آلة غسل الكلى أوقعت بالماجد
حلّت آلة غسل الكلى لغز انتقال ماجد الماجد من جبّ جنين إلى بيروت ثم اعتقاله في طريق العودة إلى البقاع حيث كان الشيخ مصطفى الحجيري العرسالي يرعاه منذ قدومه من القلمون السورية للعلاج في لبنان.
صحيفة الأخبار اللبنانية –
أسامة القادري:
أن يصل أمير «كتائب عبدالله عزام» ماجد الماجد الى مستشفى المقاصد في بيروت، في حال حرجة، ويدخل للعلاج بهوية مواطن سوري يدعى محمد طالب، ليسا تفصيلاً كما يحاول البعض الايحاء، إذ يشير ذلك الى وجود خلية متراصّة تعمل منذ زمن بين البقاع الغربي وعرسال، أطراف خيوطها أصبحت لدى الأمن اللبناني، عدا عمّا أدلى به الماجد قبل وفاته (بعد التسريبات اللبنانية، أكّدت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أن استخبارات الجيش حققت مع الماجد). وقد سادت حال من البلبلة منذ ثلاثة أيام بين أهالي بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي، بعد تسريب معلومات عن دهم الجيش منازل مطلوبين شاركوا في عملية نقل الماجد من مستشفى فرحات في جب جنين الى مستشفى المقاصد في بيروت.
مصادر أمنية أكدت أن هناك شبكات تعمل في سرية تامة. ولفت مصدر أمني في البقاع إلى أن هذه العملية أظهرت أن أجهزة أمنية في المنطقة غير قادرة على متابعة ملفات من هذا الوزن. وبرر ذلك بـ«طبيعة المواطن السوري الذي لا يمكن أن يدل على هويته السياسية. ففي مرات كثيرة، تابعنا أشخاصاً اعتقدنا أنهم يعملون لمصلحة مجموعات متشددة، لنفاجأ بأنهم يعملون مع النظام السوري».
وبحسب مصادر أمنية، انتقل الماجد من منطقة القلمون السورية الى بلدة عرسال حيث تسلمه الشيخ مصطفى الحجيري الملقّب بـ«أبو طاقية». ولما فشل الأطباء في المستشفى الميداني، في الطبقة السفلى من المسجد الذي يؤم فيه الحجيري الصلاة، في علاج الماجد لعدم وجود «آلة غسل الكلى»، نقلته جماعته من عرسال في سيارة إسعاف الى مستشفى جب جنين في البقاع الغربي. وكان في استقبالهم في بلدة غزة المدعو خالد الحاج الملقب بـ«أبو تكة» الذي رافق سيارة الاسعاف الى جب جنين. وبحسب المصدر، فإن دور مجموعة كامد اللوز من جزءين: الأول تأمين هوية سورية للماجد ليتسنى إدخاله الى المستشفى، والثاني العثور على شقة وآلة لغسل الكلى وممرض.
وعلى هذا الأساس أدخل الماجد مستشفى فرحات في جب جنين بهوية سورية تحمل اسم محمد طالب، وبقي في المستشفى من 5 حتى 14 كانون الثاني الفائت. وخلال هذه الفترة كانت الخلية تسعى إلى تأمين آلة لغسل الكلى. وعندما تدهورت حال الماجد الصحية، والتهبت رئتاه، طلب الأطباء المعالجون نقله الى مستشفيات بيروت. وعلى هذا الأساس نقل بسيارة إسعاف تعود لإحدى الجمعيات الإسلامية، على أساس أنه «جريح سوري»، إلى مستشفى المقاصد، ومكث فيه أربعة أيام.
وتابع المصدر: «في هذه الأثناء وصلت معلومتان متباعدتان زمنياً من قبل الاستخبارات الأميركية الى استخبارات الجيش بأن هناك مسؤولاً من الصف الأول في الجماعات الإسلامية المتشددة انتقل من القلمون الى البقاع اللبناني، ويجري التفتيش عن آلة لغسل الكلى بعد تدهور وضعه الصحي. وبعد أيام، أثناء الإعداد لخروجه من مستشفى المقاصد، وصلت المعلومة الثانية التي تقول إن الشخص نفسه أدخل إلى أحد مستشفيات البقاع الغربي لغسل الكلى، على اثرها توجهت دورية من استخبارات الجيش في بيروت الى البقاع الغربي، وتحديداً الى مستشفى فرحات المعني بمعالجة الجرحى السوريين، وتوصلت استخبارات الجيش إلى أن المريض نقل الى مستشفى المقاصد. وعندما قصدت الاستخبارات المستشفى، كان الماجد قد غادره بواسطة سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر، ما استدعى إقامة حاجز على الطريق الدولية عند مفرق وزارة الدفاع، وفور وصول سيارة الاسعاف إلى هذه النقطة أوقف الماجد وسائق الإسعاف ومعاونيه». وأكد المصدر أن الماجد لحظة توقيفه لم يكن في غيبوبة، بل كان في وعيه، مشيراً إلى أن «إدارة مستشفى المقاصد هي من طلبت مغادرته بعدما تحسنت حالته الصحية».
ولفت إلى أن التحقيقات كشفت أن خلية كامد اللوز مؤلفة من 4 أشخاص، دورها رئيسي في التمويل والتمويه، وأن أحدهم يعرف أن المريض الذي يعاونه هو الماجد المطلوب بعدة قضايا إرهاب. وأشار إلى أنه كان في حوزة الماجد مبلغ من المال عندما وصل الى مجموعة كامد اللوز التي تسلمت الاموال بهدف تأمين شقة سكنية وآلة لغسل الكلى، ولما فشلوا في الحصول على الآلة، أمّنوا شقة في منطقة قريبة من مستشفى فرحات، تستقصي الأجهزة عن مكانها، ويعتقد أنها تقع عقارياً في بلدة كامد اللوز، ليتسنى لهم فور تدهور حالته في أقصر وقت ممكن إيصاله الى المستشفى». اللافت أن مجموعة كامد اللوز هي مجموعة ناشطة في مجال «إغاثة الجرحى السوريين»، تعمل على دفع الفروقات المالية للمستشفيات وتوفير حاجيات الجرحى.
من جهة أخرى، وبعد اللغط الذي أثارته وفاة الماجد في المستشفى العسكري في بعبدا واكتفاء القضاء بتعيين طبيب شرعي واحد لتشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة، عيّن النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود لجنة من أطباء شرعيين للكشف على الجثة، وقد بدأ الأطباء عملهم حيث يفترض أن يصدروا تقريرهم قريباً حول ظروف وفاة الماجد.
وفي حين أعلنت إيران أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الذي يزور بيروت قريباً، أبلغ نظيره اللبناني عدنان منصور استعداد طهران للمشاركة في التحقيق في وفاة الماجد، مؤكدة الاحتفاظ بحقها في المشاركة في التحقيقات مع أفراد آخرين من التنظيم المسؤول عن تفجير سفارتها في بيروت، تسلم منصور مذكرة من السفارة السعودية تفيد بأن شقيق الماجد يطلب ترحيل الجثمان الى السعودية لدفنه هناك.