إسرائيل وجهة تركيا المعزولة في الشرق الأوسط
موقع زمان التركي ـ
مسعود تشاويك ألب:
توصلت تركيا إلى اتفاق مبدئي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعدما آلت علاقاتهما إلى مرحلة الانقطاع بسبب اعتداء القوات الإسرائيلية على “أسطول الحرية” الذي كان يحاول الإبحار إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه.
ويعزو الخبراء السياسيون توجّه أنقرة، التي تعارض إسرائيل في سياساتها الداخلية منذ خمس سنوات لفتح صفحة جديدة مع تل أبيب، إلى تأثير عزلتها المتزايدة في المنطقة.
وزعمت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية أنه في حال دخول الاتفاق حيز التنفيذ ستقوم تركيا بإبعاد شخصيات مثل صالح العاروري أحد القيادات الكبرى في حركة حماس إلى خارج البلاد.
وتقول الدكتورة بيزان جوشكون عضو هيئة التدريس بجامعة “جاديز”، الخبيرة في الشأن الإسرائيلي، إن ثمة عديداً من المعادلات المختلفة في تفاوض تركيا مع إسرائيل في هذه الفترة بعد انقطاع دام خمس سنوات.
وترى جوشكون أن الآراء والتقييمات التي تقول إن أنقرة اقتربت من تل أبيب بسبب تدهور علاقاتها مع روسيا لا تعكس الحقيقة كلها، وإنما ذلك تحليل ناقص.
كما لفتت الخبيرة في الشأن الإسرائيلي إلى أن العزلة المتزايدة لتركيا في الشرق الأوسط كانت مؤثرة أيضًا في توجّه الحكومة التركية إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، وقالت: “عندما بدأت تركيا تشهد مشكلات في علاقاتها مع العراق وإيران بعد سوريا، ووصلت إلى أعتاب حرب مع روسيا، وجهت وجهها شطر الولايات المتحدة والغرب. بيد أنها لم تحصل على الدعم المأموال. ومن ثم قررت أنقرة، بعدما أدركت تفاقم عزلتها في المنطقة، زيادة عدد أصدقائها عن طريق الاتفاق مع تل أبيب. وبالمناسبة كان هناك تواصل في التعاون بينهما على الصعيد التجاري. ولهذا تم فتح صفحة جديدة بين البلدين لأن إسرائيل ترى أن التطبيع الدبلوماسي في هذه الفترة يصب في مصلحتها”.
وانتقد البروفيسور سادات لاتشينر، الخبير في شؤون الإرهاب والأمن، سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية عبر تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بقوله: “وفقًا للأخبار الواردة في الصحف ووسائل الإعلام؛ تبدو تركيا راغبة في التصالح مع إسرائيل. إذن أريد أن أسال سؤالًا: لماذا أحدثنا، تركيا، كل هذا الصخب والضجيج خلال السنوات الخمس الماضية؟ مع أن تركيا لم تحل أية مشكلة بسبب سياساتها الحادة تجاه إسرائيل. والحال أن الصراع بين أنقرة وتل أبيب كان مجرد قول، إذ حركة التجارة بينهما تضاعفت! وبالمناسبة موقف فلسطين ازداد سوءًا. إن الذين يتصرفون بانفعال في العلاقات الدولية هم المتضررون في نهاية المطاف. والدول تحصل على نتائج مرجوة عبر قراراتها وأفعالها وإجراءاتها وليس عبر الصراخ والصياح”.
كما أبدى مصطفى كمالاك،الرئيس العام لحزب السعادة الذي يعد امتداد حزب الرفاه الإسلامي الذي كان يتزعمه ئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، ردة فعل على الاتفاق المبدئي بين تركيا وإسرائيل في موضوع أسطول الحرية “مافي مرمرة” قائلا في بيان: “إن أي اتفاق يبرم على دماء الناس الذين استشهدوا في سفينة “مافي مرمرة”هو غفلة وضلال “.