إسرائيل «قناة رئيسية» لتجارة الكوكايين في العالم
على جدار وحدة الاستخبارات السرية لشرطة إسرائيل، تمّ تثبيت خارطة العالم. يسلّط الضوء على بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية باللون الأحمر، ويسلّط الضوء على بلدان غرب أفريقيا بالأخضر. أما السهام التي تشير إلى حركات تهريب المخدرات فكلّها تدلّ على دولة واحدة: “إسرائيل”.
تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل لعبت “دور النجمة” في التقرير العالمي للمخدرات لعام 2013 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والذي صدر في حزيران الماضي. لقد تمّ خلال السنوات الأخيرة تحقيق زيادة كبيرة في تهريب الكوكايين من وإلى إسرائيل: “وقد تمّ أيضاً ضبط كميات محدودة ولكن لا يستهان بها من الكوكايين في الجمهورية العربية السورية ولبنان وإسرائيل”.
في تقريرها السنوي لعام 2012، تذكر الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات البرازيل و”إسرائيل” بين “الدول التي تضمّ كبرى الشركات المصنعة والمصدرين والمستوردين والمستخدمين للمخدرات”.
في حين تمّ ذكر إسرائيل في نفس الصيغة مع البرازيل فيما يتعلق بتجارة الكوكايين، فمن الصعب العثور على الأرقام التي تدلّ على تاريخ إسرائيل في تهريب الكوكايين على المستوى المحلي. ومع ذلك، فإن الاستطلاع الأخير من قبل “السلطة الإسرائيلية لمكافحة المخدرات” حول الكوكايين، والذي ظهر في عام 2009، لاحظ وجود اتجاه واضح: بالمقارنة مع عام 2005، تضاعفت كمية الكوكايين المستخدمة في إسرائيل بحلول عام 2009، وحوالى واحد في المئة من الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة أشاروا إلى أنهم استخدموا الكوكايين بحلول ذلك الوقت.
يعتقد الدكتور حاييم مال، رئيس وحدة إعادة التأهيل في “السلطة الإسرائيلية لمكافحة المخدرات”، أنّ زيادة استخدام الكوكايين في اسرائيل تنبع من التغيرات في نمط حياة الإسرائيليين. وقال مال: “بينما كان الناس في الماضي يبحثون عن المخدرات التي من شأنها أن تهدئهم وتمنحهم راحة البال، فهم يبحثون الآن عن المخدرات التي تمكنهم من أن يكونوا أكثر يقظة. الكوكايين هو من المخدرات الاجتماعية التي يمكن العثور عليها في الملاهي الليلية في المدن الرئيسية في “إسرائيل” وبين طائفة واسعة من المستخدمين، معظمهم يعمل في المهن الحرة”. وأشار إلى أنّ الكوكايين هو “ظاهرة اجتماعية برزت في “إسرائيل” كما هو الحال في البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم”.
في السنوات الأخيرة، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين تم نقلهم الى المستشفى في “إسرائيل” نتيجةً لتعاطي الكوكايين. ويؤكّد مال أنه “على عكس الهيروين، الذي يسيء الى الجسم جسدياً، فإنّ للكوكايين أضرار على الروح”.
ووفقاً للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، تحصل الزيادة في تهريب واستهلاك الكوكايين في البلدان النامية في آسيا، بما فيها “إسرائيل” كونها واحدة منها. ومع ذلك، فإن الوضع في “إسرائيل” لا يختلف كثيراً عنه في أوروبا أو الولايات المتحدة، الفرق ببساطة هو وصول الكوكايين الى اسرائيل في وقت متأخر عصرياً. ما هو أكثر من ذلك، نسبة الكوكايين التي ضبطتها السلطات – وتشير التقديرات إلى أن حوالي 3-7٪ من المبلغ الإجمالي يجري تهريبها إلى “إسرائيل” – مشابهة للأرقام في بلدان أخرى. في إسرائيل في عام 2009، تمّ ضبط 63 كجم؛ والأرقام للأعوام 2010، 2011، و2012 هي 71، 264 و171 تدريجياً.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية على علم، بشكلٍ مؤلم، لحقيقة أنّ هذه الأرقام هي مجرد نقطة في بحر، وأنه ليس لها أي تأثير على الإطلاق على توافر المخدرات. ولم يؤدّ بناء سياج على طول الحدود الإسرائيلية مع سيناء إلى أي “تبخّر” للإتجار بالحشيش في هذا البلد، ولم يكن له أي تأثير على سهولة الحصول على الكوكايين، والتي يمكن الحصول عليها كل مساء تقريباً في الملاهي الليلية المحلية. فقد تمّت مصادرة 225 كجم من الكوكايين في “إسرائيل” بين كانون الثاني وأيلول 2011، مقارنةً مع 639 كجم من الماريجوانا و671 كيلوغراما من الحشيش، ومعظمها من الحدود المصرية – فضلاً عن 15 كيلوغراماً فقط من الهيروين.
في “إسرائيل”، كما هو الحال في بلدان أخرى، يُعتبر الكوكايين للأغنياء، وليس فقط بسبب ارتفاع سعره. تجار المخدرات يطلقون عليه اسم “الدواء الذي يرفعك، لأنه يأخذك إلى أفضل الأماكن التي يمكن تخيّلها ويجعلك ملك أو ملكة العالم”.
ويشير مسؤول كبير في “وحدة إنفاذ أموال الأدوية والمال” في شعبة الجمارك في مصلحة الضرائب الإسرائيلية أنّ “في الرحلات الجوية من إسبانيا، والتي تتصل أيضاً برحلات جوية من أمريكا الجنوبية، سوف تجد دائماً تقريباً الكوكايين في حوزة أحد الركاب. وينطبق هذا البيان صحيحا على جميع أوروبا، وإسرائيل، على حد تعبيره، “ليست استثناءً”.
في العام الماضي على سبيل المثال، ضبطت الشرطة عصابة كوكايين واسعة النطاق في تل أبيب كانت تسلّم المخدرات على أنها طلبات “سوشي”.
وتصادر بشكل روتيني على حدود “اسرائيل” مع لبنان ومصر شحنات مخدرات تبلغ قيمتها آلاف الدولارات، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك بكثير.
المصدر: موقع سلاب نيوز