وتبقى سوريا محكاٌ للإخلاص للأمة!
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
إن المعركة الجارية على أرض سوريا هي معركة مفصلية في حياة الأمة، هذه حقيقة يدركها أي دارس في الفكر الاستراتيجي!
فبعد أن عانت الولايات المتحدة من الهزائم على يد حرب العصابات مثلما حدث في فيتنام وإسرائيل على يد حزب الله، آن الأوان لها لأن تستخدم هذا الأسلوب.
ومما يشجع ذلك أن المال العربي السائب ينفق بلا حساب ولا رقيب عليه، وأن الدم العربي سهل الإنسكاب بل وبموافقة اصحابه!
فليتم تطبيق مبدأ ريجان الذي تم تطبيقه في افغانستان، للقضاء على المعسكر المناوئ ابتداء من سوريا ثم الجمهورية الإسلامية ثم روسيا، وتنهار الصين بعدها دون مزيد من الجهد!
وهذا ما صرح به كيسنجر لصحيفة سكايب في تشرين الثاني من العام 2011 بعنوان “من لا يسمع طبول الحرب فلا بد أنه أطرش”، بأنهم يصطادون الصين وروسيا وأن آخر مسمار في نعشهم هو إيران وهي الهدف الرئيس لإسرائيل. بالطبع عند هذا التصريح كان قد اعتبر أن سوريا في عداد أنها سقطت!
بعد حركة دافوس استحق أردوغان لقب أمير المؤمنين شعبياً، واستقبلته جماهير حاشدة لدى رجوعه إلى استنبول! لقد كتبت أنا يومها على الفيسبوك: “تحية إلى القائد الكبير رجب طيب أردوغان .. وهو يؤكد مفهوم وحدة الأمة!”. لقد أصبح الخليفة غير المتوج للمسلمين!
وبقي الإعجاب بعد سفينة مرمرة، وإن تصاعدت تساؤلات عن رده فعل أردوغان الليّنة مع إسرائيل بعد قتل الجيش الإسرائيلي لأحد عشر تركياً على السفينة!
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بدولته الصغيرة الناشئة، والتي لا تقارن بالإمبراطورية الرومانية، رفض قتل رسوله وأرسل جيشاً لينتقم لقتله، وهو أساس موقعة مؤته! لكن لم يصل الأمر إلى التشكيك في شخص أردوغان!
بعد دخول أردوغان على الخط السوري، كان يمكن أن يمر الأمر ويتم أخذ الأمر ببساطة بأنه يريد الديمقراطية للشعب السوري، فيكتمل الحلف بسرعة ويتجه نحو إيران ثم روسيا كما صرح كيسنجر لصحيفة سكايبي، لكن صمود الشعب السوري والجيش العربي السوري الباسل وقيادته قلب الموازين والحسابات! ففي البداية نادت تركيا بالحرية للشعب السوري، وهو شيء طيب.
لكن عندما لم تستطع المظاهرات إسقاط النظام، بدأت بتسليح المعارضة بتمويل قطري سعودي! ثم بتدريب ما يسمى بالمعارضة وإعطائهم قواعد داخل تركيا، وهو ما يتعارض مع الحرص على الدم السوري! وعندما فشل هذا بدأ بمشاركة الجيش التركي في العمليات العسكرية ضد الجيش العربي السوري! ثم يستعين بالأطلسي ضد سوريا، بالرغم من أن القذائف غير معروفة المصدر! لماذا يصر على سقوط غرناطة الأمة اليوم؟! لقد تعرى أردوغان أمام الأمة من خلال موقفه من القضية السورية! إنه جزء من التآمر على هذه الأمة!
لذا وكأمر واقع أصبح موقف هذا الطرف أو ذلك من القضية السورية هو محك الأمر الواقع على وطنية وإخلاص هذا الطرف أو ذاك للأمة من تبعيته لأعداء الأمة!
المناضل د. عزمي بشارة أمسك بجواز سفره الإسرائيلي وقذفه في مشهد درامي من القاهرة في وجه إسرائيل! فنظرت له الأمة بإكبار، وهو يستبدل وسائله كجزء من نضال للشعب الفلسطيني بوسائل أكثر قوة وكفاءة. واستقبله الجميع استقبال الأبطال المناضلين. وإذ به لا يستبدل وسائل بوسائل، بل أهدافاً بأهداف! فيتحول للتنظير للثورة السورية وينسى قضية فلسطين! بل ويعود بعدها للدولة العبرية، بعد أن صوروا للجماهير بأنه البطل الذي سيحاكم لمواقفه الوطنية إن رجع للدولة العبرية! فيسقط القناع نهائيا! مرة أخرى المناضل الوطني القومي عزمي بشارة يتعرى على حقيقته كعميل للقيوط الصهيوني!
وخالد مشعل الذي كانت ترتفع أسهمه بارتفاع أسهم حماس، بالرغم من أنه يناضل من فنادق الخمسة نجوم! بدأ التشكك في كونه مدسوس على حماس! وهناك من يتكلم عن دوره في اغتيال الشهيد المبحوح، يعني أنه نقطة اختراق في حماس! وبدأ كلام عن غسيل الأموال عند خالد مشعل.
وتبقى سوريا المقاومة غرناطة الأمة اليوم، محك أمر واقع للإخلاص للأمة.