“إسرائيل” ودول التطبيع: ماذا سيفعلون بعد توقيع الاتفاق النووي؟
موقع الخنادق:
على وقع العملية المزدوجة في بئر السبع في فلسطين المحتلة، وعمليات إعصار اليمن التي نفّذها الجيش واللجان الشعبية اليمنية في العمق الإماراتية وطالت منشآت حيوية في أبو ظبي ودبي، ومع اقتراب توقيع اتفاق نووي بين إيران ودول 4+1 بعد التوصّل الى تفاهم على الخطوط العريضة في مفاوضات فيينا، انعقد في شرم الشيخ لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي، ورئيس وزراء الاحتلال نفتالي بنيت، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
اللقاء حمل في طياته قلق الجهات الثلاث من كلّ هذه المستجدات في المنطقة أولاً وفي العالم ثانياً مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وحشد الغرب ضد موسكو لما تركت من انعكاسات جدية لا يمكن تجاوزها خاصة في ما يتعلق بالطاقة والأمن الغذائي.
“حلف” لمواجهة إيران!
اللافت أن الكيان الإسرائيلي كان الأكثر قلقاً، حيث نقل الاعلام العبري طروحات بنيت “بتطوير” اتفاق لـ “حلف إقليمي” على غرار حلف الناتو. وتشير أوساط التحليل الى أن الهدف من هذا الحلف هو “ملأ فراغ الانسحاب الأمريكي من المنطقة، طارحةً السؤال “هل ينجح التحالف الشرق أوسطي بما فشلت به أمريكا؟” فيما يضيف الاعلام العبري أن الحلف يهدف أيضاً الى التعاطي مع “تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى، ومواجهة إيران”.
تزامن اللقاء مع اتصال هاتفي جرى بين الملك الأردني عبد الله الثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو الأول منذ أحداث محاولة الانقلاب على عبد الله التي قادها الأمير حمزة بن الحسين بدعم من السعودية في نيسان / إبريل العام الماضي، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول إعادة إحياء العلاقات من أجل انضمام عمان والرياض الى “الحلف” الذي تسعى “إسرائيل” الى تشكيله. وكذلك زار السفير الأمريكي في الكيان الإسرائيلي وزير حرب الاحتلال بيني غانتس، وتناولنا قضية الصراع الأوكراني، والمفاوضات النووية وسبل التعامل مع السلطة الفلسطينية.
ومن ناحية أخرى، تعاني العلاقات الأمريكية – الإماراتية من توتر على خلفية اتخاذ أبو ظبي لموقف واضح ضد روسيا في عمليتها العسكرية ونتيجة تضارب المصالح لا سيما على النفط، فتشير صحيفة هآرتس العبرية ان اللقاء حمل مسعى إسرائيلية “لإنجاز مصالحة أمريكية إماراتية”.
كما حاول الاعلام العبري تصوير اللقاء في إطار تعزير العلاقات التطبيعية مع مصر والامارات التي يظنّ الاحتلال أنها تساعده الى الاستمرار في المنطقة، في وقت تتصاعد فيه عمليات المقاومة الشعبية في كلّ المناطق الفلسطينية والمواجهات مع قوات الاحتلال في القدس والضفة. كذلك كانت توقعات تصعيد الفلسطينيين لحدّة العمليات في أيام شهر رمضان حاضرة ضمن مخاوف بنيت الأمنية التي تطرحها مع السيسي وبن زايد. وتُعد هذه الزيارة الثانية لبنيت الى مصر خلال ستة أشهر!
وترتقب الساحة الفلسطينية زيارة الملك عبد الله للقاء رئيس السلطة محمود عباس في رام الله، وتدعي الزيارة “منع التصعيد الأمني مع إسرائيل خلال شهر رمضان”.