“أوم شنريكيو”.. سياسة وانقلابية بلبوس إنحطاطي
موقع إنباء الإخباري ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*
فجأة وبدون مقدمات، ألقت قوات الأمن الروسية، الثلاثاء الخامس من أذار/مارس، القبض في العاصمة الروسية موسكو، على عدد من أتباع جماعة عدائية ونشِطة هي “أوم شنريكيو”، وطالت الاعتقالات عناصر المنظمة في مدينة سانت بطرسبورغ التي هي العاصمة الاقتصادية الشمالية لروسيا.
فضائية “روسيا اليوم” أعلنت عن مداهمة أوكار الارهابيين اليابانيين في موسكو بعنوان فاقع ومدوٍ وخطير وذا دلالات عميقة وكبيرة هو: “القبض في روسيا على أتباع أخطر تنظيم إرهابي ياباني”.
وعن المنظمة الارهابية اليابانية يقول شريط الأخبار الروسية، وهو المصدر الأساسي للأحداث في روسيا، أن طائفة – منظمة “أوم شينريكيو” تأسـست بجهود المدعو شوكو أساهارا، سنة 1984، حيث أسـس أساهارا ساحة لليوغا في منطقة شيبوتا بطوكيو، تطورت لاحقاً لتتخذ شكل تنظيم ولتصبح واحدة من أعنف الطوائف الدينية – السياسية في تاريخ اليابان، بل انها شرعت بتصدير نفسها وأفكارها لخارج اليابان بخليط من الحجُج الدينية لعددٍ من الأديان!
“أوم شنريكيو”، تدّعي بأنها طائفة دينية يابانية – عالمية، وبأنها طائفة لا قومية، بل عابرة للحدود الوطنية والعالم كله، وتتصل بالسماوات بقنواتها الخاصة!، وهي منظمة غنية مالياً وتساند أعضاءها واصدقاءها إقتصادياً كأحدى وسائل الاستقطاب والهيمنة على العقول والقلوب. إلا أنها وبرغم ذلك، إشتهرت بصورة سلبية بعد حادثة إطلاق غاز سام في مترو طوكيو، في آذار/مارس1995، وتسبب الحادث بموت 12شخصاً وإصابة 54آخرين بإصابات جد خطيرة، أرادت المنظمة من خلاله التأكيد على دنو نهاية العالم!
منذ الشهر الماضي، تستمر قوات الأمن الروسي بملاحقة فلول هذه المنظمة التي حطّت رحالها فجأة وبدون مقدمات في روسيا وتوسعت فيها عمودياً وأفقياً، بعد عشرين سنة من حادثة المترو الياباني!، برغم أنها تصنّف دولياً وروسياً بكونها طائفة – منظمة إرهابية وعنفية وخطيرة، ذلك أنها ممنوعة في روسيا بقوة القانون منذ العام 1995، برغم أن عدد أتباعها يَصل إلى(30) ألف شخص في الفيديرالية الروسية وحدها! القوات الروسية تداهم أوكار عناصر المنظمة، وتصادر السلاح الذي بحوزتهم، لكونها وسلاحها ممنوعان في البلاد الروسية.
أضف الى ذلك، أن الأمن الروسي عَثر على وسائل متفجرة مختلفة الأشكال والأنواع لدى المجموعة، مما يكشف عن أنها ليست طائفة دينية أصلاً، لكنها في حقيقتها سياسية وعسكرية تتستر بالدين ومبادئه، فهدفها الاساس هو تجهيز الانقلابات العنفية الداخلية في روسيا، وفي غيرها من البلدان الاخرى التي لا ترضى بالتخلي عن أراضيها وسيادتها لغيرها، وبالدرجة الأولى لليابان التي يَحفل تاريخها بإستعمار أراضي الدول المجاورة لها (وهي حقيقة تاريخية مؤلمة)، وبالتالي فقد أفتضح أمر المنظمة على أنها جزء من إدارة وتوجيه سياسي عالمي يستهدف عدداً من البلدان والامم الكبيرة، فصار لزاماً حَلّها والبدء بعملية تفكيكها روسياً وعالمياً.
إن نشوء هذه المنظمة في اليابان يدلل على خطورتها، ذلك أنها ترث الإرث الاستعماري الطويل والعنفي لليابان بكل تفاصيله القتّالة المُستنكَرة، وهي تعتبر عملياً نتاج لهذه النهج الاستعماري الياباني، سيّما مطالب اليابان الدائمة والغير المنقطعة باستملاك أجزاء من روسيا والصين، وربما بأقسام جغرافية من أراضي دول أخرى، إذ يقول بعض المعلقين السياسيين وخبراء الاقتصاد والعلوم البشرية من يابانيين وأجانب، أن الجُزر اليابانية سوف تغرق بعد سنوات ما وأمام أعيننا ربما، لذا يتطلع مسؤلوون يابانيون الى أراضي دول اخرى لاستملاكها عنوةً، برغم أن ذلك غير قانوني في نص القانون الياباني، وفي القانونين الدولي والانساني.
الأسئلة التي تَطرح نفسها متلاحقة وبقوة هي، لماذا اختارت هذه المنظمة روسيا بالذات لتأسيس تنظيم لها في عدد من مدنها ومناطقها وجمهورياتها بعد فعلتها الارهابية في مترو اليابان، وتفعيل خيارها بمخالفة قوانين روسيا، وترهيب حكومتها وشعبها الروسيين، والسؤال الأهم بين جُملة الأسئلة، هو ما هي تلك المبادئ والديانة/ الديانات (!) التي يقوم عليها هذا التنظيم، ولماذا يَستغل أجواء الحريات والديمقراطية في روسيا للتغلغل فيها بإسم عيسى المسيح عليه السلام وبإسم بوذا، وغيرهما كذلك!..
لا نريد إجابة شافية من عناصر التنظيم نفسه، بل وأيضاً والى جانبهم يجب ان تأتينا من الحكومة اليابانية نفسها..
*مسؤول المطبوعات والنشر في رابطة القلميين الالكترونية مُحبي بوتين وروسيه في الاردن والعالم العربي.
المراجع المستخدمة:
1/ موقع فضائية روسيا اليوم العربية على الانترنت.
2/ موقع صوت روسيا /القديم والمتوقف/ على الارنتنت.
3/ 1/يوتيوب: إلقاء القبض على أتباع “أوم شنريكيو” المحظورة في موسكو
3/2/ https://www.youtube.com/watch?v=nmNzlqh78Uk
4/ الوكالة العربية السورية للانباء سانا.
5/اليوم السابع المصرية/ رئيس تحريرها . رئيس التحرير خالد صلاح.
6/ http://www.vesti.ru/doc.html?id=2739554
7/ http://mir24.tv/news/society/14182690
8/ http://www.sektoved.ru/enciclopedia.php?cat_id=38