إسرائيل تستكمل مسلسل الإهانات بالإساءة إلى السيد المسيح والعذراء مريم
موقع النشرة الإخباري
محمد فروانة:
ليست هي المرة الأولى ولا الأخيرة التي تسيء فيها إسرائيل للديانة المسيحية والإسلامية على حد سواء، سيما أن ذلك بات جزءًا مهماً في العقيدة بالنسبة لها، لكن الأخطر من كل هذه الاساءات التي نلحظها بين الفينة والأخرى هي أن إسرائيل تريد جر الفلسطينيين إلى صراع ديني عقائدي من خلال جملة الاهانات والاستفزازات باستخدام العنصر الديني، فضلاً عن أنها امتداد لمسلسل الاعتداءات اليومية الإسرائيلية بحق المقدسات في فلسطين، في وقت يؤكد مسؤولون أن كل ذلك يأتي ضمن سياسة إسرائيلية استفزازية واضحة، تريد أن تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين الذين يقبعون تحت وطأة الاحتلال ومرارته لأجل تطبيق أهدافها المزعومة بالسيطرة على الأرض والحجر والإنسان والمسجد والكنيسة.
وفي تفاصيل الإساءة هذه المرة، نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الاسرائيلية باللغة العبرية، خبراً مسيئا للمسيحية يتحدث بطريقة تهكمية عن ولادة أربعة “حمير” داخل حظيرة للحيوانات في كفار كيدم في بلدة هوشعيا القريبة من مدينة الناصرة في الأراضي المحتلة عام 48.
وجاء في نص الخبر “أنه تعيش في الحظيرة مجموعة من اناث الحمير، وأنه لا يعيش في الحظيرة منذ 4 سنوات أي ذكر من “الحمير”، هذا الأمر الذي جعل مدير كفار كيدم مناحيم غولدبيرغ، يستغرب ويبحث عن سر هذه الولادة بحسب ما نشرته الصحيفة ويقول: “أنه على ما يبدو أن اناث الحمير حملت من ذكر تسلل إلى الحظيرة”، لكنه أضاف قائلاً: “إن هنالك إيماناً عند المسيحيين يقول أن السيدة مريم العذراء حملت من الروح القدس وسكنت في مدينة الناصرة القريبة من هوشعيا ولربما الحمير أيضاً حملوا من الروح القدس”، وذلك في إساءة واضحة للديانة لأهمّ حدث مسيحي في تاريخ البشرية وهو تجسّد الاله من مريم العذراء بولادة عجائبيّة من روح الله أي الروح القدس.
يحاولون جرنا إلى صراع ديني
“البغضاء اليهودية والعقائدية الآن اقترنت بالسياسة”، هذا ما يؤكده عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في فلسطين، الأب مانويل مسلم، مشيراً إلى أن هناك استفزازا واضحا للمشاعر الفلسطينية لإهانتهم كل يوم أكثر وأكثر من خلال العنصر الديني، إذ إن اليهود يعرفون أن المسلمين والمسيحيين متدينون ويحترمون دينهم، وهم بذلك يصيبونهم من خلال هذه الاهانات الحساسة.
وفي حديث لـ”النشرة”، شدد مسلم على “أننا مؤمنون ونغار على ديننا وهم يلجأون إلى أن يستفزونا من خلال هذه الأمور”، لكنه أشار إلى أن الأبعد والأخطر من ذلك وفقاً للعقيدة الإسرائيلية أنهم يعتقدون بأنهم كلما قتلوا وأهانوا المسلمين والمسيحيين وأخرجوهم من بلادهم يتقربون بذلك من الله.
ورأى الأب مسلم أن اليهود يحاولون إثارة القلق بهذه الممارسات، سيما وأنهم خسروا على كل المستويات حروبهم العسكرية والأخلاقية والسياسية.
سياسة إسرائيلية مخطط لها
وأضاف مسلم: “هم يثيرون حفيظة المسلمين والمسيحيين بهذه الاساءات من أجل جرنا إلى حرب دينية، ولهذا نجدهم يحرقون الكنيسة والمسجد ولا ننسى أن هذه كلها هزات على الطريق ولكن الهدف الأخير لدى اسرائيل ليست الكنيسة في غزة أو رام الله أو عكا، ولكن الهدف هو القدس والمسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة”.
وشدد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية على أن كل هذه الاساءات تأتي ضمن سياسة إسرائيلية استفزازية مخطط ومدروس لها بكل وقاحة وبكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وتابع: “عندما يكتبون كلمات نابية على أي مكان مقدس عن المسيح أو محمد يقولون بالنسبة لنا ارحلوا وأن هذه الأرض لنا، ولكن، علينا نحن كفلسطينيين مسلمين ومسيحيين أن نفكر بأنفسنا وأن نكون حذرين من هذه الإساءات”.
لن ينالوا من شخصية السيد المسيح
من جهته استنكر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطاالله حنا هذه الإساءة وهذا التطاول على أهم العقائد والمبادئ الإيمانية في الديانة المسيحية.
وأوضح حنا أنه لا يحق لأي ناشر أو صحفي أن يتطاول على الرموز الدينية لأي ديانة من الديانات، فكم بالحري عندما يتعلق الأمر بشخص السيد المسيح وأمه العذراء مريم البتول.
وأضاف حنا: “مهما حاولوا التطاول على شخص السيد المسيح وأمه العذراء مريم ومهما حاولوا الإساءة للكنيسة وتعاليمها السامية فأنهم لن يتمكنوا من النيل من شخصية السيد المسيح ومكانته السامية وعمله الخلاصي في هذا العالم ولا يسعنا إلا أن نقول لهؤلاء المتطاولين على الأديان وقيمها ورموزها ما قاله السيد المسيح وهو على خشبة الصليب “يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون” ونضيف يا رب اهدهم الى طريق الحق والعدل والسلام”.
في المحصلة، وطالما هذه الاساءات تعبر عن نهج لدى الإسرائيلي، فإننا ربما نشهد الكثير منها وربما لن تكون الأخيرة لدى أعداء يحاربوننا دينياً وعقائدياً وسياسياً وبكافة الأشكال، سيما وأن في ذلك إساءة لكل القيم والمعتقدات الدينية وتهكم واضح على الديانة المسيحية والرموز المقدسة، ما يتطلب حراكا شعبيا ورسميا لوقف هذه الممارسات التي يفترض ألا يقتصر الرد عليها من خلال تصريحات الشجب والاستنكار.