والجغرافيات المنغلقة على ذاتها،حامل كرة النار في زمن اللهيب وكرة الثلج في زمن الصقيع،من دونك لا مِقود ،ولا مسار ولا مصير،معك استدار الزمن من سديم المغيب الى معالم الفجر الصادق ،معك توضأت الأمة بدموع الأفراح مع عودة الأوزان الى مقاديرها ،وقيامة الذات بين يدي قضاياها الُمحقّة والعادلة والتاريخية والمصائريّة .معك ارتدت الألفاظ والابجديات العربية معانيها المتراكمة الى البروز والحضور وهيمنة الحقوق على مستلبيها ،معك تكلمت الضحيّة بصوت العدل المدوّي في هياكل جلاديها وعروشهم وحديدهم ونارهم واكتست اللافتات العربية والاسلاميّة العريضة معنى آخر يتضاد مع كل البكائيات الفارغة من شحنات الصدق ومعاندة الفولاذ والصفيح التي انهالت على قضايانا ومشت معها جنبا الى جنب الى حتف النخاسة وخزاماتها،معك أعلنت الأمّة في قعر عقلها الجمعي انها ليست فائضاً بشريّا على هامش الأمم الممتلئة بالحضور والتحقيق والتحقق.
أنتم يا عملاق الأمّة في أزمنة الأقزام ،عمادها وعمودها الفقري،يا من مسكتم بعضد التاريخ وألجأه الى مساره الطبيعي ،الى منصّاته الذاتية ومخاض ثقافاته وسياقاته الملتزمة بالذات الجمعيّة في العمق والسطح وما بينهما من اعتمالات وآمال وارتقابات ، وفككته من انزياحاته المتتاليه وأستنقذت الروح العربيّة والاسلامية من براثن الردّة السياسية وحشرجات الإستسلام الأخير والنهائي لعابري سبيل الأوطان من وراء البحار الى قلبها الدامي وجغرافياتها المتصدّعه والمتآكلة حيث لا سيادة ولا أسياد انما عبوديات متراصّة لم تستطع اعلان لاءٍ واحدة والثبات عليها أو الموت المشرّف تحت لوائها .
منذ بداية التسعينيات،منذ تسلمك مقعد المقاومة الأول المتصل الى قلب التاريخ اللبناني والجنوبي المقاوم والنازف ،كنت مضطرا للتنظير الى ان النضال والمقاومة ولغة الرصاص وبراكين الدم ومفاهيم الشهادة وتجلياتها الميدانية هي اللغة الوحيدة الممكنة مع العدو الاسرائيلي المحتل لجنوب لبنان ولعمقه ولسيادته وللعواصم العربية بالمعني الاستلزامي للأشياء والقضايا وللإتساع الموضوعي الذي يحدثه الترابط الموضوعي بين كافة الجغرافيات العربية والاسلامية ،كنت مضطرا يا سماحة السيد وذلك لك سبقٌ كبير في عقلك المتوقد والعابر للزّمن وللآفاق التي يرسمها درّة درّة ومجداً تلو مجدٍ،في الوقت الذي كان من تنظّر على مسامعهم يجلسون في المقاعد “الأماميّة” بين يديك وتحت منبرك الوطني الشاسع، في خلفيات مشهد فراغ وسقوط الممكنات وإنحسارها أمام صفيح ما خُيل الى الجمع ممن ضم مجلسك وحضورك الصاخب الأنيق والمنتج لأعلى منجزات الكرامة والسيادة لا في لبنان وحسب وانما في المديين العربي والاسلامي والعالمي .
كان الكثيرون الكثيرون ممن يستمعون اليك أو يسمعوك أو يتسامعون إليك يرون اسرائيل قدراً اعلى ولو انه هبط من أمكنة منخفضة وذلك سياق الاحتلالات ومنطلقاتها وتوصيفها ، قد سقط على الأمّة وبالضربة القاضية والمؤبدة وأن الاراضي التي التهمتها ابتداءً من فلسطين وما حولها من تراب أقطار طعمة لها وجوائز ترضية لها لئلا تنتزع العواصم والمعاصم ولئلا تسحب ما تبقى من تراب عربي واسع من تحت أقدام الأمة لا بل من تحت مراقد نومها المزمن .
القائد الكبير لا يخرج عن قاعدة أن السياسة فنُ الممكن،الممكنات حالة موضوعيّة لا انفكاك عنها،الخروج عن قواعد الممكن مستحيل لا يمكن اختراقه ولكن كل قادة العالم العظماء كانوا يرون ممكنات في الممكنات نفسها كانت تصنفها الشعوب انواع من المستحيل خارج دائرة الممكن لا اطوار في داخله قابلة للتحقيق وللمشي على اقدامها على ارض الحقيقة والواقع ،أن أبرز الأمثلة على ذلك إسرائيل واحتلالها للبنان .
إن من أكثر القواعد اللبنانية إثخانا للروح اللبنانيّة تلك القائلة على غير إستحياء إن قوّة لبنان في ضعفه ،لم أجد معطى أو قاعدة ترسم السياستين الداخلية والخارجية للبنان قدّمها قادة لبنان ،الخُشب المسنّدة، أكثر ذلّا وإذلالا من هذه القاعدة التي أهال المقامون الأبطال التراب على قبرها غير مأسوف عليها أبدا،ولكن هذه المقولة السيئة الذكر والاستذكار لم تخرج الا من عقول لم تكن تستطيع ان ترى في الممكنات السياسية والثقافية والنضالية اكثر من دعاوى الاستسلام والخنوع والذل والاستتباع والاستلحاق لكامل الاجتماع اللبناني بأقدار حسبوها متعالية ومؤبدة لولا صوت المقاومة الذي قلب هيكل العقل السياسي اللبناني الإرثي وأشباهه على رؤوس الجميع من أجل اعادة تركيب ثقافة مختلفة وقيم مختلفة وممكنات مختلفة في رأس لبنان ووعيه.
ليس نشرة أخبارٍ ما اكتب،لذا لن أعيد تسطير أعظم تراجيديا وملحمة محفوفة برومانسيّة وقورة صنعها المقاومون في جنوب لبنان والبقاع الغربي حيث كانت النيران الغاضبة تُقذف من فوّهات براكين بنادقهم الى صدر العدو في قلاعه وقمم الجبال والمواقع التي مكث فيها بقوة النار وذل الثقافة غير المقاومة والشهيدة ،لقد عصفت المقاومة بوجوده الإحتلالي وأطاحت بأعلى ما يمتلك من قوى ماديّة رفده بها العالم المستكبر،الذي لا تعنيه مبادئه “الفاضلة” تلك التي رصفها على أوراق حقوق الإنسان والأوطان والشعوب.
لقد أعادت المقاومة لبنان الى لبنان، أعادت قلبه الشامل الى موقعه الطبيعي في الجسد اللبناني ،ورسمت عقله على صورتها الرافظة للخضوع وللاستعباد ولإستيلاد وقائعه وأوسمته من خارج سياقات استحقاقه بالفعل وإدامة النظر الى مصاعد رقيّه واستخدامها عند تحقيقها وتثبيتها وأحدثت في عقله السياسي فتوحاتٍ عظمى كان بالامكان توظيفها في سياق قيامة شاملة للبنان وللأمّة لولا أن اختلالات اصطناعية داخليّة لبنانية وإقليمية حصلت وتصورها كثيرون على غير ما كان يتحتّم عليهم موضعتها والتماهي معها وتوظيفها الى مزيد من الانجازات الشاملة والانخراط في استحقاقاتها المُلحّة فإنتاج سياقات ابدعت معالم طريقها والصيرورة اليها المقاومة بنضالها وطبائع الثقل الكبير الذي نهضت به وحدها ،كان بالامكان الاحتفال بأعظم انتصارات عربيّة واسلاميّة على نداءات الخمود والاستقالة التي ناءت الأمّة تحتها بسبب وطأة الثقافة السياسية وطبائع الانظمة التي حكمتها وتسيدت عليها في العقود المتأخرة ،كان بإمكان لبنان السياسي ان يكون غير لبنان السياسي والاجتماعي الراهن تبعاً لو انه تمعن ذاتيا في كتاب المقاومة واطلالتها الوطنيّة المغايرة لما قام عليه لبنان منذ الاحتلال الاسرائيلي الذي غيّر المنطقة كلها وطواها بشماله ولبنان ليس بدعا من عقدها .
سماحة السيد
لست أنت من أقفل بيوتاتٍ سياسية في لبنان ،لست من أراد خسفها عن سابق تصور وتصميم،بل ان فعل المقاومة وهذا التعملق الكبير في أطوار حكمتك المتعددة الابعاد والاضلاع والانجازات العالية جدا والمرتفعة جدا في كل الميادين التي كنت فارسها بلا منازع ولا انتزاعٍ
هي من جعل موضوعيا من بيت المقاومة رقماً يتربع على القمة مع مساحات شاسعة إذا نظرنا الى أسفل ،الى تخثّر تاريخي في روح قيادات انحسرت في عقلها وذهنها مديات كثيرة ونوافذ كثيرة الى العلو والرفعة وأخذ المجتمعات السياسية المندرجة في سياقاتها الى آمالها وأحلامها وتطلعاتها، إن جُزءا كبيرا ومهماً من الصراع على المقاومة يكمن هنا بالتحديد وذلك يتقاطع مع تطلعات خارجية لها مع المقاومة نفس المرارة ،ان المقاومة صيغة واضحة لتدمير السياسات الامريكية وكل سياسات الهيمنة التي شكل العجز الكبير في بنية العقول القيادية اللبنانية المتلائمة معها جسراً واضحا لعودتها من بوابات الضعف والترهل في الميدان السياسي اللبناني الهش وهو على شاكلة صناع قراره والمتعاقبين عليه دون أدنى تغيير في النظرات والآفاق ،انها استعادة للمأساة اللبنانية ولكن بورثة جدد وسياقات جديدة هي نفسها في محددات المدلول الفعلي السياسي والانتاجي العام .
إن تحرير لبنان عام 2000 غيّر وجهة لبنان وادرجه في عقل العالم ،لبنان الصغير لم يكن يصلح قبل ذلك الا للسياحة ولأشياء مشابهة ،كان جزءا بسيطاً على الخارطة ،لا أقصد الحديث عن الابعاد الحضارية والثقافيه ولا السياحية للبنان ،بل تحديدا عن الوزن السياسي .
لقد تحول لبنان بمقاومته الفذّة الى رقم صعب في الميدان الإقليمي ،وله شرف ادخال فكرة لابديّة انهيار اسرائيل وانتهائها في المنطقة اليقظة من عقل الأمة ووجدانها .
سماحة السيد
كلنا يعلم ،العاقلون من هذه الأمة دون جهالها واصحاب المصالح، أن 2006 كانت ضريبة التحرير الاستراتيجي الكبير ،عيّنة بسيطة من ابعادها الدولية والاقليمية الكبرى انه لم يطق لبنانيون المعاني الارتدادية في العقل السياسي اللبناني حدثاً من هذا النوع زلزل ممكنات السطو الأبدي على المقاعد الأماميّة الوازنة الوطنية لا في الشق الدستوري بل البنية السياسية واعتقال لبنان في وجهته الخارجية العامة ابتناءً على ضمانات الحضور الدائم في قلب معادلته.
لقد كانت عوكر في سياق تلك الحرب المقدسه -بقداسة المقاومة وذودها عن لبنان- شاهدة ماكرة بكل من ارتادها على كل تلك المطامع الراسخة في المناطق الخلفية والبارزة في عقول اولئك الذين اعلنوا جهاراً كراهيتهم للمقاومة ومعاني رسوخها في البنية العامة لشكل لبنان ومضمونه ،كانوا مراهنين على أفول المقاومة وانهيارها ،على فراغٍ من بعدها ظنوا عن قصور عقل سياسي وثقافي ووطني انهم سيتربعون فيه عبر منظومات الاقتسام لغنائم ما بعد انهيارات العملاق الوليد في لبنان على غير طريقة ما اعتاد لبنان عليه تاريخيا، في الحاضنة العوكريّة غير الدافئة تنكّس الأرز وارتدى لبنان اشدّ ثيابه سواداً واعلن الحداد على تلك العقول التي كان عنوانها الجامع أكواب الشاي التي طافت على الجنود الاسرائيليين في ثكنة مرجعيون ،هكذا كان يراد للبنان كله ان يخضع للحذاء الاسرائيلي ويعيد انتاج معادلة قوة لبنان في ضعفه وخنوعه، ان النظرة الى الاحداث السورية لا تخرج ابدا عن مربع النظر الى لبنان ،ان تطلعاتهم السياسية الى سورية لهي من منطلقات لبنانيّة بحته هي نفسها نظرات عوكر وتطلعاتها ،هل هؤلاء يريدون ديمقراطية في سورية وهم استبداديون في سياق احزابهم اللبنانية !
ان هناك جهات إقليمية انخرطت في الحرب على لبنان في شقه المقاوم لانها ايضا لم تستطع احتمال مقاومة ابدعت على ارضها ما لم تستطع كل دنيا العرب تحقيقه ،لم يرق لها انتقال ثقل الترقب من امكنة “الاقتدار ” في مستويات كثيرة الى موقع المقاومة وصوتها النافذ الى اعماق الامة من اقصاها الى اقصاها ،عابرة للأديان والمذاهب ،هي نفسها التي طرحت مبادرات عربية عتيقة باهتة تجاوزها فعل المقاومة وخطابها المغاير ،ليس هناك أحد في الدنيا لم يفهم سياقات المقاومة اكثر من تلك الاوطان المعتقله والموثوقة الى خارج قيمها الذاتية في الارض والسياسة ،كان ذلك اكثر الامور ترويعا للحس العروبي المتبقي في هذه الأمة واكثرها انسجاما مع الخيارات المطروحة على الطاولة العربية والاسلاميه من قبل عقل تلك الانظمة الرسمي والسياسي .
أنتم يا سماحة السيد ومن موقعكم من أكثر علماء هذه الأمّة حرصاً على نسيجها المذهبي التعددي ،تشهد بذلك خطاباتكم الاسلامية والانسانية العامة في سياقاتها العامة والمباشرة ،انتم من أكثر الناس ألماً وبكاءً بسبب التصدّع في الجدارات المذهبية والبيت الاسلامي الجامع ،ان فلسطين شاهدة على أن الصوت المدوي الوحيد الذي تسمعه على تخومها ،يعدها بالخلاص الكبير هو صوتكم المبارك ،ما أضحل الاصوات الدعيّة والادعائية والدعائية غير صوتكم يا سماحة السيد، لكم تاجرت بفلسطين وقضيتها، لكم ابكت تلك الوعودات فلسطين على ثقل من قيودها واصفرار من لونها العريق ،ولكن قريباً ستعود فلسطين الى قلب العرب لتشكل نبض نهضتها الأول من كامل أسرّتها العربيّة والدولية ،بفعل المقاومة وتراكمات مجدها الذي عانق السماء وتوغّل الى اعماق الاعماق من نداءات ارض فلسطين وشعبها المسلم وما تبقى من مسيحيين صابرين على صمم العالم المتشدّق بالاقليات وضرورات حفظها ،ان فلسطين بمكونها الاسلامي المذهبي الكريم لهو خير دليلٍ على ان هؤلاء الذين نفخوا بالفتنة وسعيرها لا علاقة لهم لا بسنّة ولا جماعة ولا شيعة ولا من يحزنون ،اولئك ممن لا يتورعون عن هدم الدين من اجل دنياهم وتمزيق الأمة من أجل عروشهم،ويا لعروشهم العاجزة والمتهاويه.
أين القمم العربية؟ أين الجامعة العربية ،اين المؤتمرات الاسلامية السيادية الكبرى ؟ اين منظمات المؤتمر الاسلامي؟ اين دول مجالس التعاون ؟ كلها في مقابر العرب.
يا سماحة السيد
انتم القمّة العربية ،انتم موقع عدم الانحياز العربي الا الى قضايا الأمة، انتم الجامعة العربية ،لو يعقلون، تحيّة الى الأكتاف العريضة التي تحمل كل تلك الاثقال التي تخلت الدنيا عنها طوعا وكرها .
ارادوا اسقاط “قداستكم” ولم يفهموا ان موقعكم في الامة انتجته الامة نفسها عبر مخاضات تشكّل سياقاتها وانتقال اطوارها عبر السنين ونداءاتها ،ولم يبق على جدول اعمال ضمائرهم واحلامهم الا نزع سلاح المقاومه ،ويا ليتهم يعلمون ان تثبيت وثبات الواقع العربي والاسلامي واستقراره البنيوي والاستراتيجي رهن بوجود هذا السلاح المبارك.
لا تكترث يا سيد المقاومة فأعماق الأمة معك،وتطلعات شعوبها اليك،انتم عنوان كرامتها وشموخها وانجازاتها العظيمة والطيبه،ان قدر الكبار ،ان قدر عمالقة التاريخ ان يحاربهم خصوم مواقعهم الحقيقية في أطر ودوائر كيانهم الاعلى، وان قدر الكبار ان يعبروا بالامة الى شواطئ الأمن والأمان ،الى نهضة لا بدّ قادمة تعيد المجتمعات والشعوب العربية الى ذاتها والى قضاياها.
أنتم وعد الأمة الصادق ووعيدها في وجه كل ظالم ومستكبر ،ان شرفاء هذه الأمة معكم حتى تحقيق كامل تطلعات الأمة ،الى تحرير فلسطين ،وتحرير ارادة شعوب هذه المنطقة من العالم من قيودها .
هناك سياقان وخطان في الأمة ،خط يريد تكبيلها وبيعها وتركيعها وتسجيدها لأعدائها ،وهناك خط يريد اعلاء كلمتها واشهار كرامتها واعلاء مجدها وتحرير ارادتها وانتم يا سماحة السيد ذروة هذا النهج وهذا الخط وباعث جذوته وصراط مسيره .والحق في النهاية هو الذي سيسود بالرغم من ضجيج الباطل واحتشاده في ميادين الحياة .
ستدرك الأمة بكل مندرجاتها يوما لا شك قادم ،انكم ضمانتها وصوتها الحقيقي .