إستُخدموا كدروع بشرية قُتلوا واغتُصبوا.. من يدفع الثمن الأغلى في الحروب؟!
دوما نهتم بحقوق الطفل ونسعى جاهدين لتامين حياة سعيدة للأطفال حول العالم، لا أحد يحب رؤية طفل في الشارع يعمل من أجل تأمين لقمة عيشه أو طفل ليس لديه مكانا يؤويه لما في المنظر من بؤس وألم كلنا نرى ما يحصل للأطفال في الحروب، فهم من يدفعون الثمن الأغلى دوما، وكلنا رأينا ما حصل لأطفال أفغانستان، الصومال، العراق، وليبيا.
اليوم بعد مرور عامين ونصف على الأزمة السورية نرى ما يحصل لأطفال سورية وما يدفعون من ثمن باهظ أكثر من غيرهم، فالآلاف من الأطفال أصبحوا يتامى الآلاف من الأطفال ينامون في الشوارع والأخطر أنّ الآلاف منهم أجبروا على حمل السلاح !!!
نعم الإرهاب الذي أدخله الغرب والعرب إلى سورية أجبر أطفالها على حمل السلاح، سلب منهم براءتهم وطفولتهم، أطفال بعمر الزهور أصبحوا أداةً بيد الإرهاب يسيّرونهم كما يشاؤون وكيفما تتفق مصالحهم، من منا لم يرى الطفل الممسك بالسيف يقطع رأس أحد ضباط الجيش السوري، أو الطفل المرفوع على الأكتاف هاتفاً محرضاً على قتل الطوائف الأخرى والجميع من حوله يشجعونه، هنالك الكثير من القصص التي تحصل كل يوم، نعم أطفال سورية أصبحوا أداةً للقتل والإرهاب بيد من يدعون الدين والإيمان.
كما ان الأطفال في سورية استخدموا كدروع بشرية، قتلوا واغتصبوا، تقول منظمة “طفل الحرب”:
“إنّ ما يتراوح بين 500 – 1300 طفل قتلوا في سورية، وجرى تجنيد أطفال لا تقل أعمارهم عن 8 سنوات واغتصبت فتيات سوريات في المخيمات التركية والأردنية، وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهاب تم اغتصاب فتيات أعمارهم أقل من 12 عاماً، ووضع أكثر من 600 طفل في مراكز الاعتقال حيث عذبوا فيها حتى الموت”.
وقال “روب ويليامز” الرئيس التنفيذي لمنظمه “طفل الحرب”:
“إن الصراع السوري يجب أن يُصنّف الآن على أنه واحد من أسوأ الصراعات جراء عمق وحجم الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال”.
كما يقول “جوستن فورسيث” رئيس منظمة “أنقذوا الأطفال”، معلقاً ضمن سياق الموضوع:
“إنّ جماعات مسلحة تستخدم أيضا بعض الفتية كحمالين وناقلين للرسائل وكدروع بشرية، مما يجعلهم قريبين من خط الجبهة، وشدد التقرير على أن استخدام الأطفال هو انتهاك صارخ لحقوقهم ويتعارض مع القانون الدولي والتزامات طرفي النزاع”.
وعن اغتصاب الأطفال يضيف قائلاً: “الاغتصاب يستخدم كوسيلة لعقاب الناس”، لافتا حول أن عدد الحالات التي يجري الإبلاغ عنها أقل من العدد الفعلي، بسبب حساسية هذه المسألة خصوصا بين المجتمعات المحافظة، مضيفا: “في معظم الصراعات فإن أكثر من 50 % من حالات الاغتصاب تكون بحق الأطفال”.
منظمة ” أنقذوا الأطفال” نشرت تقريرا لها قالت ما فحواه: “الآلاف من الأطفال يواجهون سوء التغذية في سورية بسبب نقص الغذاء وتراجع عجلة الإنتاج في سورية وعدداً كبيراً من الأطفال أجبروا على ترك منازلهم ويعيشون اليوم في المنتزهات والكهوف والشوارع، حيث لا يوجد أيّ رعاية طبيّة لهم، وظروفهم غير إنسانيّة بتاتاً”.
هذا ما يحصل لأطفال سورية، فبدلاً من أن يكونوا في المدارس يدرسون، في الساحات يلعبون، حولتهم هذه الحرب الغوغاء إلى جنود، إلى دروع بشرية وجواسيس للإرهاب، في سورية تسرق أحلام الأطفال ويتم تشويه مستقبلهم.
الإرهاب الذي أدخلته تركيا وأمريكا ودول الخليج يدمر سورية ثقافياً واقتصادياً وإنسانياً، هذه الدول عليها أن تحاسب على كل ما حصل ويحصل في سورية لأنها من مولت ودربت الإرهابيين.
من المؤلم رؤية أطفال سورية مشردين في شوارعها، لاجئين بذل في دول أخرى، ينامون في الطرقات، يتسولون من أجل تأمين لقمة طعام، لكن وبالرغم من هذا فأطفال سورية سيعودون إلى منازلهم ومدارسهم، سيعودون إلى ساحات الوطن وأرضه ليعمروها من جديد، ستعود الابتسامة إلى وجوههم ووجوهنا، وواجبنا العمل يداً بيد لمقاومة الإرهاب وطرده من أمتنا.
لتحيا سورية وليحيا أطفال سورية أبرياء أعزاء كرماء.
موقع الخبر برس ـ
ستيفن نزار صهيوني