أسرانا عنوانُ حياة
صحيفة المسيرة اليمنية-
عصماء الأشول:
من وراء القضبان، وغياهب السجون والظلام بين يدي الجلاد السلاخ الذي لا يعرف القيم، أَو الدين وكأنهم في قانون الغابات حكم القوي على الضعيف، من يستطيع أن يصطاد أكثرَ ليفوز بعرش ملك الغابة.
إعدام عشرة أسرى دفعة واحدة، هي إحدى الجرائم الأكثر وحشية، عندما تستخدم لاصق على فمك هل تستطيع أن تتكلم أَو تتفوه، عندما لا تملك قرارك وسلطتك بأيدي الآخرين هل يحق لك أن تتجرأ، أَو أن تتكلم؛ لأَنَّك لا تملك سيادة أَو استقلالاً “تنتهي حريتك عندما تمس يدك الممدودة أنف رجل آخر” هكذا هو حال العالم السيادة للآخر، وهم مُجَـرّد أوراق متى ما أرادوا أن يفتحوا الأوراق أَو يقطعونها.
إذا كانت عدالة تتحقّق وهي أول مبدأ من مبادئ الحرية يطبق، فإذا بنا نسمع أبواق الإعلام والإدانات من كُـلّ حدب وصوب، أما المجازر التي ترتكب بحق اليمن لا حدث كان ولا خبر حصل.
شاهدنا كيف ضج العالم عندما تم تنفيد حكم قتلة الصماد، وعندما تكلم “جورج قرادحي” كلمة الحق التي عجز عن قولها من وضعوا قوانين الحقوق وهم منتهكي الحقوق، انقلبت الموازين رأساً على عقب وقامت الدنيا ولم تقعد، والإدانات وَسحب الثقات من الإعلام والحشد الإعلامي وكأنه أباد شعب بأسره.
أما قتل أسرانا، وكأنه حدث لا أهميّة له وكأنه رش المبيدات على الحشرات الضارة، إلى هنا كفى لن نسكت، لن نصمت، لن ننتظر إدانة أَو قلق أحد، العين بالعين، والسن بالسن، والجروح قصاص، لن يشفي صدورنا إلَّا الأخذ بالثأر والبادئ أظلم، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، فاستعدوا للضربات القوية المؤلمة، ليس هناك أية عدالة كعدالة رب البرايا القائل في محكم كتابه مبينًا ومصرحاً جاهد الظالمين والمنافقين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا).
كُلما تم إعدام أسير كلما انبعث في نفوسنا حياةٌ، ظن الذين كفروا أنهم بأعمالهم هذه سيوقفون شرايين قلوبنا، ويضعفون عزائمنا، لكن أنتم واهمون، إنما الأعمال التي تقومون بها إنما هي ترسُمُ صورَكم وحجمَ أخلاقكم وانحطاطكم وعمالتكم، فلا حسرة ولا أسى على القوم الظالمين، والفوز للمجاهدين المخلصين الذين ثبتوا حتى أزهقت أرواحهم ظلماً فهنياً لكم وسام الشرف والمجد العظيم، إنا على خطاكم ماضون وعلى العهد سائرون (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، وَتِلْكَ الأيّام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).