أربعون نصراً لا حصراً
وكالة مهر للأنباء –
د.محسن صالح:
كانت الفوضى العارمة السالبة للوجود تلف ارجاء المنطقة العربية… الانظمة العربية اختارت هلاك دولها وشعوبها واستسلمت بلا شروط لجلادها الصهيو – أميركي.
فلسطين كانت ابعد من الحلم والخيال… ولبنان قطعت اوصاله، وسوريا حاصرها الشر من جهات الأرض.
بين حزيران الاجتياح المريح للعدو والوصول الى القصر الجمهوري واتفاق العار في ١٧ ايار ١٩٨٣، كان يوم جميل، كشعاع في ظلمة الكوكب، انه يوم ١١/١١/١٩٨٢.
يوم ليس كماضيه من الايام والسنين… يوم احرق كل ما كان يراكمه الأعداء لاشعال المنطقة… هذا الانتصار الأول للنفس العربية المقاومة أعطى إشارة البدء بالتحرير، هو اليوم رقم واحد، والذي بجمعة بالانتصارات التالية يحسن معنى العدد والعد والإعداد.
انها الرمزية التاريخية لانتصار الدم على السيف، والرمزية المندفعة من تراكم في ثقافة الاستعداد إلى ثقافة الانتصار.
أربعون ربيعاً ازدان بعبقها عشق ١٤ قرنا… ميثاق إلهي ووحي سماوي وحاكم نوراني وتراكم جهاد عقلي ونفسي… انها أربعون العودة، لا يقلص وزنها في الثقلين إلا الصلاة القادمة في الأقصى، بامامة من قال ولى زمن الهزائم وحل زمن الانتصارات.
ليس في كل هذه الانتصارات ولا من ثقافتها من كان أميركي الهوى والهوية السياسية… لا بل هو عدوها المضمر والمعلن والمطبع، اي الذي يضع ضميره ووجدانه وثقافته في خدمة أعداء الحق والعدالة والإنسانية.
أربعون إشارة عقدت لواء الأمة المتجددة… الامة التى ما برحت، لقرون، تحاول غزل وجودها وتنثني بعلة القبيلة الغازية… أربعون نصرا مقاوما، وما سيتبع، ستكون كافية لغلبة الأمة على القبيلة.
ان هذه المقاومة برهنت انها ميزان العدل الإلهي في تاريخ شعوب المنطقة والأمة لأنها صدقت ما عاهدت الله عليه: جهاد حتى التحرير… القدس بالانتظار فهل تنضم الشعوب العربية إلى قافلة التحرير والفتح المتجدد.