وحده السعودي شهيد
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم:
المتابع للكثير من وسائل الإعلام العربية عامة، وخاصة الخليجية، وتحديداً منها السعودية، يجد أن ضحايا العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان وسوريا ومصر هم قتلى.
ففي الخبر العاجل أو ضمن شريط الأخبار نجد التالي:
“أطلق الجنود الإسرائيليون النار على فلسطيني ما أدى إلى مقتله”.. وتجد أيضاً “أغارت الطائرات على قطاع غزة رداً على إطلاق صواريخ تجاه المستوطنات” هنا الرد يأتي في سياق الرد الطبيعي على “الاعتداءات الفلسطينية”.
في مصر “انفجرت عبوة ناسفة بدورية للجيش المصري أدت إلى مقتل عدد من الجنود” وأيضاً “قامت القوات الأمنية المصرية بحملة تفتيش في سيناء واشتبكت مع مسلحين ما أدى إلى مقتل أحدهم”. وهنا أيضاً يصبح المعتدي والمعتدى عليه قتلى.
في سوريا، ومع دخول العدوان عليها العام الخامس، نجد أن السلطة “غير شرعية” متجاهلين الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت في أصعب الظروف الداخلية وفي أريحية تامة في دول المهجر السوري وحيث يوجد سوري يرغب بممارسة حقه الدستوري، ونرى ونسمع أن المسلحين الخارجين على الدولة هم “ثوار”، والأشخاص الذين يحملون الراية نفسها، ولكن في ليبيا نجدهم بالنشرات الإخبارية “إرهابيين” لأنهم يواجهون اللواء خليفه حفتر قائد ما تبقى من الجيش الليبي. وللمناسبة فإن حفتر كان متقاعداً، وبفضل الدعم السعودي المباشر أعيد للخدمة بالرغم من الرفض القطري، والذي يُترجم عبر إعلامها بالقول “مليشيا حفتر”.
وفي العراق، لحظة سقوط الموصل، هللت القنوات السعودية والممولة منها بانتصارات “ثوار العشائر” ليتبين بعد يومين أن المسيطر هي عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، وبدأت المجازر بحق العشائر السنيّة، وعلى رأسها عشيرة الجبور وآخرون كالصوفيين والنقشبنديين وغيرهم. وفي العراق أيضاً “انتحاري يفجر نفسه في مقهى ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى”.
في اليمن نفذ مجرمان عملية تفجير آثمة في مسجدين أثناء صلاة الجمعة الجامعة، وارتفع أكثر من 150 شهيداً مظلوماً وأكثر من 300 جريح، وهنا ينطبق عليهم ما كان سابقاً، فالمجرم قتيل والضحية قتيل.
بالأمس أعلن عن هجوم قامت به قبيلة طخية اليمنية التي تسكن على الحدود اليمنية ـ السعودية على موقع حدودي سعودي رداً على قصفهم بالمدفعية، ما أدى إلى سقوط 3 ضباط صف “شهداء”. هكذا أعلن المتحدث باسم عاصفة العار، وانعكس المصطلح في جميع وسائل الإعلام الخليجية..
فلماذا؟؟
يقول الله في كتابه الكريم: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل لله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون”، وهذا ما يؤمن به جميع المسلمين، إلا الفريق الوهابي، فهو لا يقول “شهيد” لأحد، ومن يقرأ الفاتحه لروح الميت يقوم بـ “بدعة”، وكل بدعة في النار.
من مات دون عرضه وأرضه وماله فهو شهيد، ولنفترض جدلاً أن الضباط الثلاثة ماتوا شهداء دفاعاً عن أرضهم. ولكن أليسوا شهداء من تسقط عليهم الحمم من المدنيين الآمنين في بيوتهم في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق وليبيا ومصر على أيدي التكفيريين والصهاينة ومن يدعمهم من الأعراب والكاوبوي؟