أسد الحرس الجمهوري السوري شهيداً في ساحات القتال ضد الإرهاب
العميد عصام زهر الدين
منذ الشرارة الأولى لاندلاع الحرب على سوريا، عرفت الجبهات المترامية ابن مدينة السويداء الأبيّة، العميد “عصام زهر الدين” الذي قاتل الإرهابيين في جبهات كثيرة، بدءًا من محيط العاصمة وجبهات غوطة دمشق الشرقية وصولاً إلى مدينة حمص حيث سجّل انتصارات أسطورية هناك، لينتقل بعدها إلى جبهات مدينة ديرالزور قائداً لقوات الحرس الجمهوري فيها. وقعُ اسمه كان مرعباً في صفوف الإرهابيين وخاصةً إرهابيي تنظيم “داعش” حيث قلب الطاولة الميدانية عليهم بانتصاره بفكّ حصار مدينة ديرالزور وبخططه العسكرية المحكمة.
العميد المتقاعد علي مقصود تحدث لموقع “العهد” الإخباري عن العميد الشهيد “عصام زهر الدين” مفتتحاً حديثه بطلب الرحمة والغفران له، وقال إنّ “الشهيد حمل سمات جعلت من شهادته شهادة الفارس القدوة الذي يتقدم كل الفرسان، فهو قائد عاش مع مقاتليه حياة الأسرة، كالأب وأبنائه، الأب الحقيقي الذي يريد أن يحفظهم ويحميهم”، مشيراً إلى أنّه “طبع الميدان السوري ببصمته الفريدة فهو بطلٌ فريد من نوعه على مرّ التاريخ، لم يترك بقعة جغرافية من سوريا إلاّ ووطئتها قدمه على مدار السبع سنوات الماضية، طرّز ولوّن خلالها كل مدن سوريا وأحيائها بعبق إنجازاته وإعجازاته العسكرية”، مؤكداً أنه “عندما وُضعت في رقبته أمانة مدينة دير الزور بقي صامداً، وحمل الأمانة وحفِظَ عروس الفرات ولم يسمح لارهابيي “داعش” أن يدخلوها مضحّياً ورجاله بأغلى ما يملكون، وكان أول من صنع الملاحم الميدانية بفكّه لحصار المدينة الذي دام أكثر من ثلاث سنوات ورفع الألم والمعاناة عن صدر أبنائها وسكانها، فكان هذا الإنجاز ملوناً بالتضحيات والبطولات حيث تقدم ومقاتلوه بعد فك الحصار عن المدينة من حي إلى حي ومن قرية إلى قرية إلى أن سيطروا على بلدتي الصالحية والحسينية ومنهما تابعوا تقدمهم إلى حويجة صكر حيث استشهد فيها بعد أن سيطروا على كل الطريق الذي يربط دير الزور بالميادين والمريعية بدءاً من بلدات السعلو وبقرص فوقاني وتحتاني”.
وتابع مقصود حديثه قائلاً إنّ “صفحات التاريخ ستُسجّل تضحيات العميد عصام زهر الدين الذي استشهد وهو يحمل معاني الكبرياء وريحه عابق بريح البخور كما تاريخ بطولاته وعطاءاته”، مشيراً إلى أنّ “العميد الشهيد كان فارساً ورجلاً بمعنى الكلمة في مرحلة استراتيجية مرت بها سوريا، مشكلاً القدوة المثلى لكل مقاتلي الجيش السوري، وحاملاً في قلبه المحبة والانتماء العميق لسوريا ولمحور المقاومة، فكان شهيداً لأجلهم”.