إدوارد سنودن يؤكد أنه أنجز مهمته وحقق انتصارا
قال المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن ، صاحب التسريبات التي فضحت برامج التجسس واسعة النطاق التي مارستها الحكومة الأمريكية على العديد من دول العالم ، إنه “أنجز مهمته ، وحقق انتصارا”. وأوضح سنودن ، في حديث أجرته معه صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية ونشرته اليوم على موقعها الإلكتروني ، أن “بالنسبة لي ، ومن ناحية الرضا الشخصي ، لقد أنجزت مهمتي بالفعل وحققت انتصارا”.
وأضاف “بمجرد أن بدأ الصحفيون بالعمل على ما قدمته لهم ، تم التحقق من مصداقية وصحة كل شئ”.. مشيرا إلى أنه لم يسع من خلال ما قدمه من تسريبات الى تغيير المجتمع ، بل أراد أن يمنح المجتمع فرصة ليقرر ما اذا كان ينبغي عليه إحداث تغيير أم لا. وتابع قائلا “كل ما أردته للجمهور العام هو أن يمتلك القدرة على التعبير عن رأيه في الكيفية التي يتم حكمه بها ، وهذا أمر ضروري تخلينا عنه منذ فترة طويلة”.
وعلى مر نحو ستة أشهر ، قدم سنودن العشرات بل والمئات من الوثائق “السرية للغاية” التي توثق ممارسات التجسس وجمع المعلومات الشاملة التي قامت بها وكالة الأمن القومي الأمريكية على الكثير من حكومات العالم -من بينهم حلفاء للولايات المتحدة- وعلى مواطنين أمريكيين عاديين ، وهي التسريبات التي أحدثت صدمة كبيرة في الأرجاء الدولية وبين حلفاء واشنطن ، وجعلت الرئيس الأمريكي باراك اوباما يكلف لجنة مستشارين خاصة لبحث إصلاح طريقة عمل وكالة الأمن القومي وأجهزة الاستخبارات الأمريكية الأخرى.
وقد هاجمت إدارة الرئيس اوباما لمدة شهور دوافع سنودن التي ادت به إلى فضح الوثائق السرية حول برامج التجسس ، وقالت ان عمل وكالة الأمن القومي “تشوه بسبب تسريبات انتقائية وتفسيرات خاطئة”.. إلا أن سنودن أشار إلى أنه لم يكن يسعى من خلال ما فعله إلى اسقاط وكالة الأمن القومي ، بل انه يعمل علي تحسينها، حسب وصفه.
ونتيجة لتسريبات سنودن التي ازاحت النقاب عن تعقب وكالة الأمن القومي لملايين السجلات الهاتفية والبريد الإلكتروني لمواطنين ومسؤولين حول العالم ، أعربت شركات الاتصال الأمريكية عن احتجاجها لدى الإدارة الأمريكية على انتهاك خصوصية عملائها ، كما شرعت عمالقة شركات الإنترنت في تشفير حركة الإنترنت الداخلية الخاصة بها وجعله من الصعوبة تعقب بيانات مستخدميها ، ومن بين هذه الشركات / جوجل و ياهو و مايكروسوفت و فيس بوك / وغيرها.
وغادر سنودن الولايات المتحدة إلى هونغ كونغ في الصيف الماضي بعد أن سلم صحف “واشنطن بوست” الأمريكية و”الجارديان” البريطانية و “دير شبيجل” الألمانية وثائق سرية تفضح الحكومة الأمريكية بقضايا تجسس عالمية عبر الإنترنت ، ثم غادر سنودن هونغ كونغ مستقلا طائرة إلى موسكو ، ومنحته السلطات الروسية حق اللجوء المؤقت لمدة سنة واحدة بالرغم من احتجاج الحكومة الأمريكية التي تسعى لاستعادته وتتهمه بالتجسس وسرقة معلومات سرية عن برامج الأمن القومي.