أيها الفائزون، كلمة في النظام قبل دخول المجلس
موقع قناة المنار-
أمين أبوراشد:
الإطلالة الشاملة لسماحة السيد حسن نصرالله مساء الأربعاء،على هدوئها، كافية لمَن يرغب تلمُّس خارطة طريق لدخول المجلس النيابي الجديد بروح المسؤولية الوطنية، وفي الإحاطة التي قدَّمها سماحته حول قانون الإنتخاب وتقسيم الدوائر، لا يجوز استعراض الأحجام السياسية قياساً لعدد النواب، ما دام الحاصل في دائرة معيَّنة لا يتجاوز 8000 صوت وفي دائرة أخرى 20000، وفوز مرشح بما يُقارب 40000 صوت، لا يُقارن شعبياً بمرشح فاز ببضع مئات من الأصوات.
لكن النائب في البرلمان نائب، وصوته 1/128 من المجلس، وله حيثيته القانونية بصرف النظرعن الشعبية، والمطلوب منه أن يكون صوت الشعب، وكي يكون النائب الجديد كذلك، يُفترَض أنه كان مستمعاً لمطالب الناس وآلامهم وآمالهم خلال الحملات الإنتخابية، لا أن يكون شاهداً على المُشادات السياسية والخطابات المحض إنتخابية، التي لم تخلُ من رمي الحرام، وسط مشهدية تحالفات إنتخابية هزلية، انتهت قبل إقفال صناديق الإقتراع نتيجة التخوين في مسألة الصوت التفضيلي.
ولأن شهر أيار حافل على المستوى اللبناني، بأحداث بعضها أكاليل غارٍ ومجد في الخامس والعشرين منه عام 2000 حيث نصر المقاومة والتحرير، وبعضه سلاسل عار في السابع عشر منه عام 1983، والتي فكَّكتها الإرادة اللبنانية وتحرر لبنان من إتفاق الذلّ مع العدو الإسرائيلي، ونحن هنا نستذكر هذا الإتفاق، لأن غالبية الأبواق التي فُتِحت على المقاومة وسلاحها خلال الحملات الإنتخابية، كان أصحابها أنفسهم على طاولة التوقيع على اتفاق 17 أيار، وبترت الإرادة الوطنية اللبنانية أياديهم عن التوقيع.
ولذلك، يؤمل من الذين وصلوا الى الندوة البرلمانية وتحديداً ممثلي الحراك الشعبي، الإنتباه، أنهم بمقدار ما هم مُطالبون بسماع أوجاع الناس، مدعوون الى صمّ آذانهم عن فرقاء سياسيين يُتاجرون بالناس منذ عقود من أجل مقعدٍ نيابي، وكانوا شركاء في السلطة بكافة العهود، وهم مسؤولون عن نواحي واسعة من الفساد، مجموعات مُنتفعة تطلق الوعود وتنكث بكل العهود.
وهي نصيحة من الأرض الشعبية، والحشود الجماهيرية، نعطيها للنواب الجدد، بصرف النظر عن إنتماءاتهم الحالية والسابقة، أو أماكن تموضعهم اللاحقة، أنهم قادمون من مواقع معاناة المواطنين العاديين، وبعضهم كانوا ضمن حراكات 17 تشرين، أن لا يُحكِّموا سوى عقولهم النيِّرة، وضمائرهم الحيَّة في تقييم الشركاء الآخرين، سيما وأنهم يدركون الخطاب السياسي لكل شريك، ولمسوا الفوارق في التعاطي مع الناس في الإنتخابات، وأن هناك من يشتري النيابة بأموال الفساد والحرام، والبعض الآخر لديه جماهير تبصم له بدمائها ثقةً وتأييداً.
كلمة في النظام قبل الدخول الى المجلس الجديد:
لم يعرف لبنان أجواء انتخابات كالتي حصلت، سواء لجهة بعض الخطابات السياسية الذميمة، أم لجهة شراء الذمم، وبانتظار خروج الناس نهائياً من هذا الصخب، حيث ينتظرهم الداهم من الإستحقاقات المعيشية، نأمل أن يخرج النواب المُنتخبون من هذه الأجواء، لأن العمل من الداخل يؤسس لتفهُّم واقع الدولة التي باتوا ضمنها في مواقع المسؤولية، والجهد المخلص هو الذي يستجيب للحقوق المطلبية بديلاً عن الشارع، والأهم من كل ذلك، الإبتعاد عن شرائح سياسية كاذبة بتاريخها وسيرتها ومسيرتها، استخدمت ألسُن رمي الحرام على سلاح المقاومة في حملاتها، وهي تُدرِك أنه بمقدار ما هو مقدَّس في مواجهة عدوان الخارج، هو محرَّم في الداخل، بينما هُم، قد ألهبوا بتصرفاتهم الغير مسؤولة دواخل الناس وأمنهم من أجل مقعد نيابي بالزائد أو الناقص…