أردوغان سبب تراجع أصوات العدالة والتنمية
إسطنبول (زمان عربي) – بعد النكسة الموجعة التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في 7 يونيو/ حزيران الجاري كشف رئيس شركة متروبول “Metropoll” لاستطلاعات الرأي البروفيسور أوزار سانجار عن أن المشهد السياسي لن يتغير كثيرا في حالة اللجوء إلى خيار الانتخابات المبكرة.
وأوضح سانجار أن الشعب التركي عزا التراجع الذي تعرض له حزب العدالة والتنمية في الانتخابات لسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان في الفترة الأخيرة، قائلًا: “إن نهج وفكر أردوغان الذي اتبعه على مدى 4 سنوات منذ انتخابات 2011 انتهي في الانتخابات الأخيرة، بينما لم يؤثر داود أوغلو على رأي الناخبين سواء بالإيجاب أو السلب”.
وأكد سانجار أن نتائج حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات تعبر عن نجاحه، موضحاً أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي تمكن من تجاوز الحد الأدنى للتمثيل البرلماني بفضل رئيسه صلاح الدين دميرتاش.
وفي حواره مع إحدى الصحف، أدلى البروفيسور سانجار بتصريحات مثيرة حول زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرتاش، قائلا: “إن دميرتاش هو أنجح وأكثر الساسة من حيث سرعة البديهة والقوة العقلية والجدلية والفكاهية ممن ظهروا على الساحة السياسية التركية في السنوات الأخيرة”.
نهاية نهج أردوغان!
وقال البروفيسور أوزار سانجار إن نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 7 يونيو/ حزيران الجاري، وضعت كلمة النهاية لنهج أردوغان المستمر منذ أربع سنوات.
وتابع سانجار: “إن الشعب التركي اتخذ أصعب وأهم قرار في تاريخه، خلال هذه الانتخابات. وعلى الرغم من استغلالهم لكل إمكانيات الدولة ومؤسساتها، إلا أن الشعب التركي قال لأردوغان: قف!”. وأوضح أن أردوغان كان في طريقه لجمع كل السلطات في يده، كما كان يحدث في عهود الانقلابات.
وأضاف سانجار: “لقد كنّا على أعتاب نظام جديد يجمع السلطات الثلاث: القضائية، والتنفيذية والتشريعية في يدٍ واحدة… إلا أن الشعب قال له: قف!”.
ولفت سانجار إلى أن نهج ونظرية أردوغان انتهت في أربع سنوات فقط، قائلا: “بدأ الاتحاد السوفيتي في روسيا عام 1915، واستمر لمدة 80 عاما. واستمر الفكر الكمالي الذي كان أبرز مظاهره الوصاية العسكرية والقضائية لمدة 90 عاما. بينما استمر نهج أردوغان 4 سنوات فقط. فقد انتهت تلك المرحلة التي بدأت عام 2011، في انتخابات 7 يونيو/ حزيران 2015، بلا رجعة. ستشهد البلاد ما ستشهده بعد ذلك، ولكنها لن تعود إلى ما قبل 7 يونيو مرة أخرى!”.
وتابع سانجار أن استطلاعات الرأي أظهرت أن 50% من الشعب التركي تحمّل أردوغان مسؤولية الخسارة الفادحة التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن الأسباب الأخرى لفشل حزب العدالة والتنمية: تصريحات أردوغان وخطاباته، وفضائح الفساد، وتصويت الأكراد لصالح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وكذلك إصرار أردوغان على تطبيق النظام الرئاسي.
وأكد سانجار أن حزب الشعب الجمهوري حقق نجاحاً كبيراً في حملته الانتخابية، موضحا أن حزب العدالة والتنمية هو من كان يحدّد أجندة البلاد في كل الانتخابات السابقة، إلا أن الكلمة هذه المرة كانت لحزب الشعب الجمهوري.