إطلالة الأسد عبر فرانس 2.. شيء ما تغير في باريس وليس في دمشق
ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلته الأولى مع محطة فرنسية منذ بدء الأزمة، هو تأكيد المؤكد عن إتصالات ومساع تقوم بها باريس منذ بعض الوقت حيال دمشق، لاستئناف التعاون الأمني بين البلدين بمعزل عن القطيعة التي أحدثتها فرنسا في علاقتها مع الحكومة السورية يوم اختارت أن تقف إلى جانب مسلحي المعارضة وأن تحتضنهم وتمدهم بالسلاح.
لكن مع تنامي مخاطر التنظيمات الإرهابية في سوريا والمنطقة سعت باريس إلى تعاون جديد مع دمشق لمواجهة هذا الإرهاب الذي بدأ يلامس حدود أوروبا. لكن هكذا تعاون يستدعي وجود حسن النية لدى الطرفين، يؤكد الرئيس السوري في حديثه للتلفزة الفرنسية. فهل بدأت هذه النية تتوافر في الجانب الفرنسي؟
سؤال من المبكر الإجابة عليه. لكن باريس وبعيداً عن المواقف الرسمية بشأن سوريا والرئيس الأسد، ترغب في إعادة فتح قنوات الإتصال والتعاون مع دمشق وهي أوفدت بحسب معلومات حصلت عليها الميادين من مصادر فرنسية وسورية متقاطعة باتريك باراكان وهو ضابط احتياط في الجيش الفرنسي وأحد المسؤولين في المخابرات الفرنسية للقاء رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا اللواء علي مملوك خلال زيارة الوفد البرلماني الفرنسي في 25 شباط/ فبراير الماضي لدمشق وما صاحبها آنذاك من تصريحات أوحت أن حكومة الرئيس الفرنسي تعارض أي تواصل مع السلطات السورية.
وتظهر المعلومات أيضا أن اللواء المملوك كما بقية المسؤولين السوريين لا يمانع في استئناف التعاون شرط إعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق، حتى يكون التنسيق نتيجة لاتصالات سياسية وليس العكس. وكانت هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها مبعوث أمني فرنسي إلى دمشق.
من الواضح أن زيارة مسؤولي المخابرات الفرنسيين إلى دمشق حظيت برضى رسمي من أعلى الجهات السياسية كما الأمنية في فرنسا. ومن غير المستبعد أن لا تكون إطلالة الرئيس السوري على التلفزة الرسمية قد حظيت برضى من نفس الجهات لكونها كسرت حظراً عمره من عمر الحرب على سوريا.
من المؤكد أن شيئاً ما قد تغير والواضح أنه في باريس لا في دمشق