أيهما مهزلة .. الإنتخابات السورية أم جوقة 14 آذار؟
يوما بعد يوم تتكشف طبيعة الدور الخطير الذي انيط بفريق 14اذار اللبناني لضرب كل عناصر القوة في لبنان ، واثارة النعرات الطائفية بين ابناء شعبه ، والاساءة الى الاواصر التاريخية التي تربط بين الشعبين اللبناني والسوري خدمة للمشروع الصهيوني العربي الرجعي.
في اقل من يومين اصيب هذا التحالف ونواته حزب المستقبل بحالة من الجنون جعلته يكشف عن حقد لا حدود له ضد الشعب السوري ، وليس النظام السوري كما كان يدعي سابقا ، ويعود الفضل باسقاط القناع عن الوجه القبيح لهذاالفريق الى الانتخابات التي جرت للمغتربيين السوريين والى الانتخابات التي ستجري داخل سوريا نفسها ، وهي الانتخابات التي وصفها هذا الفريق الوقح بانها “مهزلة”!!.
ولكن الاجراءات والمواقف التي اتخذها هذا الفريق خلال الايام القليلة الماضية ازاء الانتخابات السورية ، جعل صفة المهزلة تنطبق عليه وعلى قراراته التي جعلت العالم باسره وفي مقدمته الشعبين اللبناني والسوري يقف على تفاهة وغباء وتبعية هذا الفريق لاسرائيل والرجعية العربية.
جميعنا كان يستمع الى الخطب النارية لزعماء 14 اذار وهم يحاولون المتاجرة بالام النازحين السوريين واستخدامهم كورقة ضغط ضد النظام السوري ، رغم ان العالم اجمع كان يعرف ان الغالبية العظمى من النازحين الذين دخلوا لبنان هربوا من بطش ووحشية التكفيريين الذين كانوا يتلقون كل الدعم العسكري والمالي والاعلامي واللوجستي من قبل فريق 14 اذار ، ولكن بعد الملحمة التي سطرها السوريون في لبنان ومشاركتهم الواسعة في الانتخابات ، خرج علينا هذا الفريق المنافق ودون ادنى استحياء يدعوالى طرد جميع السوريين الذين شاركوا في الانتخابات من لبنان !! .
ففي يوم الاربعاء 28 ايار / مايو اصدرت الامانة العامة لقوى 14 آذار بيانا بعد اجتماع في مقرها في الأشرفية، بحضورمصطفى علوش، واجيه نورباتيليان، نجيب ابو مرعي، ربى كبارة، واخرين ، جاء فيه “في العراضات والاستفزازات التي قام بها السوريون الموالون للنظام في لبنان تحت ذريعة المشاركة في التصويت، أوضح دليل على انهم غير مهددين بأمنهم، وبالتالي فإن صفة النزوح لا تنطبق عليهم”، وطالبت “الحكومة اللبنانية بالعمل على ترحيلهم فورا إلى بلدهم”.
هذا البيان المهزلة صدر جراء صدمة هذا الفريق وهو يرى الالاف من السوريين وهم يزحفون الى سفارة بلادهم للمشاركة في الانتخابات ، كما كان مقدمة لمهزلة اكبر سيُقدم عليها هذا الفريق لاحقا لحرمان السوريين اللاجئين الى لبنان ، كل لبنان، للمشاركة في الانتخابات التي ستجري في سوريا 3 حزيران /يونيو ، وهو ما حدث فعلا فقد اصدرت وزارة الداخلية اللبنانية التي سيطر عليها فريق 14 اذار ، بيانا هدد فيه أكثر من مليون لاجيء سوري بانهم سيفقدون وضعهم كلاجئين إذا عادوا إلى الادلاء بأصواتهم في مراكز اقتراع على الحدود.
هذه المهزلة الكبرى التي اقدم عليها 14 اذار ، جاءت بعد ان اعلن مسؤولون سوريون إن من لم يتمكن من التوجه إلى السفارة عليهم الذهاب إلى مراكز الاقتراع داخل الأراضي السورية قرب الحدود يوم الثلاثاء.
وحاول بيان الداخلية اللبنانية ان يبرر مهزلة 14 اذار بطريقة غبية ، فجاء بعذر اقبح من ذنب عندما قال “إن هذا التدبير يأتي انطلاقا من الحرص على الأمن في لبنان وعلى علاقة النازحين السوريين بالمواطنين اللبنانيين في المناطق المضيفة لهم ومنعا لأي احتكاك أو استفزاز متبادل.”
واضاف البيان “في إطار عملية تنظيم دخول وخروج الرعايا السوريين إلى الأراضي اللبنانية يطلب إلى جميع النازحين السوريين والمسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الامتناع عن الدخول إلى سوريا اعتبارا من 1-6-2014 تحت طائلة فقدان صفتهم كنازحين في لبنان.”
بالرغم من ان مثل هذا الاجراء يعتبر ضربة في صميم العلاقة الاخوية التي تربط بين الشعبين السوري واللبناني ، وبالرغم من انه سيحرم المواطن السوري العادي من حقوقه التي تكفلها له كل القوانين والاعراف ، الا انه عرى حقيقة فريق 14 اذار ، وهي حقيقة ما كانت لتتكشف بهذا الشكل الفاضح لولا الروح الوطنية للشعب السوري ، والتي فضحت من قبل المجموعات المسلحة التي كانت ترفع لواء الاسلام ، فاذا بها عصابات تكفيرية مجرمة ، وذات الروح ايضا كشفت عن عمق التحالف الاستراتيجي بين 14 اذار والعصابات التكفيرية وهو امتداد للتحالف الاسرائيلي العربي العربي ، وقبل كل هذا وذاك اثبت هذا الشعب ان الانتخابات الرئاسية في سوريا هو استحقاق وطني سيضع جميع اعداء سوريا امام حقيقة يحاولون بشتى السبل التهرب منها ورفض مواجهتها ، وعندها لن يجد اعداء الشعب السوري وفي مقدمتهم فريق 14 اذار البائس غير “المهزلة” صفة تليق بهم .
سامح مظهر- شفقنا