أمريكا في مأزق.. عندما تنتصر إرادة حزب الله على العنجهية الأمريكية
صحيفة الوفاق الإيرانية:
في ظل ردود الفعل العالمية على وصول قوافل النفط الإيراني إلى لبنان، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً تحت عنوان “بالفيول الإيراني، يتقدم حزب الله حيث فشلت الحكومة اللبنانية “.
ففي الوقت الذي تتعرض من خلاله لبنان لواحد من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث، تدخل حزب الله الوطني، حيث فشلت الحكومة اللبنانية وداعموها الغربيون. و تم نقل أكثر من مليون ليتر من وقود الديزل الإيراني عبر سوريا إلى لبنان الذي يعاني من الشلل تقريباً بسبب نقص الوقود. وبهذه الطريقة يكون حزب الله قد حقق فوزاً سياسياً على الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة في العالم التي تفرض حصاراً اقتصادياً مطبقاً على لبنان و على العديد من الدول الأخرى في ظل ظروف صعبة. حيث أدت أزمة الوقود إلى مواجهة من نوع ما بين حزب الله وحلفائه والولايات المتحدة حول ما يمكن فعله كخطوة اسعافية لتخفيف معاناة الناس، وهي منافسة فاز بها حزب الله.
قوافل الوعد الصادق و كسر الاستكبار الأمريكي
كانت كل خطوة تقريبًا في رحلة الوقود تمثل تحديا للولايات المتحدة الأمريكية و أضلاعها في المنطقة، التي فرضت عقوبات على شراء النفط الإيراني والحكومة السورية وحزب الله والشركات المرتبطة بحزب الله والتي ستوزع الوقود داخل لبنان. واصطف اللبنانيون على الطرقات في شمال شرق لبنان مع وصول عشرات الشاحنات. ولوحوا بأعلام حزب الله ووزعوا الحلوى وغنوا الأناشيد البطولية وأطلقوا الألعاب النارية في الهواء احتفالاً. سلطت عملية تسليم الوقود – التي قال مسؤول في حزب الله إنها الدفعة الأولى التي تضم أكثر من 13 مليون ليتر – الضوء على خطورة الأزمة اللبنانية، فضلاً عن فشل الحكومة في معالجتها. و من الواضح أن هذه الخطوة الجريئة التي قام بها حزب الله و حلفاؤه تنتهك العقوبات الأمريكية.
وصل الوقود في الوقت الذي يعاني فيه لبنان كما وصفه البنك الدولي بأسوأ انهيار اقتصادي في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر حيث فقدت العملة الوطنية اللبنانية 90 في المئة من قيمتها و سلط وصول قوافل الوقود على فشل الدولة اللبنانية في إدارة الأزمة. ولم يدلِ رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي شكل حكومة جديدة مؤخراً وتعهد بالعمل على تهدئة مشاكل البلاد، بأي تصريح علني بشأن شحنة الوقود وكذلك السلطات المشرفة على الحدود.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، إن الوقود دفع ثمنه رجال أعمال لبنانيون لم يكشف عن أسمائهم، وأن معظمه سيتم التبرع به لمؤسسات تشمل المستشفيات الحكومية ودور رعاية المسنين ودور الأيتام والصليب الأحمر اللبناني والمنظمات العاملة في توزيع المياه. و أضاف وقال إنه سيتم بيع الوقود بسعر مخفض للمستشفيات الخاصة ومصانع الأدوية والمخابز ومحلات السوبر ماركت وشركات الكهرباء الخاصة. وقال السيد نصرالله “هدفنا ليس التجارة أو الربح”. “هدفنا هو تخفيف معاناة الناس”.
تم ذلك في الوقت الذي تظهر الولايات المتحدة الأمريكية على انها أكبر مانح للمساعدات الانسانية في لبنان لكن حزب الله صور وصول القافلة بعبارات بطولية كسرت الحصار الأمريكي، في السياق ذاته و بعد كلمة السيد حسن نصرالله قالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان بأنها تعمل على وضع خطة للمساعدة في حل أزمة الطاقة في لبنان كل ذلك بهدف الحفاظ على ماء وجه أمريكا امام العالم في الوقت الذي تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الحصار الذي تفرضه مسؤولية الأزمة الاقتصادية في البلاد.
ترحيب شعبي بكسر الحصار الأمريكي
قال وزير الأشغال اللبناني علي حمية في حديث تلفزيوني إن قرار استيراد المازوت سيادي مبني على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان، مشددًا على أن الحصار الامريكي على لبنان كسر وبات وراءنا. ومن جهته أكد وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم أن دخول الصهاريج المحمّلة بالمازوت الإيراني إلى لبنان هو عمل استراتيجي يكرس معادلة الإقتدار. و قال بيرم أن لبنان كسر بقوافل الصهاريج المحمّلة بالمازوت الإيراني حصارًا تاريخًا ظالمًا لم تقدر على كسره الدول.وتوجه رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب بالشكر الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد وصول صهاريج المازوت من سوريا، وقال : شكراً سماحة السيد لكسرك الحصار عن شعبنا . وشكراً لكسرك الحواجز بين لبنان وسوريا . حتماً لبنان المستفيد الأول من عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى طبيعتها . من جانبه، إمام مسجد الغفران في صيدا جنوب لبنان الشيخ حسام العيلاني رأى أن وصول قافلة الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الى لبنان هو انتصار جديد للمقاومة على العدو الصهيوني الذي ثبت للجميع أنه اجبن من أن يفكر بضرب هذه القافلة لأنه يعلم جيدًا تحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أطلقه عند اعلانه عن البواخر الإيرانية وكيف سيتعاطى مع اي عمل عدواني قد يطالها، مما يعني أن العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة، وما نراه اليوم هو ثمرة وجود هذه المقاومة التي كسرت القرار الأميركي. وأضاف إن ما رأيناه اليوم يدفعنا للتمسك أكثر بالمقاومة وعدم التفريط بسلاحها. ووصف النائب العميد الوليد سكرية قرار السيد نصرالله بأنه بداية معركة التحرير الثالث، لتصويب نظام الاقتصاد اللبناني القائم على امتيازات الاحتكار، والارتهان لسياسات الغرب”، مؤكدا أنها “بداية إيجاد البدائل التي تؤمن للشعب اللبناني بشرائحه كافة العدالة الاجتماعية. ورأى أن دخول النفط الايراني إلى لبنان وحل أزمة الوقود أسقطت استراتيجية الحرب الذكية الأميركية، وأجبرتها على المسارعة في طرح حلول خاصة لأزمة الكهرباء بالسماح بنقل الغاز المصري عبر الاردن وسوريا التي سبق للادارة الأميركية أن وضعتها تحت عقوبات قانون قيصر.
خلاصة الكلام، لم تستطع الولايات المتحدة أن تقف بوجه خطوة حزب الله، ذلك لأنها وقعت بمأزق التعامل مع الموضوع، و اثبت هذا التحدي الكبير الذي تبناه سيد المقاومة وامين عام حزب الله لبنان السيد حسن نصرالله، حرص النهج المقاوم وخطه وسيده على مصلحة لبنان، وعلى حل ليس فقط ازمة الوقود في هذا البلد، بل كل الازمات المفروضة على لبنان، حيث جاءت قافلة الوعد الصادق لتعبر فوق رفاة أحلام الاميركان والصهاينة والاعراب الذين جهدوا انفسهم لافقار وتجويع لبنان وشعبه وبلدان عربية اخرى منها العراق وسوريا واليمن سبقه فرض عقود متمادية من الحصار الاميركي ضد ايران لمنعها من مواساة ومساعدة الدول التي تنشد الحرية والاستقلال والسلام في المنطقة.