أوبك+ تمنح بايدن 86 ثانية في اليوم!
موقع الخنادق-
مريم السبلاني:
3 أسابيع قلِقة مرّت على الإدارة الأميركية. انتهت بجواب “مهين” على زيارة رئيسها للسعودية، حسب ما وصفته صحيفة رويترز نقلاً عن محللين بشؤون الطاقة. فعلى الرغم من “التنازل الكبير” الذي قام به الرئيس جو بايدن، أثناء مصافحته المغلقة لولي العهد، لم ينل إلا زيادة ضئيلة في الإنتاج لا تغطّي الطلب العالمي على النفط لمدة 86 ثانية فقط في اليوم الواحد.
أخيراً، قررت دول منظمة “أوبك+” عقب جلستها، الأربعاء، زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يومياً، في أيلول/سبتمبر المقبل. وبينما أكد المجتمعون أن “الانخفاض الشديد في الطاقات الإنتاجية الفائضة يستدعي استغلال هذه الطاقات بحذر شديد عند الاستجابة للاضطرابات الشديدة في الإمدادات”، قال محللون في ClearView أن “يبدو أن قرار اليوم لم يرق إلى مستوى الآمال”.
هذه الزيادة الصوريّة في الإنتاج، كانت ضمن حسابات محمد بن سلمان منذ ان حطّت طائرة بايدن في مطار جدة. لذلك كان إصراره على عدم إعطاء الأخير أي ضمانات فعلية وإحالة البت برفع مستوى الإنتاج إلى أوبك+، مدروساً، خاصة ان بن سلمان، لن يقدم على فعل ما يثير حفيظة روسيا، التي تستثمر ارتفاع أسعار النفط رداً على العقوبات المفروضة عليها.
زيادة لا تكفي لتغطية الطلب لمدة 86 ثانية في اليوم
يشير القرار إلى أن دول المنظمة تركّز بشكل أكبر على شبح انخفاض الطلب وسط تحذيرات الركود، أكثر من تركيزها على نداء بايدن لزيادة الإنتاج ومعالجة ارتفاع الأسعار، وفقًا لما قاله المحللون في ClearView Energy Partners LLC. والذين رأوا انه مع ارتفاع التضخم، ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بسرعة. وتاريخيًا، عندما يحدث هذا، تميل الاقتصادات إلى الركود.
تقول جوانا كودزيرسكا في مقال لها على موقع WNP.PL، بأن “الزيادة متواضعة وصغيرة للغاية مقارنة بتوقعات السوق الذي يعاني من عجز نفطي، خاصة بعد أن قطعت بعض الدول الإمدادات عن روسيا نتيجة العقوبات. كما يتسبب عجز سوق النفط في الارتفاع المستمر في أسعار البنزين والمنتجات البترولية”.
وتتابع كودزيرسكا: “قد تم تجاهل طلب بايدن بشكل واضح….لا يمكن للنمو الذي حددته أوبك+ أن يغطي الطلب العالمي على النفط لمدة 86 ثانية في اليوم فقط”. فيما اعتبرت ان هذا القرار “يعني أنه لا يوجد ما يمكن توقعه لخفض أسعار الوقود في المحطات”. في حين وصف المحلل لشؤون الطاقة في مجموعة أوراسيا الفكرية، رعد القادري، القرار بأنه “كبادرة سياسية، سيكون الأمر إهانة”. مؤكداً على ان”الزيادة كانت صغيرة جدًا بحيث لا معنى لها بشكل فعال”. ويترجم ما حصل بعد زيارة بايدن للسعودية بوصفه “إنه خطأ تقريبي في أحسن الأحوال”، لقد خاطبت الرياض على هذا النحو: “ها أنت ذا – لقد قدّمنا لك 100 ألف برميل يوميًا. الآن ابتعد عن ظهورنا”.
من الناحية السياسية، يبدو أن الزيادة الضئيلة في الإنتاج -التي تبلغ أقل من عُشر واحد في المئة من الطلب العالمي على النفط- وهي أصغر دفعة انتاج في تاريخ المنظمة، هي “ازدراء لبايدن” وفق توصيف الصحفي في نيويورك تايمز، جيني جروس.