إستفزاز بن سلمان لبايدن: مناورة قد تقلب الطاولة في البلاط!
موقع الخنادق:
عام 1988، وخلال مقابلة أجرتها أوبرا وينفري، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وكان حينها مرشحاً محتملاً للرئاسة كجمهوري: “سأجعل حلفاءنا يدفعون ما عليهم من حصص، إنهم يعيشون كالملوك، أفقر شخص منهم يعيش كالملوك ومع ذلك لا يدفعون، ونحن نوفر لهم إمكانية بيع نفطهم لماذا لا يدفعون لنا 25 في المئة مما يجنونه؟”.
كان ترامب صريحاً بإعلان نيته بإجبار دول الخليج على دفع “الجزية” منذ البداية، وهو ما عاد وأكده غير مرة منذ بدء حملته الانتخابية عام 2016، حيث أكد على ان “دول الخليج لا تملك سوى المال سأجعلهم يدفعون، نحن مدينون بـ 19 تريليون دولار لن ندفعها نحن، هم سيدفعون”، إضافة لما رافقه من اهانات مستمرة طيلة فترة ولايته، وعلى الرغم من ذلك بقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مبتسماً لحليفه الذي أنقذه من أزمة اغتياله للصحفي المعارض جمال خاشقجي بطريقة وحشية، وبقيت العلاقات رغم توترها في بعض الأحيان، إلا انها كانت سرعان ما تعود إلى سابق عهدها، خاصة مع دخول المسؤولين السعوديين ومن بينهم بن سلمان نفسه، في صفقات استثمارية وتجارية مع مسؤولين أميركيين كمستشار ترامب، جاريد كوشنر، الذي لا يزال حتى الأمس القريب يعقد صفقات بمليارات الدولارات مع الرياض، وبأموال الصندوق السيادي الذي يشرف عليه محمد بن سلمان شخصياً.
مع وصول جو بايدن إلى سدة الرئاسة، ورفضه الحديث إلى بن سلمان، الذي تجمعه علاقة أبعد من سياسية مع المسؤولين في الحزب الجمهوري، وما تبعه من أحداث زادت من عمق الأزمة ما بين الجانبين، رأى الأخير أن غض طرف بايدن عنه أمر لا يمكنه تحمله، ولهذا بدأ بتسخير أدواته الإعلامية للتهجم على بايدن وهو ما استثمره الجمهوريون فوراً.
المسلسل الساخر “استديو 22” الذي يعرض على قناة MBC السعودية، عرض مؤخراً حلقة لتقليد بايدن ونائبته كمالا هارس، مركزاً على كل الهفوات والأخطاء التي ارتكبها بايدن خلال ظهوره الإعلامي في المقابلات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية، مصوّباً على ان بايدن قد أضحى عجوزاً غير قادر على التمييز بين روسيا وافريقيا وإسبانيا.
هذه الحلقة، التي حققت ملايين المشاهدات في أقل من 24 ساعة، سرعان ما نقلتها عدة منصات إعلامية أميركية منها فوكس نيوز، في نية للتصويب على بايدن قدر المستطاع على أبواب الانتخابات النصفية للكونغرس، وهو ما يزيد وضع الأخير الانتخابي تأزماً.
من جهة أخرى، فالإدارة الأميركية الحالية، ليست في بوارد تحمّل “طيش بن سلمان” إلى ما لا نهاية، خاصة مع ما تشهده أسواق النفط العالمية من ارتفاع في الأسعار نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ورفض محمد بن سلمان زيادة الإنتاج بناء على طلب بايدن. وفي ما يرى مراقبون ان عقاب بايدن قد يأتي على شكل ترك الرياض عالقة في مستنقع الحرب اليمنية مع كل ما تتكبده شركتها النفطية وبناها التحتية من خسائر، أو قلب الطاولة باتخاذ سلسلة إجراءات من بينها تحييد بن سلمان عن سدة الحكم وتعويم أحد أولياء العهد من أبناء عمومته، والمنافسون كثر.