أخطر كذبتين عن سوريا
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
تستخدم قوى العدوان الاستعماري على سوريا كثيرا من الأكاذيب ولعل آلة الحرب على سوريا تفوقت في تصنيع الأوهام وتسويقها على آلة الحرب النازية في منتصف القرن العشرين بمآثرها المعروفة .
أولا بعض الواقعين في فخ المصطلحات والمفاهيم والتعبيرات الخادعة هم عدد من أصحاب النوايا الحسنة الذين يكررون ويجترون مفردات بلا تدقيق او نقد وينساقون في ترداد أسطوانات يصنعها المعتدون بدافع التوهين والتضليل ولمحاولة النيل من عزيمة الشعب والجيش اللذين صنعا أسطورة تاريخية في الصمود والتضحية دفاعا عن سوريا .
من الأكاذيب الأشد خطرا تعبير المعارضة المسلحة ومفهوم استحالة الحسم العسكري ويحاول البعض تبرير استعمال هذين المفهومين اللذين تنقضهما وقائع كثيرة بالحث على الحوار طريقا للحل السياسي وهو مبدأ اعتنقته الدولة الوطنية السورية منذ بداية الأحداث وشرح الرئيس بشار الأسد كيف ينظر إلى الحوار الوطني كوسيلة لتوسيع نطاق الشراكة الوطنية في القرار وكطريق لإعادة بناء مؤسسات الدولة ولتطويرها ولترسيخ خيارها الاستقلالي المقاوم وكذلك اعتمدت الدولة الوطنية خيار العمل عبر الحوار والنقاش المباشر ومن خلال قرارات العفو المتلاحقة لتميكن المتورطين في التمرد المسلح نتيجة التضليل السياسي والإعلامي والتحريض في بداية الأحداث من العودة إلى حضن الدولة ومؤخرا قطعت الدولة الوطنية شوطا مهما في هذا الاتجاه في التعامل مع الفارين من صفوف القوات المسلحة الذين يقاتل كثير منهم اليوم في صفوف الجيش العربي السوري واستشهد عدد من العائدين تحت راية الدولة الوطنية .
ثانيا يقصد من تعبير المعارضة المسلحة طمس حقيقة التكوين الفعلي للجماعات التي تقاتل ضد الجيش العربي السوري وتشكل أداة العدوان الاستعماري على سوريا وهذا التعبير هو يافطة تخفي حقائق بشعة وفاضحة بات السوريون يعرفونها عن قرب وتتلخص بالعنالصر التالية :
1- وجود عشرات آلاف المسلحين الأجانب من أكثر من ثمانين جنسية من جميع القارات والبلدان وهؤلاء لا صلة لهم فعليا بصفة معارضة سورية مسلحة فهم خليط من المرتزقة الدوليين وأعضاء ومجندي شبكات الإرهاب التكفيرية التي أرسلتهم إلى سوريا بينما المرتزقة جندتهم شركات عالمية منها بلاكووتر التي دفعت بآلاف المسلحين إلى سوريا بتمويل سعودي وقطري وتناقلت وسائل إعلام عالمية تقارير عن قيامها بالتعاقد مع جنود سابقين عملوا تحت راية الأمم المتحدة في عدد من دول العالم .
2- تجمع التقارير الصحافية على الاستنتاج بأن حوالي نصف عديد الجماعات المسلحة هو من المرتزقة والإرهابيين الأجانب وفي عداد هؤلاء آلاف السعوديين والشيشانيين والأفغان والأتراك والأندونيسيين والصوماليين والليبيين والتونسيين وجمع آخر من إرهابيين يحملون الجنسيات الأوروبية والأميركية والأسترالية وغيرها وبالتالي لا وجود لمعيار علمي يسمح لأي كان بان يعد هؤلاء معارضين سوريين يحملون سلاحا فهم إما مرتزقة تم شراؤهم بالمال من حكومات العدوان او إرهابيون تكفيريون يشاركون في مخطط تدمير الدولة السورية .
3- التشكيلات الفعلية للمسلحين من خارج فصائل القاعدة المنظمة تضم اكثر من ألف تشكيل كبير وصغير من حيث العديد حسب التقارير التي أعدتها مراكز الدراسات الغربية بما فيها مركز دراسات الحرب في البنتاغون وهذه الجماعات كما يتبين بالمعاينة الواقعية التي قام بها مراسلون من الصحافة الأجنبية تستند في تمويلها على ما يردها من قطر والسعودية مباشرة او بواسطة ائتلاف الدوحة ومجلس اسطنبول والمجلس العسكري الذي يقود هيكل ما يسمى بالجيش الحر وهي تشكيلات تصرف الأموال على المسلحين لشراء الولاء الافتراضي.
4- تعزز تلك الجماعات مواردها بما تحصده من عائد سرقاتها وسطوها اللصوصي على الممتلكات العامة والخاصة في مناطق سيطرتها وما تفرضه من أتاوات على المواطنين الذي يضيقون ذرعا بإرهابها وتسلطها ومعظم هذه المكونات المرتبطة بالأجنبي او الملتزمة بعقائد التكفير والإرهاب يمكن تسميتها بأي نعت كان إلا صفة المعارضة المسلحة فهي لا تمتلك أي برنامج او مشروع بل تحولت لكائنات طفيلية تعتاش على واقع الخراب وموارده .
ثالثا ترويج فكرة استحالة الحسم العسكري يستهدف توهين معنويات الشعب العربي السوري والجيش العربي السوري والتهرب من حقيقة ان تجفيف موارد الإرهاب وقطع خطوط الدعم الدولي والإقليمي لعصابات المرتزقة والتكفيريين هو شرط لابد منه لوقف العنف في سوريا فالولايات المتحددة مصممة على إطالة امد الاستنزاف في سوريا بالشراكة مع سائر دول العدوان وفي مقدمتها السعودية وفرنسا وقطر وإسرائيل وتركيا التي لم تكف عن تدخلها في سوريا وهي تواصل العمل الحثيث تمويلا وتسليحا واستخباراتيا لدعم قوى الإرهاب والتكفير وفصائل المرتزقة واللصوص على الأرض السورية ولم يصدر أي التزام دولي صريح حتى الساعة بوقف هذا العدوان الخارجي رغم اعتراف واشنطن وحلفائها الأوروبيين بأولوية مكافحة الإرهاب القاعدي في سوريا الذي شرعت بعض الحكومات الأوروبية كألمانيا وأسبانيا وإيطاليا تلتقط احتمال امتداده إلى العمق الأوروبي وهي ترسل موفديها إلى دمشق لطلب التعاون الأمني .
السؤال الذي يطرح نفسه ما هو خيار أي دولة وطنية طبيعية في مجابهة الإرهاب والتكفير وتجمعات المرتزقة واللصوص الذين يعتاشون على الفوضى ؟ أليس الحسم العسكري ؟ وهل من المنطقي دعوة النصرة وداعش والألف مجموعة من اللصوص والمرتزقة إلى الحوار بينما لا تملك واجهات العملاء السياسية أي قدرة على دفع هؤلاء لإلقاء السلاح بل تريد استثمار ما يقومون به لحصاد مناصب سياسية يريدها المستعمرون اختراقا للدولة السورية ومؤسساتها .
طريق الحسم قد يطول ويتشعب لكنه السبيل الوحيد لنهوض سوريا ودولتها الوطنية وهو يتطلب مزيدا من التلاحم بين الشعب والجيش والقيادة فتلك قاعدة الدفاع الصلبة عن سوريا وقوة انتصارها على العدوان وعلى الدول التي تريد مساعدة سوريا على التعافي ان تنضم لمبادرة عنوانها دعم الدولة السورية في مكافحة الإرهاب والفوضى عبرالعمل لوقف كل انواع دعم الإرهاب من الخارج و إن كان من وجود لمعارضة تحترم التزامها الوطني فهي مدعوة للانضمام إلى الدولة الوطنية في معركة الدفاع عن وجود سوريا وعن دولتها الوطنية وهؤلاء فقط هم الجديرون بالشراكة السياسية في رحاب المؤسسات الوطنية المتجددة .