وليد الُمعلم ابن جامعة القاهرة صاحب الـ 150 كيلو جلس 25 دقيقة على كتف “بان”.. وصفع كيرى بكلمة سيدى
صحيفة الأهرام المصرية ـ
ماهر مقلد:
فرض وليد المعلم، وزير الخارجية السورى، نفسه بقوة فى مؤتمر جنيف أمس، وبات الأشهر فى المؤتمر وطغى حضوره على شخصية الحاضر الغائب الرئيس السورى بشار الأسد.
ونجح المعلم فى أن يخرج بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، عن هدوئه المعهود ودفعه إلى التراشق معه فى الجلسة الافتتاحية.. كما لو كان المعلم صاحب وزن فوق 150 كيلوجرامًا يجلس على كتف بان كى مون النحيل الذى لا يتحاوز وزنه 60 كيلو جرامًا، كما باغت المعلم جون كيرى وزير الخارجية الأمريكي وتحفظ كلية على كلامه.
وتشكل سلوكيات المعلم فى المؤتمر رسائل غير مباشرة فى مقدمتها أن النظام لا يستجدى مواقفًا وحضوره فى المؤتمر يعنى أنه هو الحاكم وصاحب السلطة.
كما نجح فى أن يحول الاهتمام إلى شخصيته والوفد المرافق على حساب التسويات التى لا تتمناها سوريا.
وبدأ حضوره أقرب إلى تكوينه الجسماني الضخم الذى يغطى كل من يجلس حوله وتاه تمامًا معه الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الهادئ والمبتسم دوما وصاحب الجسد النحيف وحدث تراشق بينه وبين بان كي مون بسسب تجاوز الوزير المعلم الوقت المحدد لكلمته، من 7دقائق إلى 25 دقيقة” قبل أن يقاطعه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة طالباً منه الإيجاز وإنهاء كلامه،
استمر المعلم في خطابه متجاهلاً 6 تنبيهات عن طريق قرع الجرس كنوع من التذكير بالوقت، اضطر بان كي مون، بعدها للتدخل ومقاطعة وليد المعلم قائلاً: “هل لك أن تنهي كلامك، أخذت إلى الآن 25 دقيقة”.
فرد المعلم ببساطة شديدة “أنا قطعت كل تلك المسافة بالطائرة لأتحدث عن سوريا، أعطني بضع دقائق فقط”.
ولكن بان كي مون عاد لتنبيه المعلم بضرورة الاختصار، وأنه لن يستطيع منحه أكثر من بضع دقائق، ليأتي جواب المعلم:”سوريا دائماً تفي بوعودها”… “لا أستطيع أن أجزئ هذه الكلمة، ولا أستطيع أن أعدك أن أنهيها، علي أن أكملها كلها”.
عاد المعلم للكلام، لحوالي عشرين دقيقة أخرى، دون أن يجرؤ بان كي مون على مقاطعته من جديد، ولوح وليد المعلم، فى نهاية كلمته بإصبعه موجها رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قائلاً “سيد (كيري)، لا أحد في العالم له الحق في تدمير الشرعية أو التدخل في سوريا، ولن يقرر مصير سوريا إلا السوريون أنفسهم”.
وقال “المعلم” إن “أي شيء سيخرج به المؤتمر سيخضع للاستفتاء الشعبي، ومن يريد أن يستمع إلى السوريين فليستمع إلى آلامهم”.
وليد المعلم من أشهر وزراء الخارجية العرب وهو يمتاز في الحديث بالثقة الزائدة والهدوء لكن حاد في خطابه، وهو ذو بنيان ضخم وممتلئ، اسمه وليد بن محي الدين المعلم الدلي من مواليد 17يوليو 1941، حصل على الشهادة الثانوية من طرطوس، وبعد ذلك التحق بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1963 وهو حائز على بكالوريوس في الاقتصادوالعلوم السياسية، عيّن وزيراً للخارجية فى 11 فبراير 2006.
ويعتبر المعلم “جروميكو” سوريا نسبة إلى اندرية جروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفيتى، الذى استمر في منصبة أكثر من 20 عامًا من حيث التأثير على الرئيس واستقلالية وزارة الخارجية.
وهو جرىء جدا وقاس في أوصافه للخصوم في الاجتماعات، ويعبر عن سوريا بقوة وبطريقة تعكس الثقة رغم المرارة.