إسرائيل تترقّب تحرّك جبهة الجولان
صحيفة الأخبار اللبنانية:
الهدوء الذي تعيشه جبهة الجولان منذ عقود لم يعد مطمئناً لجانبي الصراع. فخلال الأيام الماضية، تحوّل الهدوء إلى غموض يتهيب معه الجميع «حدثاً ما». إسرائيل ترفع جهوزيتها يوماً بعد آخر. اتخذت إجراءات إضافية تبدو استكمالاً لما قامت به قبل الغارة على جمرايا السورية. نشرت بطاريات صواريخ لاعتراض الصواريخ، ثم أجرت عملية تبديل بالغة الدلالة بين جنودها.
وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن إسرائيل استبدلت جنود الاحتياط المنتشرين في الجولان بآخرين من لواءي النخبة «غولاني» و«ناحال». ووضعت تل أبيب، بحسب صحفها، هذه التعزيزات في إطار توقع رد سوري على غارة جمرايا، لا يُستبعد معه قيام دمشق بعمل عسكري. لكن بعض التقديرات الأمنية والعسكرية تشير إلى أن هذه الإجراءات تخفي وراءها نيات هجومية، وخاصة في ظل استمرار تماسك الجيش السوري، وتمكّنه من صدّ هجمات نفذها مسلحو المعارضة على مواقعه في محيط العاصمة، قبل تقدمه على أكثر من محور في ريف دمشق. وفي المقابل، يصر النظام السوري وحلفاؤه في محور المقاومة على ضرورة أن تدفع إسرائيل ثمن غارة جمرايا، لمنعها من رسم خطوط حمراء جديدة، «بغض النظر عن شكل الرد وطبيعته». ومنذ غارة جمرايا، تغيرت بعض أدوات قياس الخطر عند هذا الفريق، مع ما يعنيه ذلك من رفع للجهوزية حالياً، ربطاً بالغارة، وبالتعزيزات الإسرائيلية في الجولان.
خلاصة الوضع في تلك المنطقة الهادئة، لكن غير المستكينة، أن الطرفين يتهيبان الموقف، ويحسبان خطواتهما بدقة.
وترى «يديعوت» أنّ الهجوم على جرمايا قبل عشرة أيام رفع درجة التوتر القائم أصلاً على الحدود في منطقة الجولان، وسط تقديرات لدى الجيش الإسرائيلي بأنّ «محاولة تنفيذ عملية واسعة في المكان هي مسألة وقت فقط». وأضافت إنّ الهدوء الذي يلفّ الجولان مضلّل، إذ «برغم خمود الاشتباكات مؤخراً في الجانب السوري، إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي مقتنع بأن الهدوء يغطي على أصداء الهجوم الذي نفذ ضدّ قافلة سلاح داخل الأراضي السورية قبل عشرة أيام». وتشير إلى أنّ القرى المحاذية للشريط الحدودي باتت مسكونة بـ«نشطاء إرهابيين»، وأنّ بعض هؤلاء ممن تنكروا بهيئة رعاة وعملوا على جمع المعلومات الميدانية تمّ اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي. ووفقاً لتقديرات الجيش، فإنّه في ظلّ تنامي «التهديد الإرهابي» على الحدود وبعد الدعوات إلى الانتقام لهجوم جمرايا، «صارت محاولة تنفيذ عملية واسعة في المكان مسألة وقت فقط».
وعلى خلفية ذلك، يقوم جيش الاحتلال بجملة إجراءات لمواجهة الوضع المستجد، من بينها استبدال الوحدات الاحتياطية المنتشرة في الجولان بوحدات نظامية من ألوية النخبة الأكثر خبرة كلواء «غولاني» ولواء «ناحل».
وبحسب الصحيفة، فإن منطقة الجولان تشكّل «ثقباً أسود» على مستوى المعلومات المؤكدة، وكل ما يمكن استشرافه هو مجرد توقعات وتقديرات. ولفتت الصحيفة إلى اقتراح يروّج له الباحث في الشأن السوري، أيال زيسر، بأن «يجري الحوار مع التيار غير الراديكالي وسط المتمردين السوريين بشكل غير مباشر، وعبر الدول الغربية. لكن حتى حينه، سيبقى التأهب في المكان على حاله».
وقالت الصحيفة إنّه حسب التقديرات الإسرائيلية، فإن «آلاف الناشطين الإرهابيين تسللوا إلى سوريا من السعودية واليمن والعراق، وهؤلاء يعملون تحت لواء «القاعدة» والجهاد العالمي. وقد استقروا في الجزء الجنوبي من الجولان السوري، بين درعا وإسرائيل».