أسئلة ما بعد الثورة
موقع إنباء الإخباري ـ
الجزائر ـ صابرينا لعلاق:
ما يقع هذه الأيام في تونس ومصر بعد الثورة مع وصول الإسلاميين إلى الحكم ليس أمراً هيناً يمكن تجاوزه بالتقليل من أهميته أو تجاهل تداعياته على الاستقرار الوطني والوحدة، لذلك لا بد من التساؤل: هل ستؤدي الأحداث في تونس بعد اغتيال شكري بلعيد ورفض حزب النهضة الحاكم لتشكيل حكومة تكنوقراط التي اقترحها رئيس الحكومة والأمين العام للحركة إلى تفجير أزمة سياسية وأمنية معقدة؟ وهل ستؤدي الأحداث في مصر في ظل إصرار المعارضة على إسقاط مرسي وتحييد جماعة الإخوان وتقزيم تأثيرها في القرار السياسي وقرارات الدولة إلى التدافع العنيف بين الإخوان ومعارضيهم، وبالتالي إلى انفلاتات أمنية خطيرة؟
بصرف النظر عن بعض التفاصيل غير المهمة في الموضوعين، فإن تجربة البلدين بعد الثورة أثبتت من وجهة نظرنا حقيقة أن الإسلاميين الذين وصلوا إلى الحكم عن طريق الانتخابات لن يكونوا قادرين على الحكم وحدهم، وأن إطالة عمر الحكم الانتقالي لن يكون في صالحهم مهما أبدوا من مبررات.
لذلك نرى أنه من المفيد جداً الإسراع في تقليص الفترة الانتقالية والشروع في بناء مؤسسات الدولة، ليس فقط على أساس الشرعيات الانتخابية المعروفة، إنما أيضا على أساس فكرة الجماعة الوطنية وإشراك الكفاءات الوطنية في الحكم وتسيير مؤسسات الدولة.
البعض يخاف من بقايا النظام أو الفلول، لكن هل يمكن اعتبار الجماهير التي خرجت في جنازة شكري بلعيد في تونس أو الجماهير المصرية المعتصمة في ميدان التحرير من بقايا النظام السابق؟ أم أن مثل هذه الجماهير ما زالت تعبر بحجمها الكبير عن قطاعات عريضة من الشعب لا ينبغي تجاهلها؟
إن التقدير الصحيح لهذه القطاعات من الشعب في البلدين هو الذي سيؤدي بالضرورة إلى حسن التعامل معها وتجنيب البلاد والعباد مخاطر الانفلات لا قدر الله