إتفاق أمني عراقي إيراني: خطوة إضافية لاستقرار المنطقة
موقع الخنادق:
وقعت الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق، إتفاقاً أمنياً مشتركاً بين البلدين، يتضمن التنسيقَ في حماية الحدود المشتركة ما بينهما، وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدّة.
وقد وقع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني الاتفاق مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وجاء التوقيع على هذا الإتفاق، على هامش زيارة أجراها الأدميرال علي شمخاني إلى العاصمة العراقية بغداد، على رأس وفد حكومي بحث فيها جملة من الملفات المشتركة بين البلدين.
وكان للأدميرال شمخاني خلال الزيارة، لقاء مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، جرى خلاله التباحث في العلاقات بين البلدين، والأوضاع الأمنية والسياسية في عموم المنطقة، وسبل تعزيز أمنها واستقرارها. ونقل بيان عن رئيس الوزراء شياع السوداني تأكيده خلال اللقاء على موقف بلاده الثابت الرافض لأن تكون أراضيها منطلقاً للاعتداء على أيّ من دول الجوار. مشدداً على رفضه القاطع لأن تكون أرض العراق، مسرحاً لتواجد للجماعات المسلحة، أو أن تكون منطلقاً لاستهدافها، أو أيّ مساس بالسيادة العراقية. في إشارة للجماعات الإرهابية المتمركزة في إقليم كردستان العراق، التي دأبت خلال الفترة الماضية شن عملياتها ضد إيران، انطلاقاً من أراضي الإقليم، خاصةً خلال الحرب التركيبية الأخيرة.
وبالرغم من تحذيرات الجمهورية الإسلامية المتكررة لحكومتي العراق المركزية والإقليم، بضرورة إيجاد معالجةٍ لهذه المشكلة، إلا أن التحذيرات دائماً ما كانت تقابل بالوعود والتسويف. وعندما تعمد إيران الى التعامل بنفسها مع هذه الجماعات، بما يحقُ لها من خلال الاتفاقيات الدولية، كانت تلقى الإدانات والاعتراضات من كل الجهات. لكن على ما يبدو فإنه يظهر بأن حكومة الرئيس شياع السوداني جادّة في حل هذه المشكلة، بعكس حال الحكومات السابقة وهو ما يتبين من خلال توقيعها على هذا الاتفاق.
أبرز وأهم البنود التي تضمنها الاتفاق
ينص الاتفاق على:
1)مراقبة الحدود المشتركة.
2)تسليم المطلوبين.
3)يتعهد العراق بعدم السماح للجماعات المسلحة باستخدام أراضيه في إقليم كردستان العراق لشن أي هجمات عبر الحدود على جارته إيران
وقد أعرب الرئيس محمد شياع السوداني عن أمله بأن يكون هذا الاتفاق عامل استقرار للوضع على الحدود. فيما رأت أوساط إيرانية بأنه يمكن لهذا الاتفاق أن يضع حدّا نهائيا وجذريا للأنشطة العدوانية التي تقوم بها تلك الجماعات.
الإشادة بالاتفاق السعودي الإيراني ودور العراق فيه
وجرى خلال لقاء الرئيس شياع السوداني والأدميرال شمخاني أيضاً، استعراض تقدّم اتفاق التفاهم الأخير المبرم بين السعودية وإيران بوساطة صينية. وقد أكد السوداني ترحيب العراق بهذا الاتفاق، واستعداده لتقديم كل ما يعزز استقرار المنطقة. فيما شكره شمخاني على الدور الذي لعبه العراق في هذا المسار، وتأكيده على رغبة الجمهورية الإسلامية في تطوير العلاقات الثنائية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
ومما لا شك فيه، بأن الاتفاق السعودي الإيراني والاتفاق العراقي الإيراني الأمني، سيشكلان عوامل استقرار إضافية للعراق وللمنطقة، بما يمنع المعسكر الغربي والأمريكي من محاولة العبث بأمنها واستقرارها.