أهل “السنة “، بين نموذجي نصر الله وأردوغان
استندت الحرب الدعائية ضد زعامة السيد حسن نصر الله على المستوى العربي (والمحلي اللبناني) الى ما حصل في العراق من حرب اهلية بين سنة وشيعة بعد الاحتلال الاميركي، واستغل الاعلام المعادي لحزب الله معطيات تاريخية ورواسب حقيقية في تراث الشعوب العربية والإسلامية لتعمل على استعادة اسوأ ما في الخطاب التكفيري الغابر من مفردات.
وقد أسهمت أحداث معينة في النجاح النسبي للحرب الدعائية ضد سماحة امين عام حزب الله، منها:
– قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري واستغلالها لإطلاق فعاليات اعلامية نفسية تحريضية مذهبيا توجهت الى استثارة ” أهل السنة” ضد القيادة السورية وضد حلفائها في لبنان وعلى رأسهم حزب الله، ثم توجيه الادلة التقنية بطريقة يمكن من خلالها توجيه الاتهام ضد عناصر من حزب الله.
– عملية السابع من أيار – مايو ٢٠٠٨ ضد مسلحي تيار المستقبل في العاصمة اللبنانية.
– انتقال الفتنة الاهلية ذات البعد التكفيري من العراق الى سورية.
وقد لعب الاعلام ” المتأمرك” على وتر المذهبية بشكل فج، عبر تبني الدعاية الوهابية التكفيرية خاصة، والطائفية المأجور عامة، زاعما وجود “خطر شيعي”. تمثله إيران وقوتها الصاعدة وحزب الله وانتصاراته ضد ” إسرائيل” على أهل السنة خاصة وعلى اللبنانيين والعرب عامة.
الحرب على سورية سهلت من العمليات الدعائية الاميركية ضده، وطفت الى السطح فعاليات حرب نفسية مارستها اجهزة امنية متخصصة، روجت الاشاعات الطائفية ضد سماحة السيد نصر الله بحيث اننا بتنا بالفعل امام حالة شاذة يصبح فيها العدو الإسرائيلي صديقا مقبولا عند البعض، والاخ والشريك عدوا ينبغي محاربته.
في مقابل صعود مشاعر الحقد والكراهية في الأوساط الشعبية الملتفة والمتأثرة بالدعاية السوداء ضد قيادة المقاومة اللبنانية وضد الشيعة عامة، صعد جماهيريا نجم ” رجب طيب أرد وغان ” بوصفه القائد الفعلي لما يسمى ” ربيعاً عربياً” قبل ان يتحول الربيع الأردوغاني إلى كوارث لم تتبين أحجامها للمضللين من شعوبنا حتى اللحظة.
فمن من الرجلين نصر أهل السنة ومن من الرجلين خذلهم؟
ومن منهم سخّر جهود الاف من شباب حزبه وأنصارهم لتحرير فلسطين وأهلها (السنة)؟
ومن منهم ضيّع جهود مئات الآلاف لا بل الملايين من شباب العرب على ثورات تحولت إلى مطية لأميركا؟
“فلسطين” بين أرد وغان والسيد نصر الله
تبنى السيد رجب طيب أردوغان كلاما ذو سقف مرتفع في السياسة فيما يخص القضية الفلسطينية، وكانت ذروة المؤشرات التي استخدمها دعائيا في العالم الإسلامي (والسني تحديدا) هي حادثة خروجه الشهيرة من ندوة سياسية شارك فيها الى جانب الرئيس الصهيوني شمعون بيريز في دافوس في التاسع والعشرين من يناير – كانون ثاني ٢٠٠٩.
ثم أتت حادثة الإعتداء الصهيوني على سفينة مرمرة فجر الواحد والثلاثين من أيار مايو ٢٠١٠، لترفع مع شعبية اردوغان حتى دعاه زعيم حزب الله بـ “الطيب” رجب طيب أردوغان.
وكانت سفينة مرمرة متوجهة مع سفن أخرى في إطار اسطول الحرية للتضامن مع المحاصرين من اهل قطاع غزة.
انتهت كل العراضات التركية ضد العدو الصهيوني إلى التالي:
– لم تتوقف العلاقة العسكرية والأمنية الإسرائيلية التركية ولو ليوم واحد على الرغم من تدهور العلاقات السياسية بين البلدين.
– بقي التبادل التجاري بين الكيان الصهيوني وتركيا عاليا وكذا التعاون التكنولوجي في التصنيع العسكري وفي التدريب وبقي كذلك التنسيق الأمني في اعلى مستوى.
– كسب رجب طيب أردوغان شعبية داخلية في تركيا وسط الإسلاميين بموقفه الاستعراضي من الإسرائيليين، وكذا حصل على شعبية واسعة جدا في العالم العربي على خلفية مواقفه حتى رأى فيه بعض الشارع العربي السني ” فاتحاً ” سلطانياً من طراز صلاح الدين، لكن هذا الفاتح المزعوم لم يقم بأي فعل عملي ضد الإسرائيليين إلا بالخطابة.
– بقيت غزة محاصرة حتى الساعة.
– بقيت قضية فلسطين قضية كلامية لأرد وغان وحزبه.
– لم يزود الأتراك حركة حماس التي تواليهم فكريا وتماثلهم تنظيميا وعقائديا لا بالمال ولا بالسلاح ولا بالتدريب ولا بالتأهيل. ولم يستلم مقاومي حماس ولو خرطوشة بندقية صيد فضلا عن صاروخ او قذيفة او عبوة أو أي نوع من أنواع الأسلحة من حلفائهم الاتراك.
– استلمت حماس وقيادتها من تركيا طلبات التهدئة والدعوة الى استمرار العمل ضد مطلقي الصواريخ على الكيان الصهيوني من قطاع غزة.
– أعيدت العلاقات السياسية بين الكيان الصهيوني وبين حكومة رجب طيب اردوغان الى سابق عهدها.
هذا ما سجله تاريخ العلاقات الأردوغانية الفلسطينية.
فماذا في سجل سماحة امين عام حزب الله عن العلاقة ما بين المقاومة اللبنانية وفلسطين التي لا شيعة فيها ولا متشيعون، وهي صافية خالصة لأهلها من ” أهل السنة ” مع اقلية من المسيحيين؟
– تبنى حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله سياسة ترى وتتصرف مع مقاومي فلسطين، بكل فئاتهم الحزبية، كما يتعامل مع مقاومي حزبه لناحية السلاح والتدريب والتخطيط والتكنولوجية والرصد والتعاون الاستخباري.
– دم حزب الله خيرة من قادته سجناء وأسرى لدى الصهاينة ولدى دول عربية منها الأردن ومصر أثناء قيامهم بتسهيل عمليات نقل الأسلحة الى فلسطين المحتلة.
– أعلن الصهاينة مرتين على الأقل ان قواتهم أوقفت سفنا تنقل أسلحة الى قطاع غزة، وأعلن الأردن مرة على الأقل (وكذا فعلت مصر) عن اعتقال مناضلين من حزب الله كانوا ينقلون الأسلحة الى الضفة الغربية.
– اعترف قادة حماس وقادة الجهاد الإسلامي ومحيطين بقيادة المقاومة التابعة لحركة فتح بأن مناضليهم تلقوا تدريبات وتلقوا خبرات وتلقوا أسلحة وأموالا من حزب الله ومن إيران. وان حماس وفصائل عديدة يتلقون حتى اللحظة دعما ماليا مستمرا لمؤسساتهم الاهلية من إيران ومن حزب الله.
– يعلن حزب الله دائما انه يرفض الاعتراف بإسرائيل ككيان غاصب في فلسطين المحتلة حتى لو اعترف بها العالم الإسلامي اجمع.
– يعلن حزب الله ان من أسباب وجوده كحزب وكمقاومة هو العمل على إزالة الكيان الصهيوني من فلسطين المحتلة.
– رفض حزب الله التخلي عن أي شبر من فلسطين في اي عملية سياسية لا تشمل عودة كل فلسطين الى اهلها.
– يعترف اردوغان وحزبه وحكومته بالكيان الصهيوني ويقرون بما يقره اتفاق أوسلو من هضم لحقوق الشعب الفلسطيني لصالح الصهاينة.
“العراق”، بين أردوغان والسيد نصر الله:
على الرغم من عدم مشاركة الاتراك في الحرب الأميركية على العراق إلا ان الاستخبارات التركية شاركت في تلك الحرب وسعت الى تدعيم المساعي الأميركية التي سبقت الاحتلال ومهدت له سواء على الصعيد الاستخباراتي او السياسي أو المعلوماتي.
– حزب الله لم يفعل بل دعا قائده في فبراير – شباط ٢٠٠٣ الى عقد مؤتمر يشارك فيه كل من صدام حسين وأركان نظامه مع المعارضة العراقية في الخارج والداخل، مؤتمر ينتج حوار هدفه الوصول الى اتفاق شبيه باتفاق الطائف بين اللبنانيين. وذلك لتدارك اخطار الاحتلال الأميركي على العراق.
– وقع الاحتلال فوقف حزب الله خلف بعض من اشد المقاومين العراقيين فعالية ضد الاحتلال الأميركي، بينما عملت المخابرات والحكومة التركية على دعم الوجود الأميركي وعلى تثبيته وعلى الاستفادة مقابل ذلك من الفرص الاقتصادية التي وفرها الاحتلال الأميركي لحلفائه ومنهم تركيا من مال العراقيين وعلى حسابهم.
– اعتقلت القوات الأميركية مقاومين من حزب الله في العراق بتهمة تدريب المقاومين واعتقلت قوات الامن العراقية ضباطا أتراك جرى إطلاق سراحهم بضغط أميركي وكان الأتراك يمارسون اعمالا امنية ضد شعب العراقي سعيا لفتنة تخدم الاحتلال وتشعل حربا بين السنة والشيعة.
– سعت تركيا الى المساهمة في تسعير الانقسام العراقي – العراقي متبنية قضية غير مطروحة في العراق سابقا وهي ” حقوق الأقلية التركمانية” والتي ينتمي اغلب المنتسبين اليها مذهبيا الى الشيعة.
– حزب الله لم يعمل على دعم أي طرف طائفي بل ان علاقته بشيعة العراق تأثرت سلبا بسبب دعوة زعيمه الى مصالحة صدام حسين. وقد دعا حزب الله العراقيين وعمل معهم، سنة وشيعة، لتحقيق وحدة فعلية في وجه الاحتلال الأميركي.
“سورية”، بين أردوغان والسيد نصر الله:
يأخذ ارباب الدعاية المعادية للمقاومة اللبنانية على قيادتها تورطها في القتال ضد التكفيريين في سورية، في حين يتدافع عشرات الاف التكفيريين من مختلف بلدان العالم للقتال الى جانب التكفيريين السوريين، سواء في داعش او في النصرة او الى جانب تكفيريين يطلقون على أنفسهم اسم “الجبهة الإسلامية “.
علما بأن الاتراك يقاتلون بالفعل المباشر أو بواسطة ميليشاوية ضد الشعب السوري باسم مقاتلة النظام، وباسم دعم حقوق الشعب السوري.
فهل قتال حزب الله الى جانب الجيش السوري هو قتال ضد ” أهل السنة “ام القتال التركي الى جانب التكفيريين هو أحد أسباب الكارثة التي حلت بسورية وباهلها وخاصة بأهلها من ” أهل السنة ” ؟؟
فماذا فعل حزب الله في سورية؟
– هل تدخل لصالحة فئة ام لصالح الشعبين اللبناني والسوري، ولصالح غالبية من أهل ” السنة والجماعة” بقيت على ولائها للسلطات ولم تتخلى عنها ولولاها ولولا الجنود والجماهير والعلماء الدينيين من “اهل السنة” لما بقي الرئيس بشار الأسد وجيشه وسلطاته صامدون في وجه الحرب العالمية عليهم.
– هل يُنكر عاقل ان ولاء أهالي حلب كان ولا يزال، في غالبية منهم، لرئيس سورية؟ وهل خرجت تظاهرات معتبرة وكبيرة في كبرى المدن ذات الغالبية السنية؟
– هل شاهدنا تظاهرات تأييد للمعارضة في حلب وفي دمشق وكلتاهما تضمان نصف سكان سورية؟
– هل يقاتل حزب الله في سورية ضد التكفيريين للدفاع عن الشيعة في حارم التي قتل التكفيريين من أهلها المئات، واسروا مئات آخرين جعلوا منهم النساء جواري والابناء عبيدا والرجال طعما للسكاكين، وكلهم من اهل السنة والجماعة؟
– وهل دخول التكفيريين الى دمشق بدعم تركي كبير لوجستيا وتسليحا وتوجيها وتخطيطا، حيث الأغلبية سنية كان في مصلحة اهل السنة أو في سبيل تدمير المدينة فوق رؤوس أهلها كما حصل في حلب وحمص ودير الزور؟
– هل حزب الله ام تركيا التي جعلت من أهالي الرقة أسرى عند التكفيريين – فرع داعش؟؟
– هل حزب الله ام الأتراك من نهب وسرق واشترى من السارقين بسعر بخس ما كان درة تاج الصناعة السورية في حلب التي خسرت عشرة الاف مصنع من مصانعها التي يملكها ” سنة ” من أهلها على يد الغدر التركي؟
فور بدء الاحداث التي أدت الى الكارثة في سورية عمل سماحة السيد نصر الله وحزبه المقاوم على التواصل مع قادة من المعارضين السوريين داعين إياهم الى طرح مشروع للمصالحة الوطنية، يتولون هم عرضه على القيادة السورية. وقد حصلت اتصالات واجتماعات مباشرة أحيانا، وعبر شخصيات شريفة من حركة حماس، وعبر شخصيات مصرية مقربة من قيادة الاخوان المسلمين المصريين، ولم تسفر تلك المحاولات عن شيء واقعي يحفظ لسورية أمنها واستقرارها ووحدة شعبها وسلامة ابنائها، نتيجة عرقلة تركيا لكل محاولات التوافق والمصالحة.
وقد استمرت الجهود التي كان يبذلها حزب الله بسرية وبغير اعلان الى ان وصلت في مرحلة من المراحل الى الاتفاق على خطوات عملية وافق عليها الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن من لم يوافق عليها هم داعمي الحراك المسلح من قادة تركيا الذين اسكرتهم فكرة نشوء امبراطورية اخوانية من طنجة الى هرمز تقودها إسطنبول، ولو أدى ذلك الى تدمير سورية والى تشريد الملايين من أهلها السنة خاصة.
وفي حين كانت مساعي سماحة السيد حسن نصر الله تصب في إطار الجهود لتحقيق مصالحة بين من لديهم الصدق في المطالبة بإصلاحات وطنية في سورية وبين سلطات سورية الرسمية، كانت تركيا قد فتحت أراضيها وموانئها وحدودها امام تدفق المقاتلين التكفيريين العرب والأجانب الى سورية، فكل بلاء أهل السنة والجماعة السوريين على يد التكفيريين الشيشان والافغان والليبيين والعراقيين والسعوديين حصل لأن رجب أرد وغان سهل عمليات دخول هؤلاء الى مدن وقرى سورية الامنة.
لا بل ان الصواريخ التي تقتل اهالي حلب وأدلب هي صواريخ وقذائف مصنعة في تركيا.
مسألة السابع من أيار وقمع الفتنة
إن فكرة القيام بعمل عسكري في شوارع العاصمة بيروت من قبل المقاومة ليست فكرة مجيدة، لكن يوم السابع من أيار ٢٠٠٨ هو يوم الألم الذي جعل شوارع بيروت ومدن وقرى لبنان تتألم معنويا على ما حصل ولا تلاقي ما لاقته حلب وحمص ودير الزور والقلمون من تدمير الفتنة للحجر وقتلا للبشر.
لأن عدم القيام بتلك العملية العسكرية التي شنتها المقاومة ضد مسلحين تابعين لتيار المستقبل كان سيؤدي الى حرب أهلية كتلك التي تحصل في سورية الان، وكانت ستؤدي الى تدمير بيروت والى مقتل مئات الاف الشيعة والسنة في اقتتال عبثي. فكان يوم السابع من أيار يوم قمع الفتنة.
وقد اثبت حزب الله وعيه الكبير وتعاليه الأكبر حين سحب مقاتليه فور انتهاء العملية وأعاد لتيار المستقبل نفوذه على شوارع يقطنها أنصاره وعادت تلك الاحياء كما كانت سابقا مرتعا لأنصار تيار المستقبل، ولكن دون نية ولا قدرة على شن حرب فتنوية باسم ” الشهيد رفيق الحريري”. فأين تركيا من تلك الفتنة واي عبرة لأهل السنة والجماعة في لبنان من مدعي الحرص عليهم “رجب طيب أردوغان “؟
أين مكمن الدرس الذي يمكن ان يتعلم منه أهل السُنة في لبنان؟
بتاريخ الثامن والعشرين من اذار – مارس ٢٠١٤ كشفت وسائل اعلام تركية عن تسريب لتسجيل اعترف بصحته وزير الخارجية أحمد داوود اوغلو، وفي التسجيل حديث بين أركان من مجلس الامن القومي التركي وبينهم رئيس المخابرات حقان فيدان ووزير الخارجية ورئيس الأركان وسياسي من مساعدي رئيس الحكومة التركية.
وفي التفاصيل ان الاجتماع كان لترتيب مؤامرة كان سيسقط بنتيجتها قتلى اتراك بتدبير من حكومة أردوغان وذلك لخلق اعذار للقوات التركية لدخول سورية.
هل ما فضحته التسجيلات التركية شبيه بما فعلته اميركا وعملائها بقضية اتهام عناصر من حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
سؤال على كل سُني وسُنية من الموالين للرئيس الراحل أن يسألوه لأنفسهم.
لماذا؟
لأن ما تحقق من أهداف لمصلحة إسرائيل وأميركا باغتيال الرئيس رفيق الحريري يجعل من الأقرب للتصديق ان عملية الاغتيال هي مؤامرة إسرائيلية أميركية، فما أدى اليه اغتيال الرئيس الراحل من تطورات سياسية وشعبية صب كله في غير مصلحة المقاومة. بل أن كل ما تحقق لا يخدم سوى إسرائيل.
الواقعة التي كشفها التسجيل الذي نشرته جهات تركية قبل فترة يثبت باعتراف حكومة تركيا ان ” السُني” رجب طيب أرد وغان وافق على قتل ” سُنة” أتراك إن كان في الأمر مصلحة سياسية لحكمه.
فهل مصلحة أردوغان تحلل له قتل مسلمين اتراك ومصلحة إسرائيل تمنعها من اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟؟
هدف إسرائيل وأميركا بعد حرب ٢٠٠٦ ماذا كان؟
١-الغاء التأثير المعنوي والمادي لقوة حزب الله العسكرية المدعوم من إيران وسورية على الوضع في فلسطين وخاصة على موازين القوى مع حماس والجهاد.
٢-الغاء النموذج المقاتل والمنتصر لحزب الله وإلغاء النموذج القيادي الشعبي للسيد نصر الله من عقل ووجدان الشعب العربي لأن مثل ذلك النموذج كان قادرا على التأثير سلبا ضد مصالح الحكام العملاء والاستعماريين الاميركيين والمحتلين الإسرائيليين.
بكل بساطة وبكل عفوية أيها السني اللبناني (السني السوري ضمنا) الموالي للخط المعادي لسورية ولحزب الله:
١- إذا كانت تركية وهي دولة نامية من العالم الثالث قد كلفت مجلس امنها القومي لبحث كيفية اختلاق اعذار لقواتها لتعتدي على سورية عسكريا وذلك بالطلب من مخابراتها تنفيذ عمليات ضد تركيا من الأراضي السورية (….) فهل اميركا وإسرائيل اقل اجراما؟
ولما لا تصدق ان الاسرائيل والأميركي فكرا بقتل الرئيس الحريري لتحقيق ما تحقق من فتن وهل من الممكن القول ان العقل الشيطاني هذا موجود في إسرائيل وفي اميركا بشكل أكبر؟
٢-إذا كانت تركية مستعدة للتضحية بجنودها وضباطها بقتلهم وربما سعت الى قتل مدنيين اتراك في عملية مدبرة من قبل استخباراتها وبترتيب وامر من رئيس وزرائها، فهل يمكن القول ان إسرائيل وأميركا لن تتورعا عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتدبير امر هو أكثر أهمية واستراتيجية لهما؟
٣-إذا كانت تركيا وهي بلد يحكمه قائد حزب إسلامي تفكر بطريقة إجرامية هكذا، فكيف تفكر اميركا وإسرائيل اللتان يحكمهما حزب الشياطين؟
٤-قررت تركيا قتل اتراك لتخلق أسبابا لتدخل الى سورية عسكريا وذلك عبر مجلس امنها القومي فكيف تفكر إسرائيل بكل مقرميها وكيف تفكر اميركا بكل جلاديها من قتلة الشعوب في العراق وفي الصومال وأفغانستان؟
وكالة أنباء آسيا – خضر عواركة