أمريكا.. القاتِــلُ والمحاصِــر
صحيفة المسيرة اليمنية-
هلال الجشاري:
بكُلِّ معاني الإجرام والوقاحة ترفُضُ أمريكا مطالبَ صنعاءَ بصرف مرتبات اليمنيين من الثروات المنهوبة من قبل تحالف العدوان، وكما رفضت مطلبَ رفع الحصار على موانئ الحديدة، ورفضت مطالبَ اليمن برفع الحظر الجوي على مطار صنعاء، ليس هذا فحسب فقد اعتبرتها “شروطاً مستحيلةً”، وهذا إجحافٌ بحق شعبٍ بأكمله جريمتُه الوحيدةُ أنه يدافعُ عن نفسه وعرضه وأرضه وسط صمت دولي مطبق ودعم للقاتل على حساب القتيل، وهذا ليس بغريبٍ ولا بجديدٍ على السياسة الأمريكية التي تقتُل، وتجوّع، وتحاصر وتمول كُـلّ الإرهاب والعدوان العالمي ثم ترمي باللائمة على الضحية!
فلو بحثنا في كُـلّ جريمة أَو مجزرة أَو عمل إرهابي في العالم، ونوع ومنشأ السلاح الذي يقتل الأبرياء في اليمن ودول المنطقة لوجدنا أن الصناعةَ أمريكية والمنفذ دولة حليفة لها أَو جماعة متطرفة تدعمها، وها هو المبعوثُ الأمريكي تيم ليندركينغ يصف مطالب صنعاء بحقوق الشعب اليمني المشروعة بـ “الشروط المستحيلة” مهدّداً بتصعيد الحرب على اليمنيين قائلاً: “هناك خياران إما العودة إلى الحرب أَو تمديد وتوسيع الهُــدنة“.. فهل رأيتم وقاحة أعظمَ من هذه؟! حتى تعتبر الإدارة الأمريكية إنهاء الحصار وفتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء وصرف المرتبات للموظفين من موارد اليمن التي ينهبها التحالف الذي تقودُه أمريكا مطالبَ مستحيلة وكأن أمريكا قد نصّبت نفسها وصيةً على اليمنيين تحدّد مصيرَهم ومستقبلهم.
الموقف الأمريكي العدواني الواضح الاستفزازي على الشعب اليمني يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لاستمرار الحرب والحصار على الشعب اليمني وتريد فرض هُــدنة لا تلبي الحد الأدنى من حقوق اليمنيين الأَسَاسية التي تتضمن صرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز اليمني التي تذهبُ إلى بنوك وحسابات دول العدوان.
العدوان الأمريكي بعد أن فشل عسكريًّا طوال السبع السنوات الماضية انتهج أُسلُـوبَ التجويع والإماتة الشاملة كأُسلُـوب حرب ضد ملايين المدنيين، ولكن هذه الأساليب ستفشل كما فشلت كُـلّ أساليبهم القذرة الأُخرى فمنذ اليوم الأول كانت أمريكا وما زالت هي من تديرُ العدوان والحصار على الشعب اليمني وهي من تسلح وتدير عملياته الإجرامية التي قتلت الآلاف من اليمنيين الأطفال والنساء والشيوخ وهي الآن من تدير الحصار والتجويع كحرب إبادة ضد الشعب اليمني.
هذا وغيره يجعلنا أكثرَ وعياً وإدراكاً بحجمِ المخطّطات والمؤامرات التي تحاك من حولنا فما يخيفُ أمريكا وكلّ دول العدوان هو أن اليمن بعد الحرب سيكون دولةً وقوةً فائقة الاقتدار مدركين كيف صار وضعُ اليمن بغضون سبع سنوات من العدوان والحصار المُستمرّ وكذلك وهو الأهم خوفُهم من اليمن مستقبلًا في ظل وجود قائد استثنائي وأمة واعية وانتصار في حرب كونية.
إنَّ الشعب اليمني لضمان حقه في الحياة واستقلاله وحفظ كرامته وحريته سيدافع ويواجه ويصُدُّ المعتدين مهما تكبّروا وتآمروا ومهما كانت إمْكَاناتهم وأساليبهم العدوانية ومهما كان إجرامهم فصمودُ وانتصارُ الشعب اليمني الأُسطوري الذي أذهل العالم منذُ بداية العدوان لدليلٌ قاطعٌ على أنه لن يخضع وما لم تحقّقه دول العدوان في 7 سنوات لن تحقّقَه حتى في مئة عام وَلا خيار أمامهم سوى الذل والهزيمة ولا خيار أمام اليمن إلا الانتصار.