ألعاب سوتشي: روسيا امام التحدي الامني الاكبر

قبل اقل من شهر على بدء الدورة 22 من الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة “سوتشي بروسيا اشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حفل تسلم أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد إن روسيا تبذل ما بوسعها ليغدو أولمبياد سوتشي فرحاً لجميع عشاق الرياضة.
وقال بوتين أن بلاده تفعل كل ما بوسعها لتكون دورة الألعاب هذا العام عيداُ يثلج صدور عشاق الرياضة كافة في العالم.
مضيفاً “ننتظر مشاركة أكثر من 6 آلاف رياضي من 85 بلدا من بلدان العالم وحضور مئات آلاف من المشاهجين. وقال بوتين سنفعل كل ما في وسعنا ليكون هذا الأولمبياد عيدا باهرا لمواطني بلادنا وعشاق الرياضة كافة في العالم”.
ولفت بوتين إلى أن المشاركين في أولمبياد سوتشي يستطيعون للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية أن يدخلوا روسيا التي تستضيف هذا الأولمبياد بدون تأشيرة دخول.
وأكد أن أولمبياد سوتشي لن يشهد أي تمييز ضد أي مشارك.
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه يشجع اللاعبين الروس ولكنه يتمنى النجاح لجميع المشاركين.
وعبر بوتين عن اعتقاده بأن “الأولمبياد سيساعد في تقريب الشعوب وتعزيز وتوطيد الصداقة والثقة والشراكة في العالم “.
وقد وضعت هجمات فولغوغراد الأخيرة روسيا مجددا أمام تحدي “الأرامل السود” وهن فتيات في مقتبل العمر احترفن تنفيذ العمليات الانتحارية وتدربن على فنون القتال واستعمال الأسلحة الخفيفة وتفجير الأحزمة الناسفة.
وغالبية هؤلاء الفتيات ممن فقدن أزواجهن أو أقاربهن خلال المواجهات مع الجيش الروسي في الشيشان وداغستان، وقررن الانضمام إلى قائمة الانتحاريات بهدف الانتقام، وقد كان حضورهن واضحا خلال عمليات “مسرح دوبروفكا” و”مدرسة بيسلان” وغيرها من العمليات التي نفذت في روسيا وأوقعت أعدادا كبيرة من القتلى.

و حذرت الاستخبارات البريطانية من أن الرياضيين والمشجعيين البريطانيين سيكونوا هدفًا لزعيم المسلحين في بلاد القوقاز ( دوكو عمروف )، الذي يلقب ببن لادن روسيا، خلال أولمبياد ألعاب سوتشي.
وذكرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية ، أن التقرير الذي وضعته أجهزة مكافحة الإرهاب الكندية بالإشتراك مع المخابرات البريطانية يؤكد على أن دوكو عمروف (49 عاما) يمثل أكبر تهديد لأولمبياد سوتشي، حيث تبين من الوثيقة التي حذف منها الكثير أن عمروف يرى أن الأهداف الأمريكية والبريطانية مشروع الحرب ضدها، وأنه ينبغى استغلال الأولمبياد، التي وصفها بـ”الشيطانية”، للقيام بعدة عمليات ضد الأمريكيين والبريطانين المشاركين فيها.
وأوضح التقرير أن عمروف يعتبر من أكبر المشجعين لأيدولوجيات القاعدة الداعية للجهاد للعالمي، لافتا إلى أنه مازال من غير المعروف عدد الخلايا النائمة التي ستحذوا حذوه في الفترة القادمة، خاصة وأن قادة “إمارات القوقاز” تم القضاء عليهم من أجهزة مكافحة الإرهاب الروسية، والتي يجرى لها الآن عملية إحلال وتجديد بالاستعاضة بمقاتلين أقل سنا وخبرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخابرات البريطانية عاودت العمل من جديد مع المخابرات الروسية بعد توقف دام ما يقرب من حوالي 8 سنوات من أجل التحضير إلى ما قبل أولمبياد سوتشي لهذا الشأن.
وجدير بالذكر أن عمروف أعلن مسئوليته عن سلسلة التفجيرات الانتحارية الأخيرة في موسكو، وأمر جماعته بالقيام بكل ما يلزم لتخريب وإفشال دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي فبراير المقبل.

و عمروف، هو أبرز الرجال المطلوبين في روسيا، ويقود تنظيم “إمارة القوقاز” وهي حركة متشددة ولدت من رحم حربي الاستقلال في الشيشان ومدرجة على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية.
قال عمروف في شريطه إن السلطات الروسية “تريد تنظيم الألعاب الأوليمبية فوق رفات العديد من المسلمين المدفونين على أرضنا بطول البحر الأسود. يجب ان نمنع ذلك بجميع الوسائل الممكنة “.
في رسالته، المصورة من داخل غابة، دعا عمروف أنصاره “في كل أنحاء روسيا إلى بذل أقصى الجهد لإفشال إقامة هذه الرقصات الشيطانية على أراضينا وفوق رفات أجدادنا”.
أعلن عمروف مسؤوليته عن عدة هجمات قاتلة تمت في روسيا في السنوات الماضي، إحداها في مطار موسكو-دوموديدوفو التي قتل فيها 37 شخصا وهجمات في مترو موسكو خلفت 40 قتيلا. وكان قد أكد اعتزامه توجيه ضربات لأهداف روسية خارج منطقة القوقاز أيضا.
وكانت السلطات الروسية قد أعلنت العام الماضي إلقائها القبض على جماعة منتمية لعمروف تخطط لاعتداءات في سوتشي قبل وأثناء الألعاب الأوليمبية التي وضع بوتن كل ثقله الدولي من أجل الحصول على حق إقامتها .
وفي وقت سابق ذكرت وسائل اعلام روسية بان الأجهزة الأمنية أحبطت مؤامرة لمهاجمة دورة الألعاب الاولمبية.
ونقلت وكالة نوفوستي الحكومية للأنباء عن اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب قولها إنه “تم القبض على ثلاثة رجال في أبخازيا بتهمة التآمر للهجوم، في عملية مشتركة مع أجهزة الأمن الأبخازية.”
وقالت وكالة الأنباء إن “الشرطة ضبطت أيضا أسلحة، بما في ذلك ثلاثة صواريخ ارض جو من الطراز المحمول، واثنين من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، وقذيفة مورتر وقاذف لهب.”
واشارت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب إن المسلحين “خططوا لنقل الأسلحة إلى مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود، واستخدامها لتنفيذ هجمات إرهابية خلال دورة الألعاب الأولمبية،” وفقا لما نقلته الوكالة.

وفي سياق متصل قللت موسكو في وقت سابق من أهمية قرار بعض قادة الدول الغربية، مقاطعة حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، احتجاجا على تقييد الحريات في روسيا.
واعتبر رئيس اللجنة الأولمبية الروسية ألكسندر جوكوف، أن غياب هؤلاء القادة عن حفل الافتتاح في 7 فبراير “لن يكون له أي تأثير على الألعاب”. وقال جوكوف في حديث صحفي : “هذا الأمر لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الألعاب، ولن يقلل من أهميتها”.
وأضاف: “الألعاب الأولمبية هي تنافس بين الرياضيين، وكل ما تبقى هو ثانوي. الفائدة تكون في المنافسة بحد ذاتها وليس بمعرفة ما إذا كان 20 أو 30 زعيما سيحضرون”.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما عين رياضيا ورياضية سابقين على رأس الوفد الأميركي إلى سوتشي، للتعبير عن مقاطعته، احتجاجا على قانون روسي يمنع أي “دعاية لمثليي الجنس” أمام القاصرين.
و قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بالاضافة الى رئيس الوزراء البريطاني وقادة أوروبيون آخرون عدم حضور حفل افتتاح الألعاب.

معلومات عن الالعاب الاولمبية:
الانفاق المالي: سيتم إنفاق 50 مليار دولار على الإطلاق، من ضمنها إعادة بناء البنية التحتية لمدينة وما حولها.
الرياضيون: سيجتمع ستة آلاف رياضي من 85 بلداً حول العالم، بالإضافة إلى 1650 رياضياً من 45 بلداً لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
عدد الفعاليات: ستعقد 89 فعالية من ضمنها 12 فعالية جديدة.
عدد ضباط الأمن المشرفين: 37 ألف عنصر شرطة… اقرأ: روسيا تكشف عن تهديدات لأولمبياد “سوتشي”
الفترة: ستمتد الألعاب الأولمبية على مدى 17 يوماً، بالإضافة إلى يوم الافتتاح الرسمي.
التوقيت : ستفتتح الألعاب الأولمبية في تمام الساعة 20:14 بتوقيت روسيا.
كمية الحساء التي يتوقع تقديمها خلال الدورة: 265 ألف لتر.
عدد موظفي المطاعم: نحو سبعة آلاف موظف.
درجة الحرارة المتوقعة في سوتشي: 8.3 درجة مئوية.
عدد الأشخاص الذي تتسع لهم الحديقة الأولمبية: 75 ألف شخص.
عدد المتطوعين المساعدون في الترتيبات: 25 ألف متطوع.
المسافة التي ستقطعها الشعلة الأولمبية للوصول إلى دورة الألعاب: 40 ألف كيلومتر.