أبو فاضل: الضربة لسوريا ليست نزهة والمنطقة مرشحة للاشتعال بأكملها
أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الضربة العسكرية لسوريا سوف تحصل سواء أعطى الكونغرس الأميركي التفويض بذلك أو لم يعط، مشدّدا على أنّ هذه الضربة لن تغيّر في موازين القوى الداخلية في قلب سوريا وهي لن تقدّم ولن تؤخر على هذا الصعيد.
وفي حديث إلى برنامج “حديث الساعة” عبر تلفزيون “المنار” أداره الإعلامي عماد مرمل وضمّه إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة السورية كنده الشماط، كشف أنّ الروس يحاولون إقناع القيادة السورية بعدم الرد على الضربة الأميركية لسوريا في حال كانت محدودة، لافتا في الوقت عينه إلى وجود قرار سوري بالرد على أيّ ضربة.
وفيما حذر أبو فاضل من وجود خطر تفلت الأمور ووصولها لحدود الحرب الشاملة، أشار إلى أنّ المنطقة سوف تُدمّر بأكملها في حال أوشك النظام السوري على السقوط، موضحا أنّ كل الجبهات ستُفتح عندها ولن يبقى أحد يتفرّج.
من جهة ثانية، استهجن أبو فاضل التضييق الذي يمارَس بحق المسيحيين في سوريا، لافتا في هذا السياق إلى ما حصل في بلدة معلولا المسيحية الأثرية، مستنكرا صمت من أسماهم بحلفاء جبهة النصرة في لبنان، في إشارة إلى مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار.
الضربة ليست نزهة حتى لو كانت محدودة
أبو فاضل لفت إلى أنّ الضربة العسكرية المرتقبة لسوريا لا تزال بانتظار مسار مناقشات الكونغرس الأميركي سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، معربا عن اعتقاده بأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما سيصل إلى نهاية هذا المسار منهكا، وأكد أنّ العملية حتى لو كانت ضربة محدودة كما يحرص أوباما على القول إلا أنها ليست نزهة، مشيرا إلى أنّ المنطقة كلها مرجحة للاشتعال، وقال: “لن ينام أحد لا في إسرائيل ولا في تركيا ولا في لبنان”، وأضاف: “بدأوها حرب أعصاب، فلتكن حرب أعصاب على الجميع، وعليهم أن يعلموا أنّ كل مصالحهم في تل أبيب وفي اسطنبول وسدود أتاتورك وغيرها كلها في خطر وكلها تحت مرمى الصواريخ السورية”.
المنطقة سوف تدمّر بأكملها
ونبّه أبو فاضل إلى أنّ المنطقة سوف تدمّر بكاملها في حال أوشك النظام السوري على السقوط، وسوف تدخل المنطقة في حرب إقليمية طويلة عريضة، وقال: “ما دخول البوارج الروسية بهذا الشكل الا لبقاء النظام في سوريا ولردع العملية التي تكاد تصبح موسعة وشاملة وعندها سنرى ماذا سيفعل الصغار في لبنان وخصوصا الساكتين على ما يحصل في معلولا”.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ العتب الكبير على هذا الصعيد هو على رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وما كان يُعرف بلقاء قرنة شهوان “الذين يتفرجون ولم يصدر عنهم أي صوت بحجم هذه المأساة التي تحصل في سوريا وخاصة ما يحصل في معلولا وغير معلولا أيضا”.
أوباما سيتصرف كما يريد
وردا على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يتصل بالجميع في الداخل والخارج ويحاول أن يحشد كذلك ليحصد أكبر تأييد ممكن للضربة التي يسعى إليها في سوريا، موضحا أن أوباما يحاول أن يقوى داخليا أولا ويقوى خارجيا كذلك الأمر لينفذ الضربة التي يسعى إليها.
وفيما أشار أبو فاضل إلى أنّ الموضوع السوري أعطى أهمية لقمة مجموعة العشرين التي بدأت أعمالها في مدينة بطرسبرج الروسية، وهي القمة التي كانت محدّدة مسبقا للبحث في قضايا تعنى بالاقتصاد بالدرجة الأولى، أعرب عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي سيتصرف في نهاية المطاف كما يريد، وهو يضرب الميزان الدولي والنظام العالمي اذ يتصرف من خارج مجلس الامن.
الكونغرس سيوافق على ضربة مشروطة
وأكد أبو فاضل أنّ هناك ضربة محدودة على سوريا، ولفت إلى أنّ العملية في الكونغرس ليست برفع الايدي مثلما يحصل عندنا، معربا عن اعتقاده بأنّ أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب سوف يعذبون الرئيس باراك أوباما كثيرا قبل أن يعطوه الموافقة على ضربة لسوريا ردا على ما يدّعي أنه استخدام للسلاح الكيميائي من قبل النظام السوري ضدّ شعبه، لافتا إلى أنّ هذه الموافقة ستكون مشروطة بأن تكون الضربة محدودة.
وردا على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ الضربة المحدودة هي الضربة المعروفة الأهداف، مشددا على أن الهدف ليس إسقاط النظام السوري، منبّها من خطورة أن تفلت العملية ويتفلت الوضع في حال كانت الضربة شاملة، وقال: “عندها سنكون مقدمين في لبنان على حرب طويلة عريضة لا تنفع معها كذبة النأي بالنفس التي يتمسّك بها رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، بل تصبح العملية خراب بيوت بكل ما للكلمة من معنى”.
لا أحد يستطيع أن يتحكم بردود الفعل
وحذر أبو فاضل من أنّ أحدا لا يستطيع أن يتحكم بردود الفعل بعد الضربة المحدودة، كاشفا في هذا السياق أنّ الروس يحاولون إقناع الرئيس السوري بعدم الرد في حال كانت الضربة محدودة، مؤكدا في الوقت عينه أنّ هناك قرارا سوريا بالرد على أيّ ضربة.
ووضع أبو فاضل إصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما على الضربة المناقضة لكل المبادئ التي عمل عليها سابقا وهو الذي وصل إلى البيت الأبيض رافضا للحروب العبثية والعشوائية التي عرف بها سلفه الرئيس جورج بوش في سياق التزامه بأمر العمليات الصهيوني، مشيرا إلى أنّ الرئيس الاميركي لا يستطيع ان يكون الا صهيونيا كما يجب ان يكون مجرما وايديه ملطخة بالدم، بعكس الرئيس الروسي الذي وصفه بأنه القيصر الجديد، مؤكدا أن من حقه الحديث عن معايير أخلاقية.
المقصود تفتيت أهل السنة والجماعة
ودحض أبو فاضل كل ما يحكى عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ضدّ شعبه في الغوطة، مؤكدا أن لا مصلحة له بذلك، ولفت إلى أنّ أحدا لم ينصّب أميركا كشرطي السلام والأمن العالميين حتى تعطي لنفسها الحق باتخاذ قرار العدوان على سوريا لضمان هذا السلام كما تدّعي، وقال: “صحيح انها اكبر دولة واعظم دولة ولكنها ليست الوحيدة وبالتالي فاميركا لا تستطيع ان تقرر خوض حرب بمفردها وهذا عدوان”، وأضاف: “اميركا لديها مصالح خدمة لاسرائيل ولمصالحها الشخصية وخدمة للعربان”.
واعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس الاميركي ليس إلا موظفا وهو راى مصلحة اللوبي الصهيوني والايباك، معربا عن اعتقاده بأن اوباما لا يقدم ولا يؤخر وهو ينفذ اوامر بتفتيت الدول العربية والاسلامية، ونبّه إلى أنّ المقصود تفتيت اهل السنة والجماعة عن طريق الادارة الاميركية وللاسف من يصفقون لهم هم اهل السنة والجماعة، محذرا من أنّ هذا المخطط يخدم اسرائيل والمطلوب راحة اسرائيل، موضحا أن ما يقصده بأهل السنة والجماعة هنا هو الاسلام السياسي التكفيري المجنون وليس الاسلام المعتدل الذي يقف الجميع الى جانبه، رافضا القول أن هناك تضخيما للدور الذي يلعبه التكفيريون أو أنهم تحوّلوا إلى فزاعة، مشيرا إلى ما يُسمّى بسياحة النكاح ضمن فتوى جهاد النكاح.
الضربة توحد المعارضة السورية وتعطيها جرعة
ونفى أبو فاضل أن يكون حجم هؤلاء محدود، معتبرا أنه كبير جدا بل إن هؤلاء يسيطرون على كل المعارضة السورية، وجدّد أنّ الضربة العسكرية المرتقبة توحد المعارضة وتعطيها جرعة، لكنه أعرب عن ثقته وقناعته بأنّ الجيش العربي السوري سيرد هذه الجماعات الى المكان الذي كانوا فيه ولن يسمح لهم باستغلال الضربة عبر التسلل والتقدّم إلى أماكن جديدة.
وفي سياق متصل، استبعد أبو فاضل وجود أي دليل لدى الأميركيين عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، مشيرا إلى أنهم قادرون على فبركة الأفلام، لافتا إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه يشكّك في أفلامهم هذه، وشدّد على أنّ السلاح الكيميائي ليس سوى ذريعة لجأ إليها الرئيس الأميركية لتبرير الضربة التي ينووي القيام بها.
الكيميائي مجرد ذريعة لتبرير التدخل في سوريا
وفي سياق تشكيكه بذريعة السلاح الكيميائي، توقف أبو فاضل عند مهمة لجنة التحقيق الأممية التي أتت إلى سوريا أصلا لتحقق أساسا في مجزرة خان العسل التي اتهم النظام السوري المعارضة بارتكابها، كاشفا أنّ اللواء المنشق عن الجيش السوري عدنان سنو يقف وراء هذه المجزرة وهو متخصص في غاز السارين ويسكن اليوم في تركيا، وقال: “بعد يومين من وصول المحققين الأمميين إلى سوريا تلبية لدعوة النظام، تمّت إثارة مجزرة الغوطة ما دفعهم لترك مسألة خان العسل والتدقيق بما حصل في الغوطة، ما ينفذ رغبة المتضررين بجعل قضية خان الهسل خلفهم”.
وإذ أكد أن لا مصلحة للدولة السورية باستخدام السلاح الكيميائي ضدّ شعبه وخصوصا في ظل وجود المفتشين الأممين في سوريا، لفت إلى أن هذا الكلام ليس سوى ذريعة أراد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يغطي من خلاله نية الولايات المتحدة الأميركية التدخل العسكري في سوريا، ملاحظا أن أوباما لم ينتظر أي تحقيق بل سارع لاعلان عزم بلاده توجيه ضربة نحو سوريا فور إثارة مجزرة الغوطة إعلاميا، كما لفت إلى أنّ هناك ثلاثة دول هي أميركا وتركيا وفرنسا سارعت لادانة النظام قبل صدور أي قرار عن الأمم المتحدة، وشدّد على أنّ هذا السيناريو يهدف لتغطية الضربة على سوريا لا أكثر ولا أقل.
قلق على مسيحيي سوريا والمنطقة
وفيما أعرب أبو فاضل عن قلقه عن مصير المسيحيين في سوريا في ضوء المجازر التي تُرتكب بحقهم والتي كان آخرها ما حصل في بلدة معلولا الأثرية ذات الأغلبية المسيحية والتي وصلت الاشتباكات عليها بعد أن تحصّن مسلحو ما يسمى بالمعارضة السورية في داخلها، رأى أنّ الهجوم على بلدة معلولا وما تمثل هو رسالة مما يسمى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية والمجموعة االتكفيرية للمسيحيين وللغرب تقول: “اذا لم تدعمونا سنقتل المسيحيين وسنتصرف بطريقة عنصرية ونهجرهم”.
وردا على سؤال، أعرب أبو فاضل عن خشيته من حصول هجوم على مناطق أخرى من المناطق المسيحية في سوريا، مذكّرا في هذا السياق بما حصل منذ شهر في وادي النصارى، موضحا أن البعض لا يتحملون الوجود المسيحي على ما يبدو.
على مسيحيي سوريا حمل السلاح للدفاع عن نفسهم
واستغرب أبو فاضل موقف من أسماهم حلفاء التكفيريين في لبنان من مسيحيي قوى الرابع عشر من شباط، مستهجنا كيف أنّ أيّ موقف ولو لرفع العتب لم يصدر عن هؤلاء، لافتا إلى أن الرد الوحيد واليتيم في هذا الاطار صدر عن اللقاء الأرثوذكسي، مذكرا بقول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الشهير “فليحكم الاخوان”.
وإذ شدّد على أنّ المطلوب من المسيحيين ان يتوحدوا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى لمواجهة الأخطار المحدقة بهم، تحدث عن عتب كبير أيضا على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان “الذي هو في النتيجة مسيحي وهو من هذه البيئة ولا حق له ان يبقى ساكتا”.
وردا على سؤال عما يمكنه أن يفعله هؤلاء عمليا في مواجهة المجازر الحاصلة، قال أبو فاضل: “لا يستطيعون التحالف مع التكفيريين والسكوت”، وأضاف: “نحن ذبحنا ويجب على مسيحيي سوريا ان يحملوا السلاح ليدافعوا عن نفسهم وكذلك مسيحي لبنان الشرفاء”.
حزب الله يتعرض لحملة افتراء
وردا على سؤال، وصف أبو فاضل الحملة التي يشنها البعض على حزب الله على خلفية انخراطه في المعارك الحاصلة في سوريا بأنها افتراء، مشيرا إلى أنّ حزب الله لو لم يذهب الى سوريا لكانت جبهة النصرة تتنزه اليوم في بيروت وفي مشروع رفيق الحريري سوليدير، ورفض أبو فاضل محاولة البعض تصوير التفجيرات التي حصلت مؤخرا في الضاحية الجنوبية لبيروت وكأنها ردّ من المعارضة السورية على تدخل الحزب في سوريا وأنها ما كانت لتحصل لو التزم الحزب بسياسة النأي بالنفس التي أعلنتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، موضحا أن القتل بالنسبة لهذه المجموعات ولا سيما جبهة النصرة هو رسالتهم السامية ولا شك في ذلك.
على الدول التي هجّرت السوريين استقبالهم
من جهة ثانية، تطرق أبو فاضل إلى موضوع النازحين السوريين في لبنان، الذين لفت إلى أنّ تسعين بالمئة منهم هم ضدّ النظام، مؤكدا أن لديه حساسية تجاه هذا الموضوع، خصوصا بعد تخطى عدد هؤلاء النازحين المليون ومئتي ألف سوري، أي أنهم باتوا يشكّلون ثلث لبنان بشكل أو بآخر.
ورفض أبو فاضل ما يُحكى عن ظروف إنسانية لهؤلاء النازحين، مشيرا إلى أنّ الانسانية لا تفترض أن يترك اللبنانيون أمكنتهم ليأخذها النازحون السوريون، داعيا الدول التي كانت السبب في تهجير النازحين السوريين على غرار تركيا والسعودية وكذلك الأردن لاستقبالهم على أراضيها.
الهواجس من النازحين أمنية بالدرجة الأولى
ورفض أبو فاضل في السياق عينه ما يروّجه البعض من أنّ تأمين الظروف المناسبة للنازحين هو واجب من باب ردّ الجميل لسوريا التي احتضنت اللبنانيين خلال حرب تموز في العام ألفين وستة، موضحا أنّ النظام السوري لم يكن ليعاقَب كما يحصل اليوم لو لم يكن ممانعا ولو لم يدعم حزب الله في هذه الحرب، مستغربا كيف أن بعض المجموعات انتظرته عند “الكوع” وسارعت لتنفيذ “انتفاضة” ضده.
وردا على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ هواجسه من النازحين السوريين هي أمنية بالدرجة الأولى، باعتبار أنّ التحقيقات دلت على أن مجموعات سورية تتحمّل مسؤولية العديد من الهزات الأمنية التي حصلت مؤخرا وبينها التفجيرات الارهابية، وأوضح أنّ البيئة لا تحمل في لبنان امنيا وجغرافيا واجتماعيا.
وردا على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ موقفه لم يكن ليتغير لو انعكست المعادلة وكان تسعون بالمئة من النازحين السوريين إلى لبنان مؤيدين للنظام السوري لا معارضيه له كما أعلن، مشددا على أنّ لا حل إلا بعودة السوريين إلى بلادهم، رافضا متاجرة بعض الغرب بهذا الملف الانساني لتحقيق مصالحهم الشخصية.
إذا أردت السلم.. استعد للحرب
وبالعودة إلى الضربة الأميركية المرتقبة ضدّ سوريا، أكد أبو فاضل أنها مدفوعة الثمن سلفا، مشيرا إلى أنّ السعودية دفعت ثمن الضربة الاميركية لسوريا، لافتا في المقابل إلى أنّ وزير الخارجية الأميركية جون كيري يكذب في موضوع السلاح الكيميائي.
وحذر أبو فاضل من أن الحرب الشاملة في المنطقة، إذا حصلت، ستطال الجميع وهي لن توفر أحدا على الاطلاق بمعنى أنه لن يبقى احد يتفرج وكل الجبهات ستُفتح، مؤكدا وجود خطر على إسرائيل في هذه الحالة، مشددا على أنّ الحرب الشاملة خسارة للجميع.
وردا على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ حزب الله يلتزم الصمت تجاه طريقة تصرفه في حال حصول أي ضربة على سوريا عن سابق تصور وتصميم، موضحا أن الصمت اقوى من الكلام، معربا عن اعتقاده في الوقت عينه بأنّ حزب الله يتحضر لحرب شاملة وفق قاعدة اذا اردت السلم استعد للحرب.
النأي بالنفس كذبة كبيرة
وإذ توقع أبو فاضل أن يكون حزب الله مشاركا في أي ضربة عسكرية شاملة على إسرائيل، في حال حصول مثل هذه الضربة، رفض قول البعض أن الحزب يحتكر قرار الحرب والسلم وما إلى هناك، مشددا على أنّ هذا القرار هو أصلا ليس بيد الحزب، متسائلا لماذا يكون لاسرائيل هذا الحق في المقابل.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الناي بالنفس كذبة كبيرة، معتبرا أن فريق الرابع عشر من شباط يضحك على اللبنانيين وهو يريد السلطة، موضحا أنّ كل ما يهمّ هذا الفريق هو الامساك بالخزنة والعدلية، محذرا من أنّ ما أسماها المجموعات التكفيرية التابعة لقوى الرابع عشر من شباط سوف تأتي وتسعى للسيطرة على البلد إذا لم يشارك حزب الله في التصدي لها.
عدوى جنبلاط انتقلت إلى أوباما
وشدّد أبو فاضل على أنّ لبنان لا يستطيع أن يتفرّج في حال حصول أي عدوان غربي على سوريا، متحدثا عن حلف ممسوك ومتكامل من لبنان إلى سوريا وإيران وصولا إلى العراق، معربا عن اعتقاده بأنّ إيران ستترجم تهديداتها بالأفعال ولن تسكت على استهداف سوريا.
ورفض أبو فاضل التعليق على الكلام الأخير لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، لافتا إلى عدوى التقلب في المواقف انتقلت من الأخير إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي بات يصوّر نفسه تارة على أنه بطل حرب وطورا على أنه داعية سلام، ورأى أن جنبلاط نفخه السوريون وبات زعيما بفضل السيليكون السوري، وقال: “البلد كله خرب من وراء وليد جنبلاط وسعد الحريري”.
وشدّد أبو فاضل على أنّ شيئا لن يتغير في المعادلة الداخلية إذا ضربت سوريا، داعيا لعدم الرهان على متغيرات من هذا القبيل، مشيرا إلى أنّ الطائفة الشيعية تزداد قوة وصلابة، كما أنّ حزب الله لديه ايضا حلفاء سنة هم اشرف القوم.
لا حكومة بل سلة كاملة يتم البحث بها
واستبعد أبو فاضل ولادة حكومة لبنانية جديدة في المدى المنظور، متحدثا عن سلة كاملة يتمّ البحث بها في المقابل تقوم على أساس انتخاب رئيس جمهورية وقانون انتخاب وتشكيل حكومة سياسية، معربا عن اعتقاده بأن كل هذه الاستحقاقات باتت مربوطة بشكل أو بآخر بتداعيات الضربة على سوريا وحجم هذه الضربة.
وإذ انتقد أبو فاضل القوى الأمنية التي تحمي رئيس بلدية عرسال علي الحجيري بدل القبض عليه وهو المتهم بقتل عناصر الجيش اللبناني فإذا به يحصل على مواكبة أمنية قل نظيرها، أشار إلى أن زهير الصديق بطل جمعية الاتحاد العالمي للاخوان المسلمين، مقللا من شأن إطلالته الاعلامية الأخيرة وحديثه عن أدلة بحوزته على تورط حزب الله في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، مشددا على أنّ كلام الصديق لا يقدم ولا يؤخر، وانتقد المحكمة الدولية، واصفا إياها بأنها مهزلة المهازل، متسائلا كيف يمكن لأحد أن يشكل محكمة ليحكمها هو وكرمى لعيون من تذهب الملايين من لبنان تحت عنوان تمويل هذه المحكمة.
أخشى استمرار مسلسل السيارات المفخخة
وفيما رأى أبو فاضل أنّ الدولة تتحلل والجيش ليس لديه امكانيات للرد على اسرائيل، شدّد على أنّ حزب الله ليس بديلا عن الدولة ولكنه بحجم دولة معنويا، وقال: “يجب ان اكون الى جانب حزب الله فهو الذي يحميني خصوصا أن الامن فالت”، ودعا لاصدار قانون عفو عن المسجونين في رومية باعتبار أن الجرائم التي تحصل في الخارج أخطر.
وردا على سؤال، أعرب أبو فاضل عن خشيته من استمرار مسلسل السيارات المفخخة في لبنان في حال حصلت الضربة على سوريا، لكنه قلل من شأن محاولة البعض اتهام النظام السوري بالوقوف وراءها، لافتا إلى أن المخابرات السورية عاجزة عن ارسال رسالة على جوبر لا طرابلس. وأشار إلى أنّ أي حكم لا يمكن أن يصدر في قضية تفجيري طرابلس لا بالادانة ولا بالتجريم بحق الشيخ هاشم منقارة أو الشيخ أحمد الغريب إذا بقيت الأدلة كما هي، مشيرا إلى أن المواد التي استند إليها فرع المعلومات حول كتم المعلومات لا تنطبق لا على منقارة ولا على الغريب.