أبعاد وخلفيات العملية التركية لنقل ضريح سليمان شاه من الرقة
قناة الميادين:
كيف يرى المراقبون في سوريا العملية العسكرية التركية في الشمال، ولا سيما أن ما أعلنته تركيا عن عزمها نقل رفات الضريح إلى منطقة أخرى في سوريا يؤشر إلى أن تركيا قد تدخل مرة ثانية بذرائع أخرى.
الجنود الأتراك فوق الأرض السورية في قرية اشمه، وعلمٌ تركي في عدوان موصوف.
الوحدة وصلت ليلاً إلى ضريح جد العثمانيين في قره قوزاق، جيشٌ من 40 دبابة وعشرات المدرعات، ومئات الجنود. الوحدة تتعدى بما لا يقاس الاتفاقية التي فرضها الانتداب الفرنسي على سوريا في عشرينات القرن الماضي، والتي نصت على 17 جندياً لا أكثر لحراسة الضريح.
الوحدة وصلت ليلاً إلى ضريح جد العثمانيين في قره قوزاق، جيشٌ من 40 دبابة وعشرات المدرعات، ومئات الجنود. الوحدة تتعدى بما لا يقاس الاتفاقية التي فرضها الانتداب الفرنسي على سوريا في عشرينات القرن الماضي، والتي نصت على 17 جندياً لا أكثر لحراسة الضريح.
يقول أسامة دنورة الباحث الاستراتيجي “مشروع المنطقة العازلة في الشمال السوري سقط، وقدرات الأتراك على الحصول على دعم دولي لتدخلهم في سوريا سقطت، وتمت بلورة هذه الأبعاد على الأرض عن طريق العملية التي قام بها الجيش السوري في شمال حلب، والتي كان من المفترض أن هذه المنطقة تمثل خطاً أحمراً بالنسبة لتركيا”. رئيس الوزراء التركي داوود اوغلو، أعلن أن مباني الضريح قد نسفت، ولكن رفات سليمان شاه، ستعود إلى سوريا.
الهدف ليس مجرد نقلٍ للرفات من الضريح الذي يسيطر عليه داعش، إلى قريةٍ في منطقة الإدارة الذاتية الكردية، وإنما الإستبقاء على ذريعة للتدخل إما ضد سوريا، وإما ضد الأكراد، إذا ما ذهبوا أبعد من الإدارة الذاتية في عين العرب وغيرها. يقول عمر أوسي عضو مجلس الشعب ورئيس المبادرة الوطنية الكردية “الإدارات الذاتية الكردية في الكانتونات الثلاث؛ القامشلي وعين العرب وعفرين، واستعمال هذه المنطقة كمنصة انطلاق لما يسمى المعارضات الليبرالية المسلحة التي يتم تدريبها الآن على الأرض التركية وبالاتفاق مع واشنطن” وقبل عامٍ كشفت تسريباتٌ معارضة تركية عن اجتماعٍ سري تداول فيه داوود اوغلو، ورئيس المخابرات حقان فيدان، في تنظيم اعتداءٍ على الضريح التاريخي، والتذرع به للتدخل عسكرياً في سوريا.
وقبل عامٍ أيضاً كانت داعش تنذر الجنود بالانسحاب من الضريح الذي سيطرت على المناطق المحيطة به، غير أن التنظيم الذي هدم ونسف كل المقامات، وقتل كل الرهائن، عف عن الضريح، وأطلق رهائنه الأتراك في الموصل. والأرجح أن عملية الضريح العثماني تؤشر إلى تباعدٍ تركي داعشي، بعد طول تحالفٍ صامت، فإخلاء جد العثمانيين من قرة قوزاق لحمايته، يستبق أيضاً احتمال انتقال الأتراك إلى مواجهةٍ مع داعش، استجابةً لضغوطٍ أوروبية وأميركية، بعد انتشاره في ليبيا وتهديد مصر، وإنذاره بعملياتٍ في قلب أوروبا.