يا للسخرية.. قطر والسعودية تطالبان بحقوق الإنسان!
صحيفة الوطن السورية ـ
ميسون يوسف:
يستمر من امتهن سفك الدم السوري وسعى إلى إلحاق شتى صنوف الأذى والضرر بالشعب السوري ودولته، يستمر في غيه وعدوانه مستنداً إلى ثروة هائلة يجمعها من آبار النفط والغاز، وينفقها على الخراب والتدمير بدل أن يستعملها كما هو واجب عليه من أجل رفاهية شعبه وتأمين سبل العيش الكريم له.
نقول هذا ونحن نتابع ما جرى في الأمم المتحدة مؤخراً عندما تقدمت السعودية وقطر بمشروع قرار حول سورية وحقوق الإنسان فيها…. تقدمتا بالمشروع بكل وقاحة متناسيتين حال الإنسان فيهما حيث فرض عليه نظام الحكم الوراثي الاستبدادي السائد في كل من البلدين… أن يعيش خارج العصر حيث التمييز الفظ بين الرجل والمرأة والنظر إليها نظرة دونية، كما حجبتا صوت الشعب وحرمانه من أي ممارسة سياسية بدءاً من ممارسة اختيار الحاكم ومن يمثله في الحكم وصولاً إلى إنشاء الأحزاب السياسية والمشاركة في الحياة السياسية العامة في الدولة كما هو حال الشعوب المتقدمة.
لقد شهدت أروقة الأمم المتحدة بمناسبة تقديم مشروع القرار ذاك مبارزة بين سورية من جهة والسعودية وقطر من جهة معاكسة حيث عبر مندوب سورية الدائم هناك بشار الجعفري، بشجاعة وتميز ووضوح عن حقائق يريد الخليجيان النفطيان طمسها بأموالهما وتلفيق أكاذيب وأساطير لا وجود لها إلا في أذهانهما المريضة والخبيثة، كما يريدان التنصل من مسؤوليتهما عن الجرائم التي ما ارتكبت في سورية إلا بسبب ما قاما به من أعمال دعم وتمويل للجماعات الإرهابية التي أدخلوها إلى سورية من أجل القتل والتدمير.
يريد السعودي والقطري وبوقاحة بالغة أن يقفزا فوق حقيقة لا يمكن أن يطويها التاريخ، وهي أن الشعب السوري كان قبل أن يقتحم عليه داره ومصنعه ومدرسته وحقله، كان يعيش الأمن والسلام مستفيداً من تقديمات اجتماعية شتى تصل إليه حيث هو دون عناء، ولكن بسبب العدوان الذي ساهم القطري والسعودي فيه بالمال والإعلام والسياسة وشتى وسائل التدخل العدواني ضد سورية، بسبب هذا العدوان قتل الآمنون، وشرد السكان، وأقفلت المصانع التي سرق حليفهم التركي معظم آلاتها.
يريد السعودي والقطري أن يطمسا حقيقة أخرى وهي أن ما يتباكيان عليه اليوم هو نتاج عدوانهما وتدخلهما في شؤون سورية رغم أن عليهما أن يدركا أن الشعب السوري ليس بحاجة إلى دموع التماسيح التي تذرف من عيون المجرمين حكام قطر والسعودية بل إنه يحتاج إلى توقف هذين الراعيين للإجرام والإرهاب في سورية، وتوقفهما عن جرائمهما بحق الشعب السوري وعندها يتكفل الشعب السوري مع أصدقائه المخلصين وحلفائه الحقيقيين ببلسمة جراحه والعودة إلى ما كان عليه من أمن واستقرار لينطلق في مسار التقدم والحضارة العصرية المحجوبة عن شعب قطر والشعب العربي في شبه الجزيرة العربية الذي اغتصب آل سعود منه حتى الاسم.