“أف بي آي” حذر معارضين سعوديين من خطر يتهددهم مصدره النظام السعودي
كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “أف بي آي” حذر عدداً من المعارضين السعوديين من خطر يهدد حياتهم مصدره النظام السعودي، بعد مضي أسابيع على مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر / تشرين ثاني 2018.
وأفاد الموقع، في تقرير، بأن المعارضين السعوديين الذي حذرهم مكتب “أف بي آي” هم ثلاثة معارضين سعوديين إضافة إلى ناشط عربي يقيمون جميعاً في الولايات المتحدة، ولهم صلات سابقة بخاشقجي.
وقال الموقع إنه تواصل مع بعضهم، ولكنهم تحفظوا على أسمائهم ورفضوا الكشف عنها، مشيراً إلى أن أحد المعنيين يدير قناة “يوتيوب” ذات شهرة وتنتقد الحكومة السعودية، بينما شارك أحدهم في مؤتمر معارض للسلطات السعودية، في حين كان الثالث يعمل مع خاشقجي في مشروع لمواجهة اللجان الإلكترونية المرتبطة بالديوان الملكي السعودي أو ما يعرف بـ “الذباب الإلكتروني”.
وأشار إلى أن محققي المكتب الفدرالي أعربوا عن قلقهم على سلامة المعارضين بسبب تداول أسمائهم في عدد من الدوائر. والناشطون الثلاثة كانوا يعملون مع خاشقجي على مشاريع إعلامية وحقوقية حساسة من الناحية السياسية.
كما أكد الموقع أن وكالات الاستخبارات الأميركية ملزمة قانونياً بإبلاغ الرعايا الأميركيين والمقيمين بأي تهديد دولي ضدهم.
وأفاد الموقع بأن المحققين الفيدراليين أبلغوا أحد الناشطين بأنه غير آمن في عدد من الدول أثناء تخطيطه للسفر خارج أميركا.
وقال الموقع إن الكشف عن مخاوف مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن سلامة بعض المعارضين السعوديين على الأراضي الأميركية سوف يثير المزيد من الأسئلة عن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي قلل فيها من دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقتل خاشقجي.
وبحسب “ميدل إيست آي”، فإنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وبينما كان عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي يزورون المعارضين السعوديين، كان ترامب يشدد على أهمية العلاقات “الثابتة” بين الرياض وواشنطن، بعد ثلاثة أيام فقط من إبلاغ وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي أي آيه” للبيت الأبيض بأنها خلصت إلى أن ابن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.
ولم يكن مكتب التحقيقات الفدرالي هو الوحيد الذي حذر معارضين سعوديين من خطر يتهدد حياتهم، فقد كشفت مجلة “تايم” الأميركية في مايو/أيار 2019 عن أن “سي أي إيه” وأجهزة أمن أجنبية حذرت أصدقاء خاشقجي من أن جهودهم لمواصلة عمله المؤيد للديمقراطية قد جعلتهم وعائلاتهم أهدافاً لانتقام سعودي محتمل، وفق ما نقل موقع “الجزيرة” الإلكتروني.
ومن بين الأشخاص الذين حذرتهم “سي أي آيه” الناشط الفلسطيني إياد البغدادي المقيم في النرويج، والمعارض السعودي المقيم في كندا عمر عبد العزيز، إضافة إلى شخص آخر يقيم في الولايات المتحدة طلب عدم الكشف عن اسمه.