أميركا و إسرائيل و حافة الهاوية
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
برزت مجموعة من المؤشرات السياسية و الميدانية في الأيام القليلة الماضية تدل على وجود خطة اميركية إسرائيلية لتوليد مناخ تصادمي و مشحون داخل البلاد بالتزامن مع تصعيد الضغوط الخليجية الاقتصادية و السياسية و الأمنية على السلطات اللبنانية بهدف النيل من المقاومة بأي ثمن .
اولا التصعيد الخليجي سياسيا و إعلاميا ضد لبنان ليس معزولا عن حملة جديدة في إطار الحرب على سورية و التهديدات التي وجهت للرعايا اللبنانيين تعبر عن سعي حكومات الخليج للمزيد من توريط لبنان في الأعمال العدائية التي تستهدف سورية و يأتي ذلك على الرغم من خضوع مسؤولين لبنانيين للطلبات الخليجية منذ عامين حتى اليوم عبر تقديم الحماية لشبكات تهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سورية و إيواء تجمعات كبيرة من الإرهابيين السوريين ومتعددي الجنسيات ومن خلال منع بعض كبار المسؤولين لمحاسبة الوسائل الإعلامية المتورطة في التحريض على العنف الطائفي في سورية و في لبنان بناء على توصيات شيوخ و امراء تبلغها المسؤولون مباشرة وعلى الرغم من تقديم السلطات اللبنانية الحماية والتغطية لمسؤولين امنيين رسميين يقيمون علاقات مع اجهزة خليجية و اجنبية تدير عمليات امنية مشبوهة داخل سورية و آخر ما تكشف وجود قوة الاغتيالات والتخريب الأميركية ” دلتا فورس ” في لبنان لشن هجمات عبر الحدود الشرقية والشمالية.
ثانيا ليس من الصدفة ان يدعو مركز جينسا اليهودي للأمن القومي في الولايات المتحدة إلى سحب اليونيفيل و إلغاء تفويضها في مجلس الأمن الدولي تحت شعار تحرير الحكومة الفرنسية من مخاوفها على سلامة جنودها لتحقيق الاختراق المنشود داخل الاتحاد الأوروبي بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب سندا للملف البلغاري الذي اتقنت تصنيعه المخابرات الأميركية و الإسرائيلية كما قال زعماء المعارضة في صوفيا، فهذا المؤشر يدل على وجهة التصعيد الأميركي الإسرائيلي الهادف لتوسيع مسرح العمليات و فتح الأبواب على مصراعيها امام التدخل الإسرائيلي المباشر في سورية و في لبنان إذا سنحت الفرصة مع التلويح بجهوزية إسرائيل لمغامرة عسكرية شاملة في المنطقة تهدف إلى إدراج المقاومة و سلاحها و علاقتها بسورية على طاولة التفاوض الروسي الأميركي المرتقب و هذا هو لب الاستثمار الصهيوني في الملف السوري عدا عن سعي إسرائيلي محموم للفصل بين حدود فلسطين المحتلة و القوة الإيرانية الصاعدة التي يوشك ان يظهر الاعتراف النهائي بقيامها عبر مسار المفاوضات الإيرانية الدولية و هو امر يبدو أشد إلحاحا في عواصم الخليج و في تل أبيب مع الأخبار التي رشحت من كازاخستان حيث قاربت نتائج المباحثات تكريس الاعتراف الأميركي بشرعية البرنامج النووي السلمي الإيراني .
ثالثا تتحرك الأدوات الأميركية والخليجية للعبث بالاستقرار اللبناني الحكومي و الأمني من خلال الضغوط و التهديدات وعبر تنظيم حملات التحريض السياسي و الإعلامي المسعورة ضد حزب الله وعبر تنشيط جماعات التكفير المحلية والوافدة على امتداد جغرافية الاحتكاك والاستفزاز المذهبي رغم فاعلية ضبط النفس الحازم في العديد من المواقع و بتناغم الشركاء في تحالف 8 آذار و يقوم المتورطون بتوظيف تغطيات رسمية امنية وحكومية احيانا أو باستغلال رخاومة مزمنة في سلوك العديد من المسؤولين الذي يقدمون الترضيات و المسايرات على الواجبات القانونية و الدستورية .
إنها لعبة حافة الهاوية مجددا ضد لبنان و المقاومة اللبنانية و الضالعون فيها من حكومات عربية و اجنبية ومعهم أطراف وقوى لبنانية يستبيحون كل المحرمات الاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية وموضوع الانتخابات ليس في كل ما يدور سوى تفصيل بسيط من تعبيرات هذا المشهد !