أحرب هي روسية إسرائيلية..!!
موقع إنباء الإخباري ـ
يلينا نيدوغينا*:
يبدو بأن العلاقات الروسية الاسرائيلية تخوض في توتر يتعمّق أو هو عميق في واقعه، على خلفية القضية السورية والتناقض السياسي الحاد بين موسكو وواشنطن، والحِلفِينِ الدوليين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة والرهط المعروف إياه من جهة أخرى.
وتكثر هذه الايام الاشارات في الصحافة الاسرائيلية التي تحذّر من تهوّر نتنياهو وانعكاسات هذا التهوّر السياسي على مستقبل الكيان، وبهذا الاتجاه، تجلو الصحف الإسرائيلية عن تناقض وتواجه في المصالح والرغبات والتوجهات بين تل أبيب وموسكو، وقد تكشف بأن إسرائيل تلعب لعبة كبيرة للنيل من مكانة روسيا والصين في الشرق الاوسط برمته، وصولاً الى تكريس المنطقة لأمريكا، بهدف توفير حمايةً فاعلةٍ للدركي الأوحد ومخفر واشنطن الوحيد فيها.. الكيانية الصهيونية، التي هي في واقع الحال دويلة عرجاء، لا تقوَ على حماية نفسها بنفسها في مواجهة تنامي المدِّ التحرري.
وفي الصحافة الروسية، نلمس بجلاء تهديدات عسكرية واضحة وقوية لإسرائيل، ليست بعيدة عن تعليمات رئاسية روسية. فلم يسبق أن طالعنا في الإعلام الروسي، والكثير منه مسيطر عليه صهيونياً، ولا أقول يهودياً فحسب،
حجوزات لتقنيات حربية روسية وللجنود المظليين الروس الذين طلبت لهم قيادتهم السياسية والعسكرية اختراع مدفع جديد “قادر على تدمير “ابرامز” و”ميركافا”..!.. فقد أوصت قوات المظلات الروسية من مصنع الآلات في مدينة كورغان، أن يَصنع لها مدفعاً ذاتي الحركة، من عيار 125 ملم، يمكن إنزاله من الطائرة، وأفضت صحيفة “إزفستيا” إن مدرّعة “بي أم دي4” تُتخذ أساساً للمدفع الذاتي الحركة الجديد المطلوب للجنود المظليين، ويُستبدل مدفعها من عيار 100 ملم بمدفع “2أ46أم5″، الذي تتسلح به دبابة “تي90″، مثلاً، وبالتالي فإن الجنود المظليين يحصلون على السلاح المضاد لدبابة “ابرامز” الأمريكية ودبابة “ميركافا” الإسرائيلية بالذات.
وفي المجال السياسي، فقد سبق بيوم واحد ان طالعنا في صحيفة “أرغومنتي نيديلي”، أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، شدَّد خلال لقائه بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو الأربعاء الماضي، على “وجوب ألاّ تنصاع السلطات السورية للاستفزازات التي يقوم بها أعداء الرئيس بشار الاسد، وبأن تعمل على إنهاء الصراع بالطرق السلمية، واشار لافروف ايضاً الى أن مناوئي الرئيس بشار الأسد لم يعرضوا بَعد أي استعداد لخوض مفاوضات غير مشروطة، أي أن أعمالهم، كما قال لافروف بالحرف “لا تبعث على الأمل”. ويأتي هذا التوجّه الروسي حِيال سورية والارهابيين الأجانب، متزامناً مع إقرار لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، مشروع قانون يوافق على تزويد الفصائل الارهابية المقاتلة في سورية بالأسلحة الفتاكة، وهو قرار يؤكد المواجهات الحارة وبالوكالة التي تجري على أشدّها على الساحة السورية، ويعكس صراعاً دولياً وحرباً كونية غير مُعلنة بين المعسكرين المتناقضين، الحليف للعرب وتمثله روسيا والصين، والآخر المعادي لهم ولمستقبلهم الآمن وتمثله أمريكا والى جانبها ربيبتها إسرائيل التي هي بحق درَّة التاج الامبريالي والامريكي في الشرق الاوسط ودول الغرب المتروبولية المفضوحة تاريخياً واستعمارياً في أعين البشرية كافة.
عضو في قيادة الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.