إتفاق الترسيم أنجز: التوقيع قبل نهاية الشهر.. وإلا!
وكالة أنباء آسيا-
زينة ارزوني:
“اتفاق تاريخي”، عبارة تستخلص منها ان ما سيجري انطلاقا من اليوم وخلال الفترة المقبلة ليس سوى جزء من عمليات التجميل والتكتيكات الضرورية، قبل الإخراج النهائي لاتفاق الترسيم البحري.
فبعد ساعات على تسلُّم لبنان المسوّدة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والتي أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب أنّها ” تفي بجميع متطلبات لبنان، ويمكن أن تؤدي قريباً إلى “اتفاق تاريخي”.
وفي السياق، نفسه قال مستشار رئيس حكومة الاحتلال لشؤون الامن القومي إيال حولاتا، إنّ “جميع مطالب إسرائيل تمت تلبيتها في اتفاق الحدود البحرية مع لبنان”، معلناً “نحن في طريقنا إلى اتفاق تاريخي”.
عبارة الاتفاق التاريخي عاد وكررها رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد، مشيرا الى أن “لبنان وإسرائيل توصلا لاتفاق تاريخي بخصوص ترسيم الحدود البحرية”، لافتاً الى أن “المجلس الوزاري المصغر سيجتمع غدا الأربعاء للتصديق على اتفاق ترسيم الحدود المائية مع لبنان”.
في غضون ذلك، كشفت مصادر سياسية لوكالة انباء اسيا، ان اتفاق الترسيم تم بانتظار التوقيع الرسمي من قبل لبنان والكيان الاسرائيلي، فبحسب المصادر ان المسؤولين عن المفاوضات انجزوا الاتفاق وتمت ترجمته الى اللغة العربية والانكليزية وارسل مع التواقيع عليه.
موافقة لبنان على المسودة المعدلة، ظهرت بين طيات كلام بوصعب بعدما سلمها الى رئيس الجمهورية ميشال عون قبل ان تصدر رسميا، حيث كشف بو صعب ان اليوم سيحمل مفاجآت والجميع ينتظر ما سيصدر عن لبنان، مشيرا الى انه “على عكس ما يشاع لبنان حاز على مطالبه المحقة والفريق الآخر حصل على ملاحظات طالب بها والجو ايجابي وتوصلنا الى حل يرضي الطرفين”.
وأشار بوصعب الى ان “لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا والاسرائيلي يمكن ان يأخذ تعويضاته من شركة توتال وليس من لبنان وسبق للبنان ان وقع اتفاقا مع “توتال” في الـ 2017″، مؤكدا ان “لا تقاسم للغاز أو الثروات بين لبنان وإسرائيل في ما يتعلق بحقل قانا ولبنان سيحصل على كامل حقوقه وكل الملاحظات التي ارسلناها اخذت بعين الاعتبار”.
هو ما كشفه ايضا بيان رئاسة الجمهورية الذي اعتبر في بيان ان الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان لا سيما وانها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية وتطلبت جهدا وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة.
واشارت الرئاسة الى ان الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين، آملة ان يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن.
توازياً، الاعلان من الجانب الاسرائيلي عن قرب توقيع اتفاق تاريخي، كشف ان مناخ الاعتراض الإسرائيلي الذي ساد طول الاسبوع الماضي لا يعبّر عن حقيقة المناخ التفاوضي، وربما يكون جزءاً من سيناريو استعراضي يهدف إلى إقفال الباب في وجه مزايدات بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات، حيث اكدت مصادر مطلعة لوكالة انباء اسيا ان كل ما يجري الان هو تكتيكات اميركية اسرائيلية لحرمان نتنياهو من اسلحة يمكنه استخدامها في الانتخابات الاسرائيلية للاطاحة برئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد، خصوصا ان الاخير هو من تفضله الادارة الاميركية الحالية لقيادة حكومة العدو الاسرائيلي.
وبحسب مصادر وكالة انباء اسيا فان التوقيع على اتفاق الترسيم سيكون قبل الثلاثين من تشرين الاول اي تاريخ نهاية عهد الرئيس ميشال عون، مشيرة الى انه اذا لم يحصل التوقيع قبل هذا التوقيت فحتماً سيرحل الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا ما تحاول واشنطن تجنبه.
فالأميركيون يريدون توقيع اتفاق الترسيم خلال الأيام القليلة الباقية من تشرين الأول، لضرورات انتخابية ودستورية وسياسية في لبنان وإسرائيل.
اما في إسرائيل فلا أحد يضمن طبيعة الائتلاف الذي ستتشكل منه الحكومة الجديدة، لذلك تحاول واشنطن الاستعجال والتوقيع على الاتفاق قبل نهاية هذا الشهر، قبل أن تؤدي الاستحقاقات الدستورية على ضفتي الاتفاق، إلى تغيير المناخات الحالية المؤاتية، فيدخل الجميع بين احتمالات الفوضى الدستورية والسياسية اللبنانية من جهة واحتمالات اللااتفاق على تشكيل حكومة فاعلة في إسرائيل من جهة أخرى.
واشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الى انه “بالتنسيق مع واشنطن ستصدق إسرائيل على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بعد تصديق لبنان عليه”.
وبانتظار موقف لبنان الرسمي من مسوّدة الاتفاق، وصل صباح اليوم الى لبنان مدير شركة TOTALالفرنسي laurent Vivier، بعدها انتقل وفد “توتال” الى السراي الحكومي للقاء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بحضور وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، الذي اكد ان “شركة توتال وعدتنا بالإسراع بالتنقيب عن النفط في الحقول اللبنانية ولبنان سيصبح دولة نفطية”.