إسرائيل تترقب «آلية دفاع مشترك» مع الخليج
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
يحيى دبوق:
يحيى دبوق:
أقرت إسرائيل بأنها هي التي دفعت قدماً زيارة وفد حاخامات اليهود، من جماعة «حباد» المتطرفة، للبحرين، المملكة الخليجية العربية التي تربطها بإسرائيل، كما معظم دول الخليج، علاقات جيدة، وأن من شأن ذلك أن يتطور إلى آلية دفاع مشترك.
وقال نائب وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية، أيوب قرا (حزب «الليكود»)، إنه في اللقاءات التي تجري بين إسرائيل ومندوبين عن الدول العربية الخليجية، وتحديداً في الغرف المغلقة، لا تثير هذه الدول أي اهتمام بالموضوع الفلسطيني، ومن هنا «لا تفكير للبدء في عملية تفاوض سياسية حول القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن هذه الدول مشغولة بنفسها وبأمنها وببقائها، بعيداً عن فلسطين.
وأكد القرا، في لقاء مع صحيفة «ذا ماركر» النسخة الاقتصادية لصحيفة «هآرتس»، أن لدى إسرائيل علاقات تقريباً مع كل دول الخليج، وهي تتطور مع الوقت، لافتاً إلى أن زيارة وفد حاخامات «حباد» للبحرين جاءت بدفع من إسرائيل ومنه شخصياً.
وتابع قائلاً إن العلاقات مع هذه المملكة الخليجية تعود إلى سنوات خلت في أعقاب استقبال إسرائيل ابنة الملك البحريني في مستشفياتها، ومنذ ذلك الوقت تطورت العلاقات مع المملكة، مكملاً: «ها هو الوفد (من حاخامات اليهود) التقى هذا الأسبوع قادة بحرينيين وعملوا معاً على إشعال شمعدان في الكنيس اليهودي، ورقصوا إلى جانبهم ومعهم، وهذه الزيارة تحديداً أنا من أقف وراءها».
ولم يحد نائب وزير التعاون الإقليمي عن المقاربة الإسرائيلية العلنية للتقارب بين الصهاينة وأنظمة الدول الخليجية، وابتعاد هذه الدول عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، التي حددها تكراراً رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على أنها مبنية على «تحالف طبيعي في مواجهة إيران». ووفق قرا، «ستتطور العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل بعدما يتولى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مهماته في البيت الأبيض، وسنشهد اتفاقاً يضم إسرائيل إلى جانب هذه الدول، حول آلية دفاعية (مشتركة) وجهاز ضد الإرهاب وآخر ضد إيران».
وحول نجاحاته مع الدول الخليجية، أشار قرا إلى أنه قبل عدة سنوات، بعدما أُدخلت ابنة ملك البحرين إلى إسرائيل لتلقي العلاج بعيداً عن الإعلام، بدأت الاتصالات معهم، ومع مرور الوقت «عيّنوا يهودية سفيرة للبحرين في الولايات المتحدة»، علماً بأن الجالية اليهودية في المملكة لا تتعدى 37 يهودياً. وذكر أن هذه السفيرة تتولى اليوم منصب وزير في الحكومة البحرينية… «اليهود هم أعضاء في الديوان الملكي»، مضيفاً: «لدى إسرائيل ممثلية في أبو ظبي، وعلاقات تقريباً مع جميع الدول الخليجية، وكذلك تجمعنا علاقات جيدة جداً مع المغرب، إضافة إلى العلاقات القائمة مع دول المنطقة مثل الأردن ومصر وتركيا، التي هي الآن أفضل من أي وقت مضى».
أيضاً، لفت إلى أن العلاقات مع الدول العربية لا تقتصر على الأنظمة، بل تنسحب على الشعوب، لأن «الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً في عدد الزيارات الفردية لأشخاص من دول (عربية) مختلفة لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية، ومن بينها المغرب وتونس والسعودية ودول خليجية أخرى، وهذا منحى سيتعزز تباعاً، عبر الاعتقاد السائد لديهم بأن إسرائيل ليست عدواً، بل إيران وحلفها مع حزب الله و(الرئيس السوري) بشار الأسد وآخرين».
وفي ما يخص المواطنين اليهود في عدد من دول المنطقة، أكد قرا أن إسرائيل تسعى إلى «إنقاذهم»، وهذا ما حدث مع يهود سوريا واليمن وتونس والمغرب وتركيا، لكن «المكان الأكثر إثارة للمشكلات هو إيران، إذ من الصعب إقناع اليهود هناك بالهجرة إلى إسرائيل… عدد اليهود الإيرانيين يبلغ عشرين ألفاً، وهم مؤيدون للنظام، لأن النظام الإيراني نجح في غسل أدمغتهم، ويستغلهم بغرض الدعاية».
المصدر/ صحيفة “الاخبار” اللبنانية