أي ضمانات تطالبها إيران في مفاوضات فيينا؟
صحيفة الوفاق الإيرانية:
دفع الانسحاب الأحادي وغير المسؤول للولايات المتحدة الامریکیة من الاتفاق النووي وتقاعس الأطراف الأوروبية عن العمل بالتزاماتها، الجمهورية الإسلامية الايرانية إلى السعي للحصول على ضمانات في مفاوضات فيينا لعدم انتهاك أطراف التوافق لالتزاماتها.
وتسبب سلوك الجانب الامريكي والأوروبي في فقدان إيران الثقة في التوقيع علي اي اتفاق دون الحصول على ضمانات. وبحسب نظرية اللعبة “game theory” تسعى إيران في المفاوضات التي ستجري اليوم مع كبار دبلوماسيي مجموعة 1+4 في فندق كوبورغ في فيينا، إلى الحصول على اداة ضغط لإلزام أطراف الاتفاق النووي على تنفيذه ودفع ثمن خرقه، كما هو الحال في العقود التجارية.
من وجهة نظر إيران، لا ينبغي تكرار أخطاء الماضي الفادحة، لقد تعلم جميع اطراف الاتفاق النووي، خلال السنوات الست الماضية، على ماذا وعلى من يمكن الوثوق.
وقد اجتمع كبار دبلوماسيي مجموعة 1+4 وإيران والاتحاد الأوروبي ست مرات في العاصمة النمساوية فيينا منذ21 أبريل حتى 21 يونيو لمناقشة إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على إيران.
يرى نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية ” وكبير المفاوضيين الايرانيين في مفاوضات فيينا علي باقري كني”، ان الغرب ارتكب “مغالطة تحريك المرمى” (هي استعارة مستمدة من رياضة كرة القدم، تُستخدم للتعبير عن التغيير في هدف العملية أو المنافسة ومغزاها والذي يحدث والمنافسة مازالت مستمرة)، قائلا: فشلت المحاولات السابقة لسد “فجوة الثقة” بين أطراف المفاوضات النووية إلى حد كبير لأن الغرب يعتبر أي اتفاق يتم التوقيع عليه مجرد اداة لممارسة المزيد من الضغط على إيران.
ويضيف ان تجربة السنوات الماضية اظهرت ان الغرب لا ينفذ الاتفاق الذي يبرمه انما يسعى الى التحايل وعدم تنفيذه سرا وبطرق مختلفة بالتزامن مع جذب الراي العام، قائلا: من واقع خبرتنا يتبع ذلك إجراءات “لاستغلال” منصة خطة العمل الشاملة المشتركة لإجبار إيران على تقديم المزيد من التنازلات في مجالات لا علاقة لها بالقضية النووية. نتيجة لذلك، لا يثق الشعب الإيراني بالمفاوضات ولا بنتائجها.
خلاصة القول ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية دخلت في المفاوضات بإرادة جازمة واستعدادات قوية لرفع العقوبات غير القانونية والجائرة المفروضة على شعبها. وتظهر تشكيلة الوفد الايراني المفاوض في فيينا جديتها في اتخاذ خطوات جادة بهذا الخصوص.