إزدواجية المعايير الغربية وعنصرية القارة
صحيفة الوفاق الإيرانية-
حسين رويوران:
ان ردود فعل البلدان الغربية تجاه قطر على اعتاب مباريات كأس العالم لكرة القدم، باعثة لقدر كبير من التعجب خاصة مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هذا البلد (قطر) متحالف ومنحاز تماما سياسيا مع الغرب، امريكا واوربا، واعطى قاعدتي العديد و سديدة للولايات المتحدة ، والشركات النفطية والغازية القطرية تتعاون بفاعلية مع البلدان الاوروبية والامريكية وليس بين الطرفين أي مشاكل. لكن لماذا تتعامل البلدان الغربية بهذا الشكل مع قطر؟
يذكر ان قطر أعدت البنى التحتية لكأس العالم على افضل نحو وشهد السيد ايفانتينو ان البنى التحتية للخدمات الرفاهية للسائحين والمشجعين الأجانب هي على افضل ما يكون. وتمكنت قطر قبل بقية البلدان العربية في الخليج الفارسي ان تصل الى مستوى جيد من المعايير.
لكن الانتقادات التي وجهها الغرب بما يخص حقوق العمال في قطر، واجهت بدورها انتقاد من ايفانتينو لممارسات اوروبا وتناقض تصريحاتها وعملها في مجال حقوق الانسان، قائلاً بأن العمال، خاصة غير القانونيين، الذين جرى استخدامهم في اوروبا، يجري التصرف معهم بشكل يشبه الاستعباد، حيث تعطى لهم اقل ما يمكن من الاجور والامكانيات في صعيد الخدمات وغيرها، ويجري انتهاك حقوق الانسان بشكل واسع.
ان الاوروبيون، الذين هم منتهكو حقوق الانسان، يحجمون عن استقبال اناس الى القارة الخضراء، وهذا مؤشر على نظرتهم لتلك الحقوق. ومن هنا تتبين اسباب انتقاد الاوروبيون لقطر. فهي بلد عربي و مسلم يقع في منطقة الخليج الفارسي. والاوروبيون، بما يتحلون به من عنصرية، وعلى وقع ما صرح به جوزيف بوريل سابقاً حول كون اوروبا وأمريكا حديقة وبستان جنة الكرة الارضية و ان بقية الاماكن على وجه الارض عبارة عن غابة محترقة ، تدل نظرتهم لبقية البلدان على انهم في صدد تهديم جهود بلدان العالم الثالث، ولا يريدون لأي بلد، عدا البلدان الغربية، ان يحرز التطور والتقدم.
هذه النظرة تدل على نحو كبير كيف ان أي بلد مثل قطر على الرغم من وقوفه الى جانب الغرب، يبقى غير مقبول ومنبوذ من قبل الغرب. لذا من الافضل ان تسير بلدان المنطقة في مسار التعاون المشترك وان تعمل على تحسين علاقاتها السياسية والثقافية مع بعضها البعض.