إستمرار التحشّد العسكريّ في القيارة لبدء معركة تحرير الموصل
تزامناً مع وصول دفعات جديدة من الجيش العراقي والحشد الشعبي، الثلاثاء، إلى مدينة القيارة التي تحوّلت إلى مركز تجمّع القوات المكلّفة بالهجوم على مدينة الموصل، أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار، الثلاثاء، بأن قوة من الجيش وفوج من طوارئ عمليات الأنبار حررا جسر علي الحاتم في منطقة البو عساف شمال مدينة الرمادي، وفيما دعا التحالف الوطني، الثلاثاء، الحكومة التركية الى سحب قواتها من العراق فورا والابتعاد عن “الخطوات الاستفزازية”، توعدت حركة “النجباء”، القوات التركية المتواجدة في العراق برد “مزلزل” في حال عدم إنصياعها لأمر الإنسحاب، في حين دعا نواب عراقيون الى “طرد” السفير التركي لدى بغداد وقطع العلاقات الاقتصادية مع انقرة، كما أعلن التلفزيون العراقي الرسمي، الثلاثاء، عن إنطلاق إذاعة جمهورية العراق في مدينة الموصل.
ووصلت دفعات جديدة من الجيش العراقي والحشد الشعبي، الثلاثاء، إلى القيارة، التي تحولت إلى مركز تجمع القوات المكلفة بالهجوم على مدينة الموصل لتحريرها من قبضة تنظيم “داعش”، في الوقت الذي تشن طائرات أميركية غارات كثيفة.
وأكدت مصادر عسكرية عراقية وصول 3 آلاف جندي عراقي من الجيش النظامي إلى القيارة للانضمام إلى باقي القوات المتجحفلة على طول محاور الهجوم.
ووفقا لمسؤول عسكري عراقي، فإن أربيل دفعت بقوات جديدة من البيشمركة، وهناك نحو 3 آلاف مقاتل من العشائر العربية السنية تستعد للمشاركة، بينما وصل فصيل “الضياغم”، التابع لعشيرة شمر العربية، إلى قرية الدير في سهل نينوى، إذ سيندمج مع باقي القوات هناك للقتال.
وأكد المصدر ذاته: أن دفعة أسلحة ومعدات غربية وصلت من الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا إلى القوات النظامية حصرا، بينها معدات حديثة للتعامل مع الألغام التي زرعها “داعش”.
* تحرير جسر علي الحاتم في البو عساف شمال الرمادي
من جهة أخرى، أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار، الثلاثاء، بأن قوة من الجيش وفوج من طوارئ عمليات الأنبار حررا جسر علي الحاتم في منطقة البو عساف شمال مدينة الرمادي.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “القوات الأمنية تواصل التقدم لتحرير منطقة البو عساف التي تعتبر آخر معاقل تنظيم داعش في جزيرة الرمادي”.
* إحباط هجوم على نقطة أمنية شمال بعقوبة
وفي السياق ذاته، اعلن قائد شرطة محافظة ديالى اللواء الركن جاسم السعدي، الثلاثاء، عن احباط هجوم على نقطة مرابطة امنية مشتركة في حاوي العظيم شمال بعقوبة.
واضاف السعدي ان “الاجهزة الامنية نجحت في ابطال خمس عبوات ناسفة وضبط دراجة نارية بعد ملاحقة العناصر المسلحة التي هربت باتجاه حدود محافظة صلاح الدين”، لافتا الى ان “ادلة وقوع اصابات مباشرة في صفوف المهاجمين”.
* ضبط معسكر لداعش في تلال حمرين شرق بعقوبة
وعلى صعيد متصل، أعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي، الثلاثاء، عن ضبط معسكر لتنظيم “داعش” في تلال حمرين شمال شرق بعقوبة، مشيراً إلى اعتقال 10 من عناصر التنظيم.
وأضاف العزاوي، أن “التشكيلات نجحت بضبط معسكر سري لتنظيم داعش واعتقال عشرة من مسلحي التنظيم بداخله بالاضافة الى الاستيلاء على اسلحة واعتدة ومتفجرات تم تدميرها”.
وكانت عمليات دجلة نجحت في الأشهر الماضية من تدمير عدة معسكرات سرية لتنظيم “داعش” في مناطق متفرقة من ديالى خاصة قرب الحدود الفاصلة بين المحافظة وصلاح الدين.
* “النجباء” تتوعد القوات التركية في العراق برد “مزلزل”
سياسياً، اتهمت حركة “النجباء” احدى فصائل الحشد الشعبي، الثلاثاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”إذكاء الفتنة الطائفية” في العراق وسوريا والمنطقة، وفيما توعدت القوات التركية المتواجدة في العراق برد “مزلزل”، أكدت أن تنظيم “داعش” سيندحر في العراق قريباً جداً.
وقالت الحركة في بيان: إن الرئيس التركي تطاول كثيراً على السيادة العراقية، وكشّر عن أنيابه وعن نوايا الشر والعدوانية التي بداخله دون مراعاة للحد الأدنى من الدبلوماسية”.
وأضافت، أن “تصريحات أردوغان تعبر عن إفلاس حقيقي، وإحباط شديد إزاء حجم الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة العراقية وفصائل الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية ضد قوى الارهاب المتمثل بتنظيم داعش ومن يقف معه”، مبينةً أنه “سيتم طرد التنظيمات الارهابية من آخر شبر في العراق وسوريا في القريب العاجل”.
وعزت الحركة وجود القوات التركية في الموصل إلى “دوافع وأجندة مشبوهة غايتها تقديم الاسناد لداعش، وعقد الاتفاقات الغامضة من أجل تمرير المشاريع الصهيوأمريكية، وضرب محور المقاومة”، متوعدةً تلك القوات بـ”رد مزلزل من شأنه أن يلحقها بداعش الذي سيندحر قريبا جداً في الموصل وباقي الاراضي العراقية”.
* التحالف الوطني يدعو تركيا الى سحب قواتها فورا
بدوره، دعا التحالف الوطني، الثلاثاء، الحكومة التركية الى سحب قواتها من العراق فورا والابتعاد عن “الخطوات الاستفزازية”، عادة التصريحات الاخيرة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان تدخلا في الشأن العراقي، فيما شددت على ضرورة الحفاظ على حسن الجوار واحترام السيادة العراقية. وقالت الهيئة القيادية للتحالف في بيان، إنها “تابعت بقلق بالغ تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن تحرير الموصل، وقرار البرلمان التركي تمديد بقاء القوات التركية في العراق وسوريا”، عادة تلك التصريحات “تدخلا في الشؤون الداخلية”.
كما دعت الهيئة القيادية للتحالف الوطني، تركيا الى “العمل على المساهمة الفاعلة في دعم العراق في مساعيه للقضاء على عصابات داعش الارهابية”، مهيبة بالحكومة العراقية والقوى الوطنية كافة الى “توحيد موقفها قبال السياسة التركية تجاه العراق”.
* نواب عراقيون يدعون الى “طرد” السفير التركي
من جهتهم، ابدى اعضاء في مجلس النواب العراقي، الثلاثاء، رفضهم لقرار البرلمان التركي الاخير بالقاضي بتمديد مهمة القوات التركية في العراق وسوريا، داعين الحكومة العراقية الى “طرد” السفير التركي لدى بغداد وقطع العلاقات الاقتصادية مع انقرة.
وقال النائب احمد الجبوري في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي عقده، الثلاثاء، مع مجموعة من النواب في مبنى البرلمان، وحضرته وسائل إعلام، “إننا نرفض قرار البرلمان التركي الذي يشير الى تواجد قواتهم داخل العراق”، داعيا “الحكومة ومجلس النواب الى سحب السفير العراقي في تركيا وطرد سفيرهم من العراق”.
كما دعا النواب خلال البيان الذي اصدروه باسم “جبهة الاصلاح ومن تضامن معها من النواب”، الى “قطع العلاقات الاقتصادية ومقاطعة البضائع التركية وايقاف تصدير النفط من خلالها”، مشيرين الى أن “الولايات المتحدة تتحمل مسؤولياتها بموجب الاتفاقية الاستراتيجية وإخراج تلك القوات المحتلة”.
وأضاف النواب أن “الحكومة تتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على سيادة العراق ووحدة اراضيه”، داعية اياها الى “مخاطبة مجلس الامن الدولي عبر القنوات الدبلوماسية”.
وأعربت وزارة الخارجية، يوم الاثنين، عن رفضها لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بخصوص معركة تحرير الموصل، مؤكدة أنها “تدخل سافر” في الشأن الداخلي العراقي، فيما طالبت حكومة أنقرة بإثبات حسن النوايا في محاربة “الإرهاب”.
* العامري: لن نسمح بمشاركة أي قوة أجنبية بتحرير الموصل
من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة “بدر” هادي العامري خلال لقائه السفير البريطاني في بغداد فرانك بيكر، الثلاثاء، أن الحشد الشعبي سيشارك في معركة تحرير مدينة الموصل المرتقبة، مبديا رفضه لمشاركة أية قوة اجنبية في المعركة، فيما أشار بيكر إلى أن لدى بلاده خططاً في مساعدة الحكومة العراقية باستقبال النازحين خلال المعركة.
ونقلت السومرية نيوز عن بيان للعامري، إن “الحشد الشعبي قوة تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة وستشارك بمعركة تحرير الموصل مع القوات الأمنية والفصائل المسلحة الاخرى للقضاء على تواجد إرهابيي داعش فيها”، مشيراً إلى أن “المعركة لن تكون سهلة مع وجود أعداد هائلة من المدنيين في نينوى، وهو ما يثير خشيتنا من أن تستخدمهم عصابات داعش الارهابية دروعا بشرية”.
وأبدى العامري، رفضه لـ”أي تواجد بري للقوات الأجنبية في العراق وخصوصاً تركيا”، مشددا على “عدم السماح لأية قوة عربية أو أجنبية للمشاركة بمعركة الموصل”.
وانتقد العامري، “تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وموقف برلمان بلاده الداعي الى تمديد بقاء قواتهم البرية على الأراضي العراقية”، موضحاً أن “معركة الموصل عراقية وأن القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي قادرة على تحريرها من عصابات داعش الارهابية”.
وشدد العامري على أن “عصابات داعش الإرهابية لن تنتهي بتحرير الموصل، انما يجب معالجة الارهاب من خلال القضاء على الفكر المتطرف والمدارس التي تحتضن هذه العقائد”، مبيناً أن “النصر الميداني لم يتحقق ما لم تنتهي الافكار المتطرفة التي تهدد دول العالم”.
وانتقد العامري، بعض وسائل الاعلام الغربية في تعاملها مع موضوعة الحشد الشعبي، مشددا بالقول انها “قوة ساهمت في تحرير ارض العراق من اخطر الجماعات الارهابية”.
من جهته، أشاد السفير البريطاني في بغداد والوفد المرافق له بـ”تضحيات الحشد الشعبي وبطولاته في تحرير أراضي العراق من دنس داعش”، مؤكداً على “دعم المملكة المتحدة للعراق في حربه ضد الإرهاب”.
ولفت السفير، إلى أن “لبلاده خططا في مساعدة الحكومة العراقية باستقبال النازحين خلال معركة الموصل عبر منظمة الصليب الاحمر”، مبينا انه “من المتوقع ان ينزح عشرات الالاف من العوائل خلال العمليات العسكرية المرتقبة”.
* بغداد تطلق إذاعة موجّهة لسكان الموصل
قال التلفزيون الرسمي في خبر عاجل تابعته وسائل إعلام: إن شبكة الاعلام العراقي، أطلقت إذاعة جمهورية العراق في الموصل على التردد Fm2 103.3″، موجّهة لسكان المدينة الذين ما زالوا موجودين فيها، والبالغ عددهم نحو مليون وربع المليون نسمة.