أوضاع الأحزاب الاسرائيلية عشية الانتخابات، إدارة سيئة وأخطاء قاتلة والحسم في يد المترددين
حالة من التأرجح في نتائج استطلاعات الرأي التي تنظمها العديد من مراكز الاستطلاع في اسرائيل.
ونتائج هذه الاستطلاعات يسيطر عليها التذبذب بين الحزبين الكبيرين، وحالة التأرجح وميل كفة الميزان بين الليكود والمعسكر الصهيوني تختلف من اسبوع الى آخر، ومن المتوقع ان تستمر هذه الحالة حتى الساعات الاخيرة التي تفصلنا عن يوم الاقتراع في الـ 17 من اذار القادم.
أما بالنسبة للاحزاب الاخرى فان هناك حالة من التموضع والتمركز، فاحزاب بدأت المعركة الانتخابية بنتائج ملفتة في استطلاعات الرأي ، تراجعت لتعود الى حجمها الطبيعي ولم تستطع المحافظة على الهالة التي بدأت معها الحملة الانتخابية، وذلك لعدة اسباب من بينها الادارة السيئة والاخطاء القاتلة، كما حدث مع حزب البيت اليهودي الذي يتزعمه نفتالي بينت، الذي فشل في توسيع “دائرة المستهدفين” في حملة الحزب الانتخابية وفشل في ادخال نجوم جدد الى الحزب، عندما تم اسقاط محاولته لادخال نجم كرة قدم سابق من اصول شرقية الى لائحته للكنيست، وهو ما اعتبره مناصرو الحزب من الشرقيين اهانة لهم ومحاولة الترويج بأن “الصهيونية الدينية” تقتصر على “البشرة البيضاء” أو اليهود الغربيين.
كما أن هناك أحزابا ترفع راية العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، كحزب “كلنا” برئاسة الليكودي السابق موشيه كحلون، فشل في الحفاظ على المكانة التي بدأ بها ، حيث اعتبره البعض في البداية مفاجأة الانتخابات المقبلة في اسرائيل، لكن كحلون فشل في الترويج لخططه لمحاربة الفقر وغلاء المعيشة ، ولم يحافظ على “الهالة” التي بدأ بها الحملة الانتخابية، ليتراجع بشكل كبير في استطلاعات الرأي ويصبح في حالة من التنافس مع يائير لبيد زعيم “هناك مستقبل” الذي يرفع راية مشابهة لرايته في الانتخابات المقبلة. أما الاحزاب المتدينة قد تحافظ على حجمها في الانتخابات القادمة ، لكن استطلاعات الرأي تعكس انتكاسات مدوية ، كما هو الحال مع افيغدور ليبرمان وحزبه “اسرائيل بيتنا”. والواضح في نتائج الاستطلاعات أن أيا من المعسكرين اليمين أو اليسار في اسرائيل لم ينجح في اجتذاب أصوات من داخل المعسكر الاخر، وهذا يعني أن تنقل الاصوات واختلاف النسب لاحزاب اليمين واليسار، مرتبط بما يحدث داخل المعسكرين من تنافس بين الاحزاب القائمة فيه، وليس هناك حالة انتقال من معسكر الى آخر.
لكن هذه الاستطلاعات تشير ايضا الى شريحة مهمة من أصحاب حق الاقتراع الذين لم يحسموا امرهم حتى الان ولم يحددوا هوية الحزب الذي سيعطونه أصواتهم في الانتخابات. وهذه الشريحة تصل نسبتها حسب استطلاعات الرأي المختلفة الى ما يقارب الـ 29% ويتنافس عليها جميع الاحزاب من اليسار الى اليمين.