أسرى نفق الحرية: نعيش داخل مقابر!
موقع الخنادق:
عام على عملية “نفق الحرية” التي استطاع خلالها 6 أسرى من سجن “جلبوع” الموصوف بـ “الخزنة الحديدية” لشدّة الإجراءات الأمنية فيه من تحرير أنفسهم عبر نفقهم حفروه لأشهر بعيداً عن أعين وحدات القمع الخاصة لإدارة مصلحة السجون. وخلال هذه العملية، استطاع الأسرى اختراق المنظومة الأمنية للاحتلال وابقائه في حالة استنفار لأيام، ومن جهة ثانية أعاد هؤلاء الاسرى بثّ روح المقاومة في الضفة الغربية فانطلقت “كتيبة جنين” بعد عمليتهم لتتبعها كتائب المقاومة في مختلف مناطق الضفة.
أكبر عملية بحث وأكثرها كلفة مالية – تجاوزت الـ 13 مليون شيكل في أيام – حوّلت الدّاخل المحتل الى ثكنة مغلقة بهدف إعادة اعتقال الأسرى واسترجاع الاحتلال لصورته التي شوّهتها العملية وكتبت فصلاً في تاريخ الصراع معه لن يستطيع محوه، والعملية “لن تغيب عن ذاكرة الشعب الفلسطيني وذاكرة التاريخ الإنساني”، وفق ما قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلّل مشيراً إلى أن الاسرى الـ 6 “باتوا أيقونة تتردد على ألسنة العالم كله”.
لجأ الاحتلال بعد اعتقاله الى الأساليب “الانتقامية” التي تؤكد إفلاسه في التعامل مع إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة الأسرى، فتواصل مصلحة السجون في عزل الأسرى الـ 6 وتنقلهم من زنانة في سجن الى أخرى في سجن آخر كل ثلاثة أشهر. وهي زنازين تفتقر الى أدنى مقومات الحياة الإنسانية وتقتحمها وحدات الاحتلال الخاصة بحجة التفتيش وتعتدي بوحشية على الأسير.
ولا تكتفِ بالعزل، بل وتمنع مصلحة السجون زيارة أهل الاسرى، وفي بعض الأحيان تمنع عنهم التلفاز لعزلهم بشكل كامل عن المحيط الخارجي ولا تسمح لهم بالتواصل مع المحامين بشكل دوري، وتتعمّد مصادرة مقتنياتهم وكتاباتهم.
ذلك بالإضافة الى سياسة الإهمال الطبي والحرمان من العلاج لا سيما وأن الأسير يعقوب القادري تم تشخيص ورم في غدّته الدرقية، والأسير أيهم كممجي لازال يعاني من آلام حادة بالرأس، وتشوش خطير بالرؤية في عينه اليسرى نتيجة الاعتداء عليه أثناء إعادة اعتقاله وخلال التحقيق معه. ويعاني الأسير زكريا الزبيدي من مشاكل سابقة في القدمين واليدين والظهر فيما يتعمّد الاحتلال إرهاقه وتكبيل يديه الى الخلف مما يسبب له أوجاعاً كبيرة.، ويعاني أيضاً من وجود بقايا شظايا بقدمي الاسير وعند التفتيش بالماكنات الخاصة يتفعّل الإنذار فيها، فتعمّد الاحتلال تفتيشه عارياً بشكل عنيف ومذل.
ووصف الأسير القادري خلال جلسة محاكمته في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، ما يتعرض له وظروف احتجازه قائلا “نحن نعيش داخل مقابر”. كذلك كتب الأسير محمود العارضة (قائد العملية) من زنزانة عزله في سجن “هداريم” “نحن في العزل الانفرادي داخل زنازين العدو نسير على الجمر دون أن نخاف الحرق.. نطالب بالحرية وسنحصل عليها رغم أنف العدو عن قريب”.
والاسرى الستة هم القائد محمود العارضة، محمد العارضة، يعقوب القادري، أيهم كممجي، مناضل نفيعات من حركة الجهاد الاسلامي، وزكريا الزبيدي من حركة فتح.
أبطال الظل
لا تختلف ظروف اعتقال الأسرى الـ 6 عن الأسرى الخمسة الذين كانوا “أبطال ظل” عملية “نفق الحرية” فساهموا في حفر النفق وإتمام العملية لكنّهم لم يتمكنوا من الخروج لأسباب تتعلّق بطبيعة تقسيم الأسرى في الأقسام والغرف.
الأسرى الـ 5 هم:
_ قصي مرعي الذي حكم عليه الاحتلال لمدة 18 شهراً بالإضافة الى غرامة مالية، وفقاً لائحة اتهامٍ بالتحريض والمشاركة في فعاليات تضر بـ “أمن إسرائيل” قدّمتها “المحكمة العسكرية” للاحتلال. وقد عزلته مصلحة السجون.
_ إياد جرادات، محكوم بالمؤبد و50 سنة، أضاف الاحتلال اليها 4 سنوات وغرامة مالية بعد اتهامه بمساعدة الأسرى الـ 6.
_ علي أبو بكر، عزله الاحتلال منذ العملية مع حكم بالسجن لمدّة 4 سنوات على الرغم من أنه كان من المفترض ان يخرج من السجن قبل أيام قليلة من “نفق الحرية”.
_ محمود أبو شريم الذي يعزله الاحتلال منذ أكثر من 10 أشهر، وفرض عليه 4 سنوات إضافية السجن بالإضافة الى غرامة مالية.
_ محمد أبو بكر الذي حكم عليه أيضاً 4 سنوات وحرمه الاحتلال من الامتحانات المدرسية، الى جانب الغرامة المالية.