إستياء في الشمال السوري ومخاوف من خطة قادمة لتحرير الشام
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
تتواتر القضايا الامنية والمعيشية لتعصف بسكان ادلب ودرع الفرات وعفرين ، حيث يسيطر كل من تنظيم تحرير الشام، والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، وسط استياء شعبي يرافقه انقسام حاد بين مدافع عن الهيئة ومتهجم عليها، حيث بات ذلك الانقسام أشد مما كان عليه في السنوات الاخيرة السابقة وفقاً لمشاهدات وكالة آسيا للأنباء عبر مراسلها في الشمال السوري.
أبو عمشة يحرج داعميه ومطالبات بتغييبه
تتحدث المعلومات الخاصة بوكالة آسيا من داخل ريف حلب بأن هناك أوامر تركية صدرت لقادة الفصائل هناك، من أجل إرسال بضع مئات من المقاتلين نحو أفغانستان، وتضيف المعلومات التي نقلتها مصادر تصف نفسها بالمطلعة بأن الدور الأساسي لهؤلاء، هو مواجهة الصين لصالح الغرب، مقابل مكاسب لأنقرة أولاً وتلك الفصائل ثانياً تتمثل بمساعدات مالية ودعم سياسي في المفاوضات الجارية مع الحكومة السورية وفق قولها.
إلى ذلك أكد مصدر محلي من إحدى بلدات مناطق ما تُسمى بدرع الفرات لآسيا نيوز أن أحد جيرانه لديه ولدان مقاتلان في فصيل السلطان شليمان شاه، وقد سافراً قبل يومين على متن طائرة “الأناضول” إلى أفغانستان وفق ما أخبر الوالد جيرانه.
وفي سياق متصل تحدث الشيخ أحمد الحلوي عن جرائم محمد الجاسم المعروف بأبو عمشة في مناطق نفوذه، وهدد بفضح ملفات كثيرة من إجرام أبو عمشة ، واتهمه الشيخ بأنه ذراع هيئة تحرير الشام في مناطق غصن الزيتون ، وأنه يلتقي مع الجهادي أبو ماريا القحطاني، واصفاً أبو عمشة ومن يسانده من المشايخ وقيادات الفصائل بالمفسدين، واتهمهم بالعصابات والمجرمين، موضحاً بأن الجاسم وفصيله ينتهك الأعراض ويفعلون الفعائل بالأكراد في الشيخ حديد ومناطق ريف حلب، داعياً من أسماهم بالشرفاء للوقوف في وجه أبو عمشة وعصابته على حد تعبيره.
من جهته قال مصدر معارض لفصيل سليمان شاه بأن أبو عمشة وصل إلى مرحلة من الفساد لا يمكن التعامل معه إلا من خلال اجتثاثه ، ويكفي محمد الجاسم عاراً أنه فرض مكوساً باهظة على أهالي الشيخ حديد، بلغت 8 دولارات سنويا على الشجرة المثمرة، و 4 على غيرها، وربع محصول الزيت على كل أرض، عدا عن السرقات والجبايات الأخرى.
بدورها أكدت مصادر محلية في حي الشيخ حديد لمراسل آسيا بأن هناك حالة اغضب شعبية عارمة من ممارسات فصيل سليمان شاه وقائده أبو عمشة، وصلت إلى المطالبات بالأخذ بالثأر، إذ لم تتوقف الممارسات عند فرض المكوس والضرائب والأتاوات والابتزاز، بل وصلت إلى هتك اعراض النساء وفق قولها.
إلى ذلك تشير المعلومات الواردة لآسيا نيوز بأن ما تُسمى بغرفة عمليات عزم قامت بتجهيز مئات المقاتلين لمهاجمة مواقع فصيل سليمان شاه في ناحية شيخ الحديد، في حال عدم الوصول لاتفاق سلمي مع قائد الفصيل، يفضي بتسليم عدد كبير من القياديين والعناصر إلى لجنة رد الحقوق وخضوع أبو عمشة للمحاكمة.
في حين رأى معارضون لأبو عمشة أن الأخير في موقف لا يُحسد عليهن وهو يحرج الجهات التي تدعمه وتقف ورائه، إذ بات من الضروري تغييبه عن الساحة، كي ينساه الوعي الجمعي الشعبي، إذ أن استمرار تواجده في المشهد كقائد فصيل قوي وكبير بات يستفز الناس، ويؤثر معنوياً على الفصائل التي باتت ترى انفضاض الناس من حولها بسبب الممارسات التي يرتكبها بعض القادة و أتباعهم وفق رأيهم.
على صعيد آخر تجمهر المئات من المعلمين بتنظيم مما تُسمى نقابة المعلمين الأحرار في وقفات احتجاجية تطالب بزيادة أجور المعلمين وسط الأزمة المعيشية والغلاء الكبير الذي تعيشه المنطقة، فيما اتهم عدد من المعلمين الذين كانوا ضمن التظاهرة المجالس المحلية في مدن الراعي وإعزاز واخترين ومارع بالالتفاف ورفض كل قرار يتخذه المعلمون في تلك المناطق، ولا سيما فيما يخص العملية التعليمية أو زيادة أجور المدرسين .
هل تمهد تحرير الشام للتخلص من مقاتلي الفصائل
يعمد تنظيم تحرير الشام الإرهابي، منذ مدة للترويج لفكرة ملاحقة العملاء المنتشرين في ادلب وريفها، حيث يتم إطلاق صفة عميل بشكل واسع قد يشمل كل من يعارض الهيئة في سياساتها وممارساتها.
في هذا السياق قالت مصادر محلية من ادلب بأن المصلين الخارجين من المساجد يوم الجمعة فوجئوا بانتشار عناصر للهيئة على باب المسجد و في أيديهم منشورات تحذر من التعامل مع العملاء، وتحث على الإبلاغ عنهم.
فيما كان ما يُسمى بجهاز الأمن العام التابع للجولاني بالترويج منذ مدة يروج لحملة “العملاء المصير الخاسر” وأعد هؤلاء فيلماً حول ذلك، وقد علق معارضون للهيئة متواجدين في مناطق سيطرة الحكومة المؤقتة بالقول: تحاول الهيئة التمهيد لتبرير جرائمها القادمة بحق “الثوار” الذين ستقوم بإعدامهم في سجونها بتملّق إعلامي وسياسة الكذب على الناس، والمضحك في الأمر أن من يوزع المناشير حول ملاحقة العملاء هم ملثمون.
وفي سياق متصل أكدت مصادر أهلية في ادلب لآسيا نيوز بأن هناك مخاوفاً بدأت تعتري الناس بعد حملة الهيئة التي حملت عنوان ملاحقة العملاء، إذ أن أياً من أبنائهم قد يكون عميلاً محتملاً بسبب كلمة تلفظ بها أو تغريدة على تويتر أو بسبب معارضة الهيئة في تنفيذ أي من أوامرها، كما ينطبق ذلك على كل من يعارض قوانين ما تُسمى بحكومة الإنقاذ، وختمت تلك المصادر بالقول: نتوقع أن تشن تحرير الشام حملة مداهمات في وقت قريب بحثاً عمن تسميهم عملاء.
إلى ذلك تحدث اثنين من المعتقلين السابقين لدى هيئة تحرير الشام عن فظائع سمعوها وشاهدوا في معتقلات الجولاني، وأضاف الشابان اللذان استطاعت آسيا نيوز الوصول إليهما، بأن عناصر الهيئة كانوا يتحرشون بالنساء ويعتدون عليهن، إذ أن هناك زنازين مخصصة للنساء المعتقلات، وختم المعتقلان اللذان تمنيا عدم الإفصاح عن هويتهما لأسباب أمنية بأن الهيئة تحول سجون النساء إلى ما يشبه بيوت الحريم والجواري التي كانت أيام السلاطين والملوك.